دي موين: ستكون ولاية آيوا الريفية الصغيرة غير المكتظة بالسكان الأولى التي ستقترع خلال الانتخابات الرئاسية التمهيدية، لكن وضعها النافذ بات اليوم مهددًا بسبب تغيير في الجدول الزمني.

قبل عام على استحقاق "هيئات الناخبين" في آيوا، يتوجه الديموقراطيون الذين يطمحون لاستبدال دونالد ترمب في البيت الأبيض، بأعداد كبيرة إلى هذه الولاية الأميركية.

وسياسة التواجد على الأرض هذه تشكل تغييرا في الانتخابات التمهيدية الجمهورية والديموقراطية، إذ يمكن أن يحمل الفوز في هذه الولاية، مرشحا إلى القمم لكن الخاسر فيها قد يواجه مصيرا مهينا.

وكل أربع سنوات يعود السؤال نفسه مجددا إلى الواجهة : لماذا تلعب ولاية تضم أقل من 1% من سكان أميركا دورا محوريا في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟.

وقال كريس هينينغ زعيم الديموقراطيين في منطقة غرين لوكالة فرانس برس "إنه لشرف أن نرى المرشحين يصافحون الناس ويتحدثون إليهم وجها لوجه".

ويشكل حث المرشحين على لقاء الناخبين في المقاهي والمعرض السنوي الشهير في آيوا أو في منازلهم، خطوة مميزة في حياة سياسية تهيمن عليها عادة مواقع التواصل الاجتماعي والموازنات الضخمة.

"معارض للمواشي"

يقول ستيفن شميت الأستاذ في جامعة آيوا "هذا يجعل المرشحين أكثر تواضعا". ويضيف "سكان آيوا يختبرونهم كما لو كانوا في معارض" للمواشي. ومع ترقب عدد كبير من المرشحين وقاعدة ناخبين متحمسين، يبدو أن الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الديموقراطي لعام 2020 ستكون خارجة عن المألوف.

ويتوقع زعماء الأحزاب في آيوا مشاركة قياسية لـ "هيئات الناخبين" عندما يلتقي الناخبون للاقتراع ضمن مجموعات لكل مرشح. ويسعى المسؤولون بالتالي إلى البحث عن قاعات كبيرة لاستقبال الاجتماعات ال1679 المقررة في 3 فبراير 2020.

وقال الديموقراطي جون ديث الذي عمل لصالح الحزب في منطقة جونسون إن "هيئات الناخبين تطورت أكثر مما كان متوقعا أصلا". وتنوي ولاية آيوا وضع أنظمة جديدة العام المقبل من خلال السماح للناخبين المشاركة عبر الهاتف او الكترونيا.&لكن موقعها الرائد بات مهددا.

"زيارات مبرمجة"

سرت شائعات حول نيو همبشر الولاية الثانية التي تنظم انتخابات تمهيدية تقليديا بعد اسبوع على آيوا والتي يمكن أن تحتل مركز الصدارة.

لكن كاليفورنيا هي التي قد تغير المعادلة. فناخبو هذه الولاية هم آخر المقترعين وتم تقديم موعد الانتخابات فيها ثلاثة أشهر إلى 3 مارس 2020 مع ولايات عدة أخرى. وبات الاقتراع المبكر الذي يبدأ قبل شهر من هذا الاستحقاق قريبا جدا من عمليتي التصويت في كل من آيوا ونيو همبشر.

ومع عدد كبير من الناخبين تطالب كاليفورنيا بموازنة إنتخابية مهمة خلافا للحملات التي تنظم في آيوا. وأعربت الناخبة آن كينزل (62 عاما) عن القلق من نفوذ سكان ولايتها ومعظمهم من البيض في بلد بات أكثر تنوعا.

وقالت "أخشى من خسارة مرشحين (خلال الانتخابات التمهيدية) بعد أيوا ونيو همبشر في حال لم يكن لباقي السكان الأكثر تنوعا رأي" منذ البداية. ووصلت ولاية آيوا إلى المرتبة الأولى صدفة عندما قرر الحزب الديموقراطي في 1972 جعل الانتخابات التمهيدية ديموقراطية وترك للناخبين حرية الاختيار وليس لزعماء الحزب.

وقرر منظمو الانتخابات في آيوا الاقتراع قبل ولاية نيو همبشر التي كانت منذ عقود تطلق هذا الاقتراع، بعد أن اعتبروا أنهم بحاجة إلى وقت نظرا إلى نظامهم المعقد.

ولم يعرِ أحد أي انتباه لهذا الأمر حتى استحقاق الانتخابات الرئاسية في 1976 عندما فاز حاكم غير معروف جيمي كارتر في الانتخابات التمهيدية الرئاسية واختير مرشحًا للحزب الديموقراطي ثم انتخب رئيسا للولايات المتحدة.

ومذاك يزور مرشحو الحزبين ولاية آيوا تحت عنوان واحد أن أول ثلاثة مرشحين في الانتخابات التمهيدية يتقدمون إلى المرحلة المقبلة والآخرين يعودون إلى ديارهم.

وقال جون ديث إن "مجالس الناخبين" في آيوا لم تعد عفوية وحلت مكانها استراتيجيات إعلامية لاذعة. وأضاف "حتى الزيارات إلى المطاعم الأميركية التقليدية باتت مبرمجة ومحضر لها مسبقا".