تجربة قاسية ثانية على طريقة "توتر 2009" بين مصر والجزائر تعيشها المنطقة العربية، حيث الخلط بين الرياضة والسياسة، والذي يرقى في بعض الأحيان إلى حد إشعال الفتنة بين الشعوب العربية، وهذه المرة الصراع قطري إماراتي، وهو صراع كروي في الأساس تحول إلى توتر إعلامي تغذيه بعض القنوات التلفزيونية، و حسابات السوشيال ميديا، وفي الوقت الذي بدأت موجات التوتر الجماهيري تتجه صوب الهدوء، عاد المعلق العماني خليل البلوشي إلى إشعالها من جديد، مكرراً تجاوزه في حق الإمارات، على الرغم من أنه اعتذر عن نفس الخطأ سابقاً.

الهيدوس "داسهم عليهم دوس"

أشعل خليل البلوشي معلق قنوات الكأس القطرية نار الغضب بين الجماهير الإماراتية، حينما علق بطريقة تحمل تجاوزاً واضحاً على الهدف الذي سجله لاعب منتخب قطر حسن الهيدوس في شباك المنتخب الإماراتي في الدور قبل النهائي لبطولة كأس آسيا التي أقيمت الشهر الماضي في الإمارات، وفاز القطريون بلقبها، وعلق البلوشي على الهدف بقوله :"الهيدوس داسهم دوس"، مما تسبب في غضب جماهيري وإعلامي إماراتي كاسح، الأمر الذي دفع البلوشي للإعتذار رسمياً، معترفاً أنه تجاوز في حق الإمارات، واستخدم مفردات لم يكن يتوجب عليه استخدامها.

"داسهم" مرة ثانية بدماء باردة !

بعد مرور أكثر من أسبوعين على واقعة تجاوز البلوشي في حق المنتخب الإماراتي وجماهيره واعتذاره عنها، وبعد أن هدأت نار الغضب، عاد المعلق العماني وبلا مقدمات تبرر ما يفعله، ليكرر ما قاله سابقاً، في حضور حسن الهيدوس مع بقية اللاعبين من المنتخب القطري، وسط تصفيق واحتفال من الحضور بكلمات البلوشي الذي تسابق الجميع على تسجيل مقاطع فيديو له وهو يقول "الهيدوس داسهم دوس".

وانتفض الآلاف من أبناء الشعبين الإماراتي والعماني دفاعاً عن علاقات البلدين وروابط التاريخ والحاضر التي تجمع بينهما، وسط تأكيدات بأن هذه العلاقات أكبر من تجاوزات معلق تلفزيوني، وظهر أكثر من وسم "هاشتاق" باسم خليل البلوشي لا يمثلنا، وتسابق أبناء عمان إلى التحدث عن الإمارات وشعبها بكل ود ومحبة، حيث قال البعض :"الله يعزكم يا أهل الإمارات، خليل البلوشي لا يمثلنا"، وفي المقابل رد إماراتيون بقبول هذا المنطق وسط تأكيدات أن علاقات الشعوب لا يجب أن تتأثر بمثل هذه التصرفات الفردية.

الدور القطري

تتخذ قناة الكأس القطرية توجهاً أقرب إلى الشعبي البعيد عن الإحترافية، فقد كانت حاضرة بقوة في قلب الهجوم على الإمارات والمنتخب الإماراتي طوال أحداث كأس آسيا 2019، على الرغم من أن الجانب الإماراتي كان يتخذ مبدأ الهدوء في التعامل مع أحداث البطولة، وعدم التجاوز في حق المنتخب القطري القطري، بناء على تعليمات صادرة من جهات عليا بالإمارات، إلا أن قناة الكأس القطرية كانت الأنشط على صعيد إثارة موجات التوتر، وهي نفس القناة التي يمثلها خليل البلوشي، الذي تغني بالكلمات التي أثارت غضباً كبيراً، حينما قال "الهيدوس داسهم دوس"، واعتذر عنها، وعاد ليكررها، الأمر الذي يثير الشبهات حول الموقف من البداية وحتى الآن.