الرباط: وقع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، مع نظيرته الهندية سوشما سواراج، اليوم بالرباط، أربع اتفاقيات تعاون في العديد من المجالات تروم تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

وتهم هذه الاتفاقيات، التي جرى التوقيع عليها إثر مباحثات أجراها بوريطة مع سواراج، مجالات مكافحة الإرهاب، والإسكان، والشباب، وتسهيل تنقلات رجال الأعمال بين البلدين.

وفي هذا الإطار أبرم الطرفان مذكرة تفاهم حول تشكيل مجموعة عمل للتعاون في المجال الأمني، وتبادل المعلومات بشأن أي تطور في مجال محاربة الإرهاب، فضلا عن التشاور حول القضايا المتصلة بمحاربة الإرهاب داخل منظمة الأمم المتحدة وباقي المؤسسات المتخصصة.

وفي مجال الإسكان، وقع الجانبان، بالأحرف الأولى، على مذكرة تفاهم بين وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ووزارة الإسكان والشؤون الحضرية بالهند، تتوخى إرساء تعاون ثنائي عبر تبادل الخبرات، خاصة في مجال الابتكار التكنولوجي، وتقنيات البناء، وتشييد المساكن الاجتماعية، والبناء المقاوم للزلازل، والتخطيط الاستراتيجي للحواضر الكبرى، والمدن الذكية، إلى جانب البناء المستدام الذي يحترم البيئة.

من جهة أخرى، وقع الوزيران مذكرة تفاهم بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة شؤون الشباب الهندية من أجل توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية في مجال الشباب من خلال مشاركة شباب البلدين في الأحداث والأنشطة الشبابية التي ينظمها الطرفان.

وبالمناسبة أيضا، جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين الحكومتين المغربية والهندية تتعلق بالتسهيل المتبادل لتسليم تأشيرات الأعمال، في إطار احترام مبدأ المساواة والمعاملة بالمثل، لرجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين الراغبين في التنقل بين البلدين قصد إجراء معاملات تجارية واستكشاف فرص التصدير والاستيراد للمنتوجات الصناعية.

وستخول هذه المذكرة، التي تروم تسهيل تنقلات بعض مواطني البلدين، الحصول، في كل حالة على حدة وبعد دراسة الملف، على تأشيرة بدخول متعدد تمتد صلاحيتها ل12 شهرا.&

و أكد بوريطة أن الاتفاقيات الأربع تأتي لإغناء الإطار القانوني المنظم للعلاقات بين البلدين. وأوضح، في لقاء مع الصحافة إثر مباحثاته مع سواراج، أن "الاتفاق المتعلق بتسهيل منح التأشيرات بالنسبة لرجال الأعمال يندرج في إطار الجهود الرامية لتعزيز الجوانب الاقتصادية بين المغرب والهند"، مشيرا إلى أن المغرب توصل إلى اتفاق بشأن منح تأشيرات بأجل أطول لرجال الأعمال الهنود.

وأضاف الوزير بوريطة أن المباحثات همت سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن مجال التكوين، مذكرا بأن أسس الشراكة بين المغرب والهند أرسيت خلال اللقاء الذي جرى، في أكتوبر 2015 بنيودلهي، بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

ومنذ هذا اللقاء، شهدت العلاقات الثنائية تطورا مهما، خاصة عبر تبادل 20 زيارة بين مسؤولي البلدين في جميع المجالات، فضلا عن توقيع أزيد من 30 اتفاقية بين المغرب والهند، حسب بوريطة.

من جهة أخرى، أشار الوزير بوريطة إلى أن مباحثاته مع سواراج شكلت فرصة لاستعراض سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين كي تصبح الهند، التي تعد حاليا الشريك ال15 والمستثمر ال13 في المملكة، من بين الشركاء الاقتصاديين العشر الأوائل للمغرب.

وأبرز أن لقاءه مع الوزيرة الهندية كان فرصة لتناول سبل تعزيز التعاون الثلاثي بين المغرب والهند وإفريقيا، موضحا أن المناقشات بين الطرفين ستتواصل حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، بالنظر للدور المهم للهند، سواء على مستوى الأمم المتحدة أو القارة الإفريقية.

من جهتها، تباحثت سواراج اليوم كذلك مع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، وذلك في سياق زيارة عمل التي تقوم بها للمغرب بهدف تعزيز العلاقات الثنائية.