إسلام آباد: غادر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاثنين إسلام آباد، عقب زيارة رسمية لباكستان استمرّت يومين. وتوجه الأمير محمد إلى الهند محطته الثانية في جولته الآسيوية.

وكان في وداع ولي العهد السعودية لدى مغادرته مطار قاعدة خان العسكرية، رئيس وزراء باكستان عمران خان، وقائد الجيش الباكستاني الفريق أول قمر جاويد باجوا، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان نواف المالكي، وسفير باكستان لدى المملكة رجا علي خان.

وصدر بيان مشترك في ختام زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان.

وأكد الجانبان في البيان الذي نشرته (واس)، على العلاقات التاريخية العريقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الاسلامية.

وأثنى عمران خان "على الدور القيادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وما تقوم به حكومته الرشيدة وتقدمه من خدمات لملايين الحجاج الذين يزورون الحرمين الشريفين كل عام"

كما أشاد "بقيادة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للكثير من الملفات التنموية والاستثمارية التي من شأنها الدفع بالمملكة العربية السعودية الى التقدم والازدهار السريع وذلك في ظل رؤيتها 2030، التي تهدف إلى وضع المملكة على طريق التطور في شتى المجالات".

من جانبه، أشاد الأمير محمد بن سلمان بـ"رؤية رئيس الوزراء عمران خان لتحويل باكستان إلى دولة رفاه بناء على الأسس الاقتصادية والاجتماعية الإسلامية وأكد له على دعم المملكة المستمر".

وخلال المناقشات رفيعة المستوى بين الجانبين، أشاد الطرفان بالزخم الحالي في علاقاتهما الثنائية في جميع مجالات التعاون، وأجريا مناقشات واسعة النطاق في جو ودي، وأعربا عن ارتياحهما لتعزيز الاتصالات على مستوى القيادة بين البلدين.

وعبّر الجانب الباكستاني بحسب البيان عن "تقديره للدور القيادي والايجابي للمملكة العربية السعودية في حل القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية على مستوى العالم، كما أثنى الجانب السعودي على مواقف باكستان المهمة في العالم الإسلامي ومساعيها من أجل السلام والأمن الإقليمي والعالمي".

وأكد الطرفان على رضاهما عن متانة العلاقات العسكرية والأمنية واتفقا على مزيد من التعاون في الميدان لتحقيق الأهداف المشتركة.

وجددت السعودية وباكستان التزامهما بمواصلة مكافحة التطرف والإرهاب، وأعربتا عن تقديرهما العميق لما يحققه الجانبان من إنجازات وتضحيات في الحرب ضد الإرهاب، مطالبين المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته حيال تضافر كافة الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب الدولي.

وشددا على الحاجة إلى تجنب تسييس نظام التصنيف في الأمم المتحدة.

وأعرب الجانبان عن أملهما في تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، التي تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إنشاء دولة فلسطين المستقلة القابلة للبقاء والاستقرار، على أساس المعايير المتفق عليها دولياً في حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وخلال المباحثات الرسمية التي جرت في إسلام آباد، أثنى الأمير محمد بن سلمان على انفتاح رئيس الوزراء الباكستاني على الحوار مع الهند وافتتاح نقطة عبور كارتاربور، وبالجهود التي يبذلها الجانبان، مؤكداً على أن الحوار هو السبيل الوحيد لضمان السلام والاستقرار في المنطقة وحل القضايا العالقة.

واتفق الجانبان على أهمية تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان حتى يتمكن ملايين اللاجئين الأفغان في الدول المجاورة من العودة إلى بلادهم، والمساهمة في تنميتها وتحقيق السلام الدائم فيها.

وأثنى الجانب السعودي على الاستضافة السخية التي قامت بها باكستان لملايين اللاجئين الأفغان وأثنى على المبادرات الباكستانية الأخرى في السياق الأفغاني.

وفي إطار الارتقاء بالعلاقات الثنائية في شتى المجالات قرر البلدان الشقيقان إنشاء مجلس تنسيق مشترك رفيع المستوى بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الاسلامية يرأسه من الجانب السعودي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومن الجانب الباكستاني رئيس الوزراء الباكستاني، بهدف تطوير العلاقات الثنائية وجعلها علاقات مؤسساتية في مختلف المجالات والدفع بها الى آفاق أرحب، وأن يعقد اجتماعه بالتناوب بين البلدين.

واتفق الجانبان على الاستفادة من جميع القنوات المتاحة لتعزيز التجارة الثنائية والاستثمار وتشجيع التواصل بين الشعبين وبين رجال الأعمال، وأن تعمل اللجنة المشتركة المعنية بالتجارة والتبادل التجاري، التي أصبحت الآن جزءًا من مجلس التنسيق السعودي الباكستاني على تيسير التجارة الثنائية في قطاعات ومنتجات محددة.

واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التدابير لتشجيع التجارة والمشاركة في المعارض والفعاليات، ورحبا باللقاءات بين رجال الأعمال من كلا البلدين، وشجعا القطاع الخاص على أخذ زمام المبادرة في بناء شراكة اقتصادية قوية بين البلدين الشقيقين.

وفي معرض تأكيدهما على العلاقات الاقتصادية المتنامية، وقعّ&الطرفان عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بلغ مجموع الفرص الاستثمارية الناتجة عنها ما يتجاوز 20 مليار دولار، والتي ستسهم في زيادة الاستثمارات البينية وحجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين.

وأعرب الجانب السعودي عن تقديره للمبادرات التي اتخذتها حكومة باكستان لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية في البلاد وتيسير الاستثمار الأجنبي المباشر في باكستان.

وأكد على إمكانيات الممر الاقتصادي الصيني ـ الباكستاني (CPEC) الذي سيساهم في التنمية والازدهار في المنطقة.

ودعا البلدان إلى تعزيز الحوار والاحترام والتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة لتعزيز السلام والوئام بين الأديان. وأكدا إدانتهما بشدة للفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم.