إسلام آباد: يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأحد في باكستان جولة آسيوية تشمل بالإضافة إلى إسلام آباد الهند والصين.

ونقلت وكالة الأنباء الباكستانية عن مسؤولين في إسلام آباد، أن باكستان حشدت نفسها للترحيب بولي العهد السعودي وتعتبر الزيارة بالغة الأهمية لرفع مستوى العلاقات بين الحليفين القويين.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في مقابلة مع صحيفة "عكاظ" أن العلاقة الممتدة والوثيقة بين السعودية وباكستان تمتد إلى جميع المجالات، السياسية، الاقتصادية، والدبلوماسية.

وأضاف أن زيارة ولي العهد السعودي هي تعبير واضح عن هذه العلاقة القوية، مؤكدًا أنها ستعزز الدعم الدبلوماسي بين البلدين، إضافة إلى توثيق العلاقات بشكل أكبر. وقال خان "أنا واثق من أن الزيارة ستدفع العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى آفاق أوسع، عبر تحديد فرص جديدة للاستثمار والاتفاق على مشاريع مشتركة بين البلدين"... مضيفًا ستعزز الزيارة الثقة المتبادلة بين البلدين وتؤكد العلاقات التاريخية والقوية، حيث سيجتمع ولي العهد بكبار المسؤولين في الحكومة، ما سيتيح له الفرصة للتعرف على باكستان وحكومتها بشكل أفضل.&

وأشار رئيس الوزراء الباكستاني إلى أن بلاده "تتطلع بفارغ الصبر لزيارة ولي العهد إلى باكستان، وأنها ستذهب بالتعاون الإستراتيجي بين البلدين إلى آفاق رحبة، فالدعم السخي من المملكة بتقديمها 3 مليارات دولار والسماح لها بتأجيل مدفوعات واردات نفطية، يعكس رغبة المملكة في رؤية باكستان قوية ونابضة بالحياة ومزدهرة".

التعاون الثنائي

وبشأن القضايا التي ستتم مناقشتها خلال الزيارة الأولى لولي العهد إلى باكستان، قال خان "ستتم مناقشة جميع جوانب الثنائية والإقليمية والعالمية التي تتراوح من التعاون الثنائي في المجال الاقتصادي والدبلوماسي والسياسي إلى التعاون في السلام والاستقرار الإقليميين، خاصة في ما يتعلق بقضايا الأمة الإسلامية. إضافة إلى مناقشة الفرص الاستثمارية للسعودية في باكستان في مجالات الطاقة والبترول والزراعة والبنى التحتية، باعتبار باكستان وجهة استثمارية جذابة للمملكة. أما في المجال الدبلوماسي، فيمكن&للدولتين أن تتكاتفا لدفع المجتمع الدولي بفعالية من أجل تطبيق حلول سلمية للنزاعات الدائمة في فلسطين وكشمير، لدى السعودية وباكستان مواقف متطابقة حول الأمن الإقليمي والعالمي وستكون هذه الزيارة فرصة لمناقشة القضايا الأمنية الإقليمية والعالمية".

وحول قرار السعودية إنشاء مصفاة نفطية في ميناء جوادر، أكد رئيس الوزراء الباكستاني أن "المملكة أحد أكبر منتجي النفط في العالم ولديها خبرة هائلة في سوق الطاقة، ما يتيح الفرصة لباكستان للاستفادة من هذه الخبرة لتطوير الموارد التي نحتاجها من الطاقة، الاستثمار في جوادر وحدها ستكون له مساهمة فاعلة في جعل باكستان تعتمد على نفسها في هذا القطاع. وترغب باكستان في تطوير ممر اقتصادي وثقافي مع المملكة لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين، لا تستند علاقاتنا مع المملكة الى مقتضيات الوقت، ونأمل أن تستثمر المملكة في قطاعات أخرى، لتتوازى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين مع العلاقات السياسية الوثيقة، وتود باكستان زيادة صادراتها الزراعية ليس فقط إلى المملكة بل إلى دول إقليمية أخرى، بالنظر إلى مدى إنتاجية القطاع الزراعي الباكستاني. وتتطلع باكستان إلى تعزيز التعاون في القطاع المصرفي، والتعليم، والعلوم والتكنولوجيا، والتجارة والاستثمار، وقطاع البناء، إضافة إلى التعاون الثقافي خاصة في مجال السينما والسياحة، وإذا أصبحت المملكة عضوا في مشروع CPEC سيدفع ذلك بالمشروع إلى أن يكون محركا للنمو في المنطقة".

أكبر استثمارات المملكة في تاريخ باكستان

وأضاف أن مصفاة النفط السعودية المخطط إنشاؤها في جوادر ستساعد في تعزيز الإنتاج المحلي وسوق الطاقة المحلية، إضافة إلى أنها ستساعد في تبادل المهارات ونقل التكنولوجيا وأفضل الممارسات لتعزيز المنافسة وزيادة إنتاجية المصافي المحلية. كما أنها ستكمل المشاريع تحت CPEC . وهذه فقط البداية في التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني "نتوقع توقيع عقود عدة بين باكستان والسعودية خلال زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أهمها سيكون مذكرة تفاهم تتعلق بمصفاة النفط التي تعد أكبر استثمارات المملكة في تاريخ باكستان. سنحرص على أن لا تواجه استثمارات السعوديين بما في ذلك مشروع مصفاة النفط أي تأخير إجرائي، وسنعمل على توفير بيئة صديقة للاستثمار كما هو موضح في «تقرير ممارسة الأعمال» الصادر عن البنك الدولي، حيث قامت باكستان بتحسين درجاتها مقارنة بالسنوات السابقة. وتقدم باكستان مجموعة من الفرص الاستثمارية للعالم، من خلال مواردها غير المستغلة الواسعة وباعتبارها بوابة لدول آسيا الوسطى عبر ممر CPEC، وتعكس الاستثمارات السعودية رغبتها في تنويع اقتصادها استنادا إلى رؤية 2030 .نتوقع أن تستثمر السعودية في الصناعات البتروكيماوية ومشاريع الكهرباء التي تعمل بالطاقة الشمسية وقطاع التعدين. وبالنظر إلى قرب ميناء جوادر إلى الشرق الأوسط وموقعه الجغرافي الإستراتيجي، هناك إمكانات هائلة لبلدان المنطقة لجني الفوائد الاقتصادية منه".

وعند سؤاله كيف تتعامل الحكومة الباكستانية مع الإرهاب، أجاب خان "بلا شك أن الإرهاب خطر كبير يجب مواجهته بيد من حديد، وكون باكستان إحدى أكبر ضحايا الإرهاب، فإننا نعلم جيدا قبحه وتكلفته الباهظة أكثر من أي بلد آخر في العالم، وبعد انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان، وفقدان الولايات المتحدة اهتمامها بالمنطقة، بقيت باكستان وحيدة تتعامل مع الفوضى. نحن مصممون على ألا نصبح شريكاً&&في أي حرب بالوكالة في أي مكان في العالم، بل سنكون شريكا في السلام. نعتقد أن التطرف في معظم أنحاء العالم هو الذي يؤدي إلى الإرهاب، وهذا الأمر يعود إلى عدة اعتبارات. باكستان ترفض تدخل القوى الإقليمية في الشؤون الداخلية لأي دولة، المملكة ساهمت بشكل كبير في الارتقاء بشعبها وشعوب دول إسلامية عدة، وهذا الأمر يحتاج إلى تقدير وتشجيع".

نقف دائمًا مع السعودية

وقال خان عن التحالف العسكري الإسلامي الذي أنشأته المملكة في 15 ديسمبر 2015 بمشاركة 40 دولة، "يعد التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب مبادرة رائدة من المملكة والعالم الإسلامي لحماية الدول الإسلامية من التهديدات الأمنية والإرهابية المتزايدة، ومن الضروري أن تعمل البرامج الإقليمية مثل التحالف، من أجل الصالح العام للأمم من خلال مكافحة الإرهاب الذي يهدد النسيج الاجتماعي لمجتمعاتنا.
والتحالف العسكري الإسلامي يعمل على استقرار دوله الأعضاء من خلال المساعدة في الحفاظ على الاستقرار السياسي في المنطقة".

وأضاف "أما الفكرة التي يروج لها البعض بأن التحالف العسكري الإسلامي، هو عبارة عن تحالف ضد بلد أو منطقة أو طائفة معينة، هو استهزاء فج وبعيدا عن أي منطق أو حقيقة، ونأمل أن يتطور هذا التحالف ليصبح تحالفًا بين جميع الدول الإسلامية ليحارب التهديد المشترك للإرهاب".

وعند سؤاله عن موقف حكومته إذا تعرضت السعودية لأي تهديدات؟ قال: "باكستان ترفض الحلول العسكرية وتعتقد أن لكل صراع حلاً سياسيًا ويمكن حل النزاعات بالطرق السلمية. المملكة قريبة جدا من قلوبنا من جميع النواحي، ومن الطبيعي أن تود باكستان دائما أن ترى المملكة مزدهرة في أجواء آمنة داخل حدودها ومن حولها، ولطالما قلنا إذا كانت مدن الإسلام المقدسة مهددة، فإن باكستان ستذهب كلها للدفاع
عن المدن المقدسة".

وأكد خان "نجدد الإعلان عن موقف باكستان المعلن سابقا «لن نسمح لأي شخص بمهاجمة المملكة»، سوف تقف باكستان دائما مع السعودية في حال واجهت أي تهديد لأمنها وسيادتها، نريد أن تكون المملكة آمنة كما نرغب في أن تكون باكستان كذلك".