كشف النقاب اليوم عن عودة قسرية لنازحي محافظة نينوى الشمالية العراقية إلى مخيماتهم السابقة وإلى المحافظات التي كانوا لجأوا إليها، وسط تحذيرات من خطورة هذه العودة، ودعوات إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم، وفرض هيبة الدولة والقضاء على الفساد، وتعويض المتضررين والإسراع في إعمار المناطق المتضررة، وتوفير سبل العيش الكريم.

إيلاف: حذر النائب عن محافظة نينوى الشمالية شيروان الدوبرداني من خطورة تداعيات العودة العكسية لأبناء محافظة نينوى وعاصمتها الموصل باتجاه المخيمات والمحافظات الأخرى، التي كانوا لجأوا إليها، عقب سيطرة تنظيم داعش على محافظتهم في يونيو 2014، قبل استعادة القوات العراقية لها في منتصف عام 2017، وطرد التنظيم منها.

أشار النائب الدوبرداني، في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" الجمعة نصه، إلى أن "أسبابًا كثيرة تدفع أبناء نينوى إلى النزوح من جديد عن محافظتهم باتجاه المخيمات ومحافظات إقليم كردستان".. مؤكدًا "عودة حوالى 846 عائلة، تضم 4036 فردًا، إلى المخيمات خلال عام 2018. بينما سجلت المخيمات خلال الشهرين الماضي والحالي من العام الحالي 2019 عودة حوالى 200 عائلة، تضم 456 فردًا، ضمن مخيمات الخازر وحسن شام، إضافة إلى الذين عادوا إلى محافظات الإقليم.

وشدد على ضرورة بحث ومناقشة هذه المشكلة وتداعياتها الخطيرة، وذلك من خلال تكثيف الجهود من أجل توفير بيئة آمنة ومستقرة لعموم المواطنين وفرض هيبة الدولة وتطبيق القانون على الجميع والقضاء على الفساد وتعويض المتضررين والإسراع في بناء وإعمار المناطق المتضررة وتوفير سبل العيش الكريم لمواطني نينوى.

حذر النائب من أن "هناك الآلاف من أهالي محافظة نينوى في المخيمات وفي محافظتي أربيل ودهوك في إقليم كردستان، وحتى في بغداد والمحافظات الأخرى، جميعهم كانوا ولا يزالون يترقبون عودتهم إلى محافظتهم، لكن العودة العكسية لهم من جديد باتجاه المخيمات والمحافظات الأخرى التي قطنوا فيها لفترات أفقدتهم الأمل بالعودة، وجعلتهم يفكرون في الاستقرار بعيدًا عن مناطقهم ومحافظتهم".

وكانت بعثة منظمة الهجرة الدولية في العراق قد كشفت الأربعاء الماضي عن وجود حوالى 1.8 مليون نازح عراقي ما زالوا ضعفاء، وبحاجة إلى دعم مستمر من قبل المجتمع الإنساني. وقالت إن العوائل النازحة اضطرت لتلبية احتياجاتها الأساسية، وخفض مستويات معيشتها أو اقتراض المال أو تلقي المساعدات الخيرية.

أشارت البعثة إلى أن 75 بالمائة من الأشخاص النازحين داخليًا يعيشون في مساكن مستأجرة طوال فترة النزوح. وقالت إن العراق شهد في إبريل 2016 ذروة موجة النزوح، حين اضطر حوالى 3 ملايين و42 ألف مواطن إلى الفرار من مناطقهم، بعد تصاعد الحرب ضد تنظيم داعش في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وغيرها.

ولفتت إلى أن النزوح طويل الأمد "وضع صعب، لا يستطيع فيه النازحون الحدّ من حالة البؤس والضعف والفقر والتهميش الناجم من النزوح".. موضحة أن الأسباب التي تدفع كثيرًا من النازحين إلى البقاء في مناطق النزوح، وعدم العودة إلى مناطقهم الأصلية، تعود إلى أن منازلهم مدمّرة في مناطقهم الأصلية، وقلة فرص العمل وانعدام الأمن.

وحذرت البعثة الدولية للهحرة من أن العثور على حلول دائمة للنزوح هو عملية طويلة الأجل تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة ومجموعة من العاملين في المجال الإنساني.. موضحة أنها تقدم مساعدات إلى النازحين، تشمل دعمهم لتحسين قدراتهم على التكيّف والاعتماد على الذات، إضافة إلى تسهيل الأوضاع البيئية لاستيعاب النازحين والعائدين في المجتمعات المضيفة.
&


&