قد يلجأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إعلان "حالة الطوارئ الوطنية" في محاولة لتأمين التمويل اللازم لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك، كما أوضح البيت الأبيض. تترتب على مثل هذه الخطوة نتائج استعرضت صحيفة "الغارديان" آراء خبراء قانونيين بما تعنيه من زوايا نظر مختلفة. &

إيلاف من واشنطن: يرى محللون قانونيون أن إعلان حالة الطوارئ إجراء مقلق إلى حد بعيد، لأنه يمنح الرئيس سلطة مطلقة على قضايا التمويل، في حين أن الدستور يضع مثل هذه السلطة بيد الكونغرس. هنا رفض الكونغرس أن يدفع تكاليف الجدار الذي يريد ترمب بناءه، ويبدو الآن أن الرئيس يحاول "اغتصاب" سلطة التخصيصات المالية من الكونغرس. &&

قد يكلف الجمهوريين غاليًا
لكنّ خبراء قانونيين آخرين يشيرون إلى أن أي إعلان للطوارئ يستند إلى مسوّغ قانوني مهزوز من المرجّح أن ينهار، عندما تحال دستورية الإجراء على القضاء. &

وبحسب هؤلاء الخبراء، فإن لدى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي صلاحية إجبار مجلس الشيوخ على التصويت على مشروع قرار بإلغاء حالة الطوارئ. وإذا لم يصوّت المجلس مع الإلغاء، فإن ذلك يمكن أن يكلّف الجمهوريين ثمنًا سياسيًا باهظًا. &

دعوات إلى الهدوء
من جهة أخرى، هناك أصوات تدعو إلى الهدوء في مواجهة إعلان حالة الطوارئ، مشيرة إلى 59 حالة طوارئ أعلنها الرؤساء الأميركيون منذ صدور قانون الطوارئ الوطنية عام 1976. يتضح من هذا الرقم أن الرؤساء الأميركيين يلجأون إلى هذه الخطوة في أحيان &كثيرة، آخرها في نوفمبر من العام الماضي. قيل في حينه إنها اتُخذت لمنع "أملاك أشخاص معيّنين من المساهمة في الوضع القائم في نيكاراغوا"!.
&
هذا جائز نظريًا. فالمسؤولون العسكريون يتمتعون بصلاحية تحويل وجهة التمويل والموارد الأخرى "الضرورية للدفاع الوطني"، في حالة الطوارئ الوطنية، بما في ذلك "استخدام القوة المسلحة". &
&
هكذا يستطيع ترمب أن يعلن حالة الطوارئ الوطنية، ثم يأمر الجيش بتحريك أموال وقوات للتعاطي مع الحالة الطارئة، وهي في هذه الحالة بناء جدار، كما يتصور ترمب.&

الغالبية معارضة
لكن العديد من الخبراء يرون أن إعلان حالة الطوارئ لن يسفر عن بناء جدار، بسبب الطعون المتوقع أن يواجهها في المحاكم والكونغرس، أو إن الخطوة ستبوء بالفشل، تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية، أو تعطّل عملية الامتثال للخطوة، في حلقة ما من سلسلة القيادة، إما من جانب مسؤولين عسكريين أو من جانب فريق ترمب نفسه. &
&
وأظهر استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" في الفترة من 30 يناير إلى 2 فبراير أن غالبية كبيرة من الأميركيين تعارض فكرة إعلان حالة الطوارئ الوطنية لبناء جدار ترمب.&

مخاطره أقل من الإغلاق
يبدو إعلان الطوارئ إجراء محفوفًا بالمخاطر السياسية على الجمهوريين. فهم إذا صوّتوا مع الإعلان يعرّضون أنفسهم لتهمة الموافقة على إجراء مرفوض شعبيًا، والتنكر للدستور الأميركي، الذي كانت كوابحه على الرئاسة بمثابة نصوص مقدسة عندهم في سنوات إدارة باراك أوباما. &
&
ويرى زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتشل ماكونيل أن المخاطر السياسية لإعلان حالة الطوارئ أقل من مخاطر غلق إدارات فيدرالية للمرة الثانية في أوائل 2019، الأمر الذي هدد به ترمب، لكنّ كثيرين يرون أنه على الأرجح سيكون كارثة سياسية. & & &

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:&
https://www.theguardian.com/us-news/2019/feb/14/trump-national-emergency-explainer-border-wall
&