ما زالت المملكة العربية السعودية تسابق الزمن في السير بسرعة عالية وفق خطط رؤية 2030 وتفعيلها في برامج اقتصادية متنوعة وداعمة، ومن ذلك برنامج "التخصيص" إحدى ركائز الرؤية السعودية لمستقبلها، وذلك لتوزيع الأدوار بين القطاعين العام والخاص في بعض النشاطات الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات الخاصة فيها.

إيلاف من جدة:&دشن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي مساء الإثنين ميناء الملك عبدالله برابغ خلال زيارته لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، في خطوة مهمة للقيادة السعودية لتعزيز تنافسية المملكة في خططها التي تركز على اقتصاد لا يعتمد على النفط.

وميناء الملك عبد الله بمحافظة رابغ التابعة لمنطقة مكة المكرمة، هو أول ميناء في المملكة والمنطقة يطوره ويديره ويشغله القطاع الخاص.

وتشغل&الميناء وتديره شركة "تطوير الموانئ"، التابعة لعائلة "بن لادن" الشهيرة في المملكة العربية السعودية بإدارتها وإنشائها الكثير من المشاريع الضخمة في السعودية.

كما يعد الميناء أحد أحدث المشاريع العملاقة في مجال البنية التحتية بالشرق الأوسط، ونموذجا ملموسا عن نجاح الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص.

وجرى تأسيس الميناء استناداً إلى احتياج المملكة العربية السعودية لميناء عالمي قادر على استقبال السفن العصرية العملاقة، واستيعاب السلع والبضائع المستوردة والمتزايدة بشكل كبير وتوفير الاحتياجات المتنامية لسكان المملكة، وفي الوقت نفسه استيعاب التزايد في صادرات المملكة إلى الأسواق العالمية.

ويركز القائمون على الميناء ببناء الطاقات وتنمية الموارد البشرية السعودية، والتي تكمن فيها قيمة الميناء، حيث وصلت معدلات توطين التوظيف في الميناء إلى 61,5%، باستثناء الوظائف العمالية. ويضم الميناء ثمانية من أكبر الخطوط الملاحية التي تعمل فيها وتقدم خدماتها المتكاملة للمصدرين والمستوردين، حيث تسير خطة أعمال تطوير الميناء بخطى ثابتة ورؤية واضحة ليصبح أحد الموانئ الرائدة في العالم، مستفيداً من مرافقه المتطورة وقربه من منطقة التجميع وإعادة التصدير ومركز الخدمات اللوجستية ليقدم للعملاء الدعم اللوجستي ويمكنهم من تحقيق النمو المنشود.&

وأقام الميناء شراكات تعاونية مع شركات الشحن والمصارف والشركات العالمية المشغلة لعمليات الموانئ، بالإضافة إلى الاستثمارات التي تجاوزت الثلاثة عشر&مليار ريال.

وتتولى هيئة المدن الاقتصادية ممثلة الدولة في مهام الإشراف والتنظيم والتنسيق بين كافة الجهات الحكومية المعنية بأنشطة ميناء الملك عبدالله لضمان انسيابية العمل في الميناء، وفق الأهداف والخطط الموضوعة وما تتطلع إليه الحكومة.

حيث رافق حفل التدشين توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم منها:

مذكرة تفاهم بين ميناء الملك عبدالله والسعودية للشحن الجوي بهدف إنشاء جسر بري - جوي، للإسهام بالربط ما بين قطاع الموانئ وقطاع المطارات بحجم تجارة بينية يتوقع أن تصل قيمتها إلى عشرة مليارات ريال بحلول عام 2030 وهذه الاتفاقية هي الأولى من نوعها في المملكة.

&كما أنه من المتوقع أن تنعكس هذه الاتفاقية إيجاباً على العديد من القطاعات وأهمها التجارة الإلكترونية التي&بدورها تسعى&لتعزيز مكانة المملكة كمنصة لوجستية بالمنطقة.

وجرى كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين الميناء وبترو رابغ لاعتماد ميناء الملك عبد الله كمنصة لوجيستية رئيسية لصادرات بترو رابغ البتروكيمياوية، وتسهم هذه الاتفاقية في أن يكون الميناء منصة تصدير البتروكيمياويات على البحر الأحمر بما فيها عمليات القيمة المضافة التي ستؤدي إلى زيادة تنافسية الصادرات السعودية.

كما وقع ميناء الملك عبدالله مذكرة تفاهم مع شركة محطات الحاويات الوطنية لتوسعة محطة الحاويات بالميناء، مما يرفع طاقته الاستيعابية إلى سبعة ملايين حاوية، تجعله أكبر ميناء للحاويات على البحر الأحمر.

وتم منح الضوء الأخضر للبدء بأعمال حفر الحوض الشمالي بين الميناء وشركة هوتا للأعمال البحرية، وهي اتفاقية تضيف قدرة استيعابية مقدارها عشرة ملايين حاوية قياسية، بالإضافة إلى خمسة عشر مليون طن من البضائع السائبة.
&
وألقى وزير النقل السعودي الدكتور نبيل العامودي كلمة بداية الحفل ثمن فيها زيارة ولي العهد وافتتاحه رسمياً ميناء الملك عبد الله، مؤكداً على أن "هذا المشروع الوطني المهم وما تشهده اليوم من إنجازات على أرض الواقع حتى اليوم لم يكن ليرى النور لولا فضل الله ثم ما أولته حكومة المملكة العربية السعودية من دعم ورعاية وحرص على كل ما من شأنه الدفع بعجلة التنمية لهذا الوطن الغالي".&

وقال رئيس مجلس إدارة شركة تطوير الموانئ - الشركة المالكة والمطورة لميناء الملك عبدالله - صالح بن لادن أن الميناء مر بمراحل مهمة عديدة من أهمها أولاً إطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وثانياً تدشين الأمير محمد بن سلمان الميناء وافتتاحه رسمياً.

مضيفاً "نتطلع إلى أن يصبح ميناء الملك عبدالله منصة لوجستية رئيسية ومحركاً أساسياً من محركات قطاع الخدمات اللوجستية في المملكة بالاستفادة من موقعه الجغرافي على أهم طرق التجارة العالمية، ليسهم في استقطاب الاستثمارات بكافة أنواعها وزيادة حصة المملكة من التجارة العالمية".

وخلال حفل التدشين، ألقى "جانولويجي أبونتي" مؤسس ورئيس مجلس إدارة "MSC" -ثاني أكبر خط ملاحي في العالم، وتعتبر ميناء الملك عبدالله إحدى أهم محطاتها الرئيسية في العالم- كلمة أشار فيها إلى الخدمات المتميزة التي يقدمها ميناء الملك عبدالله لشركات الشحن العالمية مبدياً سعادته بلعب "MSC" دوراً حيوياً في تطور المشروع المهم والإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

مضيفاً أن الموقع الاستراتيجي لميناء الملك عبدالله يتيح له الإسهام بفاعلية في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية للمملكة ولمنطقة الخليج بشكل عام، والتي تتمتع بمقومات تتيح لها أن تصبح منصة لوجيستية أساسية للتجارة العالمية، مشيداً بما تقدمه المنطقة من فرصة متميزة لـ "MSC" في ممارسة أعمالها في مجال نقل الحاويات وأنشطة محطات الموانئ، بما يضمن تقديم خدمات على مستوى عالٍ لعملائها، بما يسهم في نمو وتطور العمليات في الميناء.