نصر المجالي: شهد حزب العمال البريطاني المعارض، اليوم الإثنين، انشطارا غير مسبوق احتجاجا على سياسات زعيمه جيريمي كوربين وخصوصا في مسألة الاستفتاء الثاني للخروج من الاتحاد الأوروبي ومعاداة السامية.

وأعلن سبعة نواب من حزب العمل يتزعمهم لوسيانا بيرغر وتشوكا أومونا انشقاقهم عن الحزب متعهدين بـ"تغيير السياسات" من خلال إنشاء "مجموعة مستقلة" جديدة في مجلس العموم.

والمستقيلون السبعة ليسوا سوى جزء صغير من نواب الحزب البالغ عددهم 256، لكن هذه أكبر حركة انشقاق في الحزب منذ استقالة أربعة أعضاء بارزين عام 1981 لتشكيل الحزب الديمقراطي الاجتماعي.

وشنت المجموعة المستقلة في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين في مبنى مجلس العموم، هجومًا غاضبًا على جيريمي كوربين لتحويله حزب العمل إلى حزب "معاد للسامية على نحو مؤسسي" تهيمن عليه أساليب التنمر والمضايقة واليسار المتشدد.

ويشعر العديد من أعضاء حزب العمال بالغضب من سياسات زعيمه كوربين الاشتراكي المخضرم الذي تولى قيادة الحزب عام 2015 بدعم قوي من القواعد الشعبية.

ويتهم النواب كوربين بتشكيل معارضة ضعيفة لخطط حكومة المحافظين بمغادرة الاتحاد الأوروبي، وفشله في القضاء على موقف متحيز ضد اليهود داخل الحزب.

وكانت هناك تقارير لعدة أشهر تدرس فيها مجموعة من النواب ما إذا كانوا يجلسون كمستقلين أو حتى يؤلفون حزبًا وسطًا جديدًا تمامًا على أمل جذب نواب البرلمان الليبراليين والسياسيين الليبراليين الديمقراطيين.

ويلاحظ أن النواب المستقيلين يمثلون أجيالا مختلفة من حزب العمال في العقود الأخيرة، وهم كريس ليزلي، أنجيلا سميث، غافن شوكر، آن كوفي، مايك غيبس، تشوكا أومانا، وإيان أوستن.

كما اتهم النواب السيد كوربين بتحويل حزب العمل إلى حزب يعمل على إضعاف الأمن القومي، ويقبل الهجمات من أعداء بريطانيا، وكذلك دوره في تسهيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ودعا أحد النواب السبعة وهو تشوكا أومونا أعضاء البرلمان من الأحزاب الأخرى إلى الانشقاق والانضمام إلى مجموعة مستقلة لأن السياسة البريطانية أصبحت "مكسورة".

في غضون لحظات من الاستقالة الجماعية، قال زعيم حزب العمال جيريمي كوربين: "أشعر بخيبة أمل لأن هؤلاء النواب شعروا بعدم القدرة على الاستمرار في العمل معا من أجل سياسات حزب العمال التي ألهمت الملايين في الانتخابات الأخيرة".