توقع خبراء أمنيون تعرّض مصر لسلسلة هجمات إرهابية خلال الأشهر المقبلة تزامنًا مع بدء مناقشة التعديلات الدستورية حتى الاستفتاء عليها، مؤكدين على سعي جماعة الإخوان إلى استغلال حالة الانقسام في الشارع المصري حول التعديلات الدستورية ما بين الرفض والقبول، لتنفيذ مخططها نحو عدم الاستقرار في الدولة، وزعزعة ثقة وتأييد الغالبية للرئيس عبد الفتاح السيسي.

إيلاف من القاهرة: شهدت مصر مجددًا عودة العمليات الإرهابية ضد الجيش المصري في سيناء، بعد اختفائها لأشهر&عدة، حيث أعلن الجيش المصري في بيان له أنه "تمكن من القضاء على سبعة جهاديين، بينما أصيب واستشهد 15 عسكريًا، أحدهم ضابط في هجوم إرهابي على نقطة تفتيش في شمال سيناء، حيث يشن الجيش حملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية".

قال الناطق باسم الجيش تامر الرفاعي في البيان إن "العناصر الإرهابية قامت بمهاجمة أحد الارتكازات الأمنية في شمال سيناء، وقامت قوة الإرتكاز الأمني بالتصدي لهم، وتمكنت من القضاء على سبعة أفراد تكفيريين". أضاف أنه نتيجة لتبادل إطلاق النيران تمت إصابة ومقتل ضابط و14 عسكريًا آخرين.

العبوات الناسفة
كما تجددت حوادث انفجار العبوات الناسفة داخل المناطق السكانية في المحافظات، حيث نجح خبراء المفرقعات في مديرية أمن الجيزة في التعامل مع عبوة بدائية الصنع، وتمكنوا من تفجيرها عن بعد أسفل الكوبري (الجسر) المعدني القريب من مسجد الاستقامة.

وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية إن "عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية حاولوا استهداف قوة أمنية بعبوة بدائية الصنع، في محيط مسجد الاستقامة في ميدان الجيزة"، لافتًا إلى أن "خبراء المفرقعات من قوات الحماية المدنية فرضوا كردونًا أمنيًا، وتمكنوا من إحباط استهداف القوات، وإبطال مفعول العبوة".

وكانت قوات الشرطة اشتبهت في جسم غريب أسفل كوبري الجيزة المعدني، وتم إبلاغ شرطة النجدة، التي بدورها أبلغت غرفة عمليات الحماية المدنية.

حسب مصدر أمني في مديرية أمن الجيزة، فإن قوات الشرطة تمكنت، بمشاركة ضباط مباحث قسم الجيزة وفرقة غرب الجيزة، من تفجير القنبلة، ما أحدث دوي انفجار.

تراجع الإرهاب
ومنذ فبراير 2018، أطلقت السلطات المصرية حملة واسعة أُطلق عليها "سيناء 18" للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية المتواجد في شمال سيناء، وأجبرت العملية الشاملة التي يقودها الجيش المصري ضد التنظيمات والجماعات الإرهابية على التراجع الكبير في نشاطاتها، وبالتالي في عدد عملياتها الإرهابية.&

فقد كشفت التقارير الأمنية حدوث انخفاض كبير في عدد العمليات الإرهابية في سيناء خلال عام 2018 مقارنة بالأعوام الأربعة السابقة عليه، إلى جانب تراجع كبير في العمليات الإرهابية الكبرى من حيث الكيف، والتي كانت تشهدها سيناء خلال الأعوام السابقة، وخصوصًا خلال عامي (2015/2016)، وقد تزامن أيضًا مع تراجع العمليات الإرهابية تراجعًا واضحًا في عدد الشهداء من قوات الجيش والشرطة في سيناء خلال عام 2018 مقارنة بالأعوام الأربعة السابقة عليه ، فقد وقعت خلال 2018 ثماني عمليات إرهابية فقط، جاء خمس منها بعبوات ناسفة غير متطورة الصنع، وفشل عدد منها في تحقيق أهدافه الدنيئة.

كما تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن عام 2014 شهد ما يقرب من 222 عملية إرهابية، تراجعت إلى 199 عملية عام 2016، في حين لم تتجاوز الـ 50 عملية إرهابية في 2017.

رفض التعديلات
من جانبه، أكد اللواء نصر موسى الخبير الأمني والاستراتيجي أن جماعة الإخوان وأنصارهم في الخارج يريدون زعزعة ثقة الشعب بالدولة، وخاصة بالرئيس السيسي؛ لذلك سوف يستغلون حالة الانشغال بالتعديلات الدستورية لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، سواء في سيناء أو في داخل المحافظات، عن طريق زرع العبوات الناسفة بدائية الصنع، سعيًا نحو رفض التعديلات وضد رغبة الشعب في بقاء الرئيس في السلطة لأكبر فترة بالحكم.

وأكد الخبير الأمني أن الحادث الإرهابي الأخير في سيناء ضد قوات الجيش والمدنيين في ميدان الجيزة مجرد رسالة "خايبة" من التنظيمات الإرهابية والإخوان، فمن الواضح أنهم لم يستوعبوا بعد أن الشعب المصري يزداد ترابطًا ووحدة في الكوارث، وأنه كلما زادت العمليات الإرهابية، فإن الشعب يلتف أكثر حول الدولة والرئيس، ويمضي في طريق بناء الدولة واستقرارها".

وقال اللواء نصر موسى لـ"إيلاف" إن "القضاء على الإرهاب بشكل تام قد يأخذ فترة طويلة في ظل تفاقم الأوضاع في جميع الدول المجاورة، ولذلك يتوقع حدوث بعض العمليات الإرهابية ما بين الحين والآخر خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع التعديلات الدستورية والاستفتاء عليها".

مواجهة الإرهاب
في السياق نفسه، أكد اللواء ناصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع السابق، أن الجيش والشرطة قادران على مواجهة أي حوادث إرهابية تقوم بها التنظيمات الإرهابية والإخوان خلال الفترة المقبلة، بسبب بدء مناقشة التعديلات الدستورية داخل مجلس النواب، ثم الاستفتاء عليها بعد ذلك.

وقال الخبير الأمني لـ"إيلاف" إن "التنظيمات الإرهابية تعيش في عزلة تامة حاليًا في سيناء، وبالتالي فقدت عنصر التخطيط؛ لذلك تقوم بعمليات إرهابية عشوائية، سواء في سيناء أو في داخل المحافظات، عن طريق زرع العبوات بدائية الصنع، كما حدث أخيرًا في ميدان الجيزة، حيث تقوم القوات الأمنية المصرية بعملية المواجهة المباشرة مع العناصر والتنظيمات الإرهابية، وتمكنت قوات حرس الحدود والبحرية المصرية من إحكام السيطرة على الحدود البرية والبحرية، سواء المرتبطة بنطاق العملية في شرق البلاد أو على الحدود الغربية والجنوبية لها، مما أدى إلى إغلاق مسارات نقل الأموال والأسلحة والمعدات والأفراد للمجموعات الإرهابية في شمال سيناء، كما استطاعت قوات الشرطة توجيه ضربات أمنية مسبقة.

&