بعدما كانت العلاقة بين عائلة أديب مع الرئاسة أثناء حكم الرئيس السابق حسني مبارك جيدة، ويمكن وصفها بالمثل الشعبي المصري "زي السمن على العسل"، فجأة اندلعت حرب كلامية شرسة بين علاء نجل الرئيس السابق والإعلامي عمرو أديب.

إيلاف من القاهرة: بعدما كانت عائلة أديب من المقربين جدًا إلى مؤسسة الرئاسة في مصر أثناء حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وتجلى ذلك في إجراء الإعلامي عماد أديب سلسلة من اللقاءات مع مبارك، وكانت الإعلامية لميس الحديدي زوجة الإعلامي عمرو أديب، من أكثر المقربين من نجله الأصغر جمال، الذي كان مرشحًا لخلافة والده، لكن هذه العلاقة التي ينطبق عليها المثل الشعبي القائل "زي السمن علي العسل"، شهدت توترًا غير مسبوق خلال اليومين الماضيين، ودخل علاء مبارك وعمرو أديب في حرب كلامية شرسة.

تناقض واضح
بدأت الأزمة بين الطرفين، عندما نشر علاء مبارك عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، مقطع فيديو يظهر تناقضات الإعلامي عمرو أديب تجاه والده الرئيس السابق حسني مبارك، وكتب: "بدون تعليق".

يتضمن الفيديو تصريحات عديدة لـ"أديب" مؤيدًا ومطالبًا باستمرار حكم مبارك أثناء وجوده في الرئاسة، وبعد ثورة 25 يناير 2011، خرج مهاجمًا إياها.

قال أديب في الفيديو إنه مع استمرار مبارك، وإنه لا ينتقده احترامًا له، مشيرًا إلى أن مبارك لم يسجن الصحافيين، وكانت هناك حريات في عهده، لكن في الفيديو يشيد برحيل مبارك، منتقدًا فئة من المصريين أظهرت ندمها على هذا الرحيل.

رد الإعلامي عمرو أديب على علاء مبارك، بشكل عنيف جدًا، واستهل حلقة الأمس من برنامجه، "الحكاية" على قناة "إم بي سي"، قائلًا إنه لم يهاجم علاء مبارك، "ليس لأنه يخاف منه".

لا ينفع للحكم
أضاف أديب: "اليوم ذكرى تنحّي مبارك، وفي أوقات كثيرة، أنا شخصيًا كنت وأعرف مبارك وأبناءه، علاء بيه وجمال بيه، وحصل ما حصل، ودخلوا السجن، وعمري ما قربت ليهم، (لم أهاجمهما)، لأن ليس من الرجولة ولا الفروسية، الناس تبقى في السجن فتشتمها، والنهاردة قعدت أفكر، لو لم يرحل مبارك، كيف كان الوضع، كان زمان جمال يحكم، وعلاء يقبض، أنا أتكلم بصراحة الآن".

استطرد مهاجمًا مبارك وأسرته، وقال: "هتكلم دلوقتي علشان هما موجودين دلوقتي، أنا عمري ما قربتلهم، أنا قربتلهم وقت ما كانوا موجودين، وقعدت في البيت علشان قربت لجمال بيه، علشان استجريت، وقربت لجمال بيه، ومصر كلها عارفة الحكاية دي، والنهاردة فجأة علاء بيه فكر في يوم تنحي الوالد، اليوم الأسود في حياته، إنه يهاجم عمرو أديب، وخد جملة من لقاء، ومكملش اللقاء، على الرغم من إنه عارف إن اللقاء ده هو اللي قعدني في البيت علشان قولت مينفعشي جمال يحكمنا، ويومها قفلوا الأستديو، وجمال وعلاء زعلوا".

تابع: "علاء قرر النهاردة لأنه يا عيني حصلت ليه لوثة، والمصريين كل ما يكتب حاجة يقولوه أيوه يا باشا، قول يا عظيم، باشا مين وعظيم مين، هوا الراجل ده مش إنتو اللي شيلتوه، إنتوا نسيتوا عمل إيه هو وعيلته، هو علاء بيه نسي، إن كنتوا نسيتوا اللي جرا هاتوا الدفاتر تنقرا، لا هتكلم عن الـ70 مليارا، مش على آخر الزمن واحد رد سجون هيعلمنا الأدب".

أموال سويسرا ما مصدرها؟
استكمل: "ولو كنت جدع أوي نتكلم بقى، وهسألك سؤال ورد عليا، الفلوس اللي في سويسرا دي بتاعة مين؟.. إنت عارف إني صحافي شاطر، الفلوس دي مثبته من الحكومة المصرية والسوسرية، هو في حد في مصر مكانشي عارف إنت بتشتغل إيه؟.. إنت اللي جبته لنفسك بقى، أنا عمري ما قربتلكو، بس الشيطان وزّك، علاء بيه انتهى، والناس دي انتهت، والطريقة دي خلصت، ولا إنت ولا جمال بيه هترجعوا تاني وتحكموا تاني، خلص نفسك الأول يا بني والقضية، وبعدين دوّروا عليّا، ليه اللف والدوران والهمز واللمز، جبته لنفسك، وجيت عند واحد مستبيع".

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمعركة بين الطرفين، فساندت أطراف عديدة من المصريين عمرو أديب في هجومه ضد عائلة مبارك، بينما ساند آخرون علاء مبارك، الذي اكتفى بنشر صورة عمرو أديب مع تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، معلقًا: "هو الأستاذ عمرو مش فاهم حضرتك، أنا لا أقصد أعلمه الأدب لا سمح الله، بحاول أعلمه وأفهمه معنى الرجولة".

إدارة حملات رئاسية
يذكر أن العلاقة بين عائلة الرئيس السابق مبارك وعائلة أديب كان يضرب بها المثل أثناء حكم مبارك، وظهر ذلك جليًا في العام 2009 عندما أجرى عماد الدين أديب، الإعلامي المعروف والشقيق الأكبر لعمرو أديب، حوارًا مطولًا مع مبارك أثناء الانتخابات الرئاسية.

كما أدارت الإعلامية لميس الحديدي، زوجة عمرو أديب، حملة مبارك الرئاسية إعلاميًا، وكانت من أكثر الإعلاميين قربًا إلى نجله الأصغر جمال، الذي كان مخططًا لتوريثه الحكم.