يعيش الطفل المغربي إيدير مطيع ذو الإحدى عشر سنة مرحلة خاصة جدًا، بعد شهرة نالها أخيرًا، من خلال المتابعة التي حظي بها في وسائل الإعلام المغربية والأجنبية، بفضل موهبته الخارقة في مجال البرمجيات المعلوماتية، كأصغر مبرمج مغربي معلوماتي.
&
إيلاف من الرباط: بعد انغماسه في هذا المجال، لم يعد إيدير يطيق أن يضيّع وقته في متابعة دروس أخرى في المقرر الدراسي المفروض عليه، بعيدًا عن عالم البرمجة الذي جرفه بعيدًا، فيما اللغات الأجنبية بالنسبة إليه ليست إلا وسائل لتطوير مهاراته و توسيع مجال إطلاعه فقط. &

بزغ نجم إيدير، ابن مدينة تيزنيت (جنوب أغادير)، عندما قام بتسجيل اسمه ضمن قائمة المشاركين في مهرجان «DEVFest» في مجال المعلوميات في معهد عال لمهندسي المعلوميات في مدينة أغادير، وهو اللقاء الذي حضره خبراء من «غوغل» الذين انبهروا بثقافته المعلوماتية وقدرته على التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة قلّ نظيرها عند من هم في مثل سنه.&

إصرار &

يقول حسن مطيع عم الطفل النابغة لـ «إبلاف المغرب»: "فاجأني بطلبه أن أرافقه إلى معهد لمهندسي المعلومات من أجل أن المشاركة في ندوة كان مقررًا تنظيمها هناك، وبعد إلحاح منه طلبت من شقيقه أن يصحبه، فكان له ما أراد».&

الطفل إيدير أثناء مشاركته في ندوة أغادير

&

يضيف العم أنهما وجدا صعوبة في دخول المعهد بعد وصولهما، بسبب صغر سن إيدير، ليتمكنا لاحقًا من الحضور، بعد إلحاح منهما. وهناك فاجأ الطفل الحاضرين بطرحه مجموعة من الأسئلة باللغة الإنجليزية التي كانت تنمّ عن إطلاع كبير وإلمام كبير في مجال البرمجة المعلوماتية.&

وجد المشاركون، وضمنهم خبراء في مجال البرمجة، أن ثقافة الطفل إيدير المعلوماتية تتجاوز حدود عمره، وهو ما دفعهم لكي يطلبوا منه العودة في اليوم التالي لإلقاء عرض حول برنامج «بايثون» الذي يتقنه جيدًا.
&
يقول عمّه «كانت فرحة إيدير لا توصف، حين طلب منه المسؤولون إنجاز عرض حول برنامج «بايثون»، وهو ما دفعه لكي يشتغل حتى ساعة متأخرة من الليل، من أجل إنجاز ما طُلب منه، والعودة في اليوم التالي لإلقاء عرض أبهر الحاضرين، ليحظى الطفل بهدايا كثيرة، أهمها حاسوب متطور في مجال البرمجيات».&

فرصة&

مباشرة بعد ذلك انهالت الإتصالات على الطفل من وسائل الإعلام الوطنية والدولية، لكنه لم يكن يكترث لهذه الضجة التي انفجرت فجأة من حوله، بينما هو يصم أذنيه ولا يسمع غير صوته الداخلي الذي يحثه على المضي في مشروع واحد ووحيد: تطوير مهاراته التعلمية في مجال البرمجة المعلوماتية وتعلم اللغة الألمانية.&

&

زيارة قناة دنماركية لبيت إيدير

&

يقول عمه «بتنا اليوم نعيش معه مشكلة كبيرة تتمثل في كونه لم يعد يرغب في دراسة مواد أخرى في المقرر الدراسي، يرى أنه لا جدوى منها، حيث يتابع دراسته في السنة الأولى إعدادي في تيزنيت، إذ يفضل قضاء معظم وقته أمام حاسوبه لتعلم لغات أخرى في عالم البرمجيات».

أصبح الطفل إيدير أيضًا ينفر من اللقاءات الصحافية، ويعتبرها هدرًا للوقت، فهو يفضّل أن يقضي معظم وقته في تعلم أشياء جديدة تساعده على تحقيق حلمه في أن يصبح «هاكر» كبيرًا، لكن بقبعة رمادية، أي بأخلاق، كما يقول هو نفسه، بعيدًا عن «الهاكرز» الأشرار الذين يخربون البرامج ويقرصنون الحسابات.&

وصرح عم الطفل إن الأسرة ترغب في أن يتابع إيدير دراسة المعلوميات في معهد متخصص يليق بنبوغه وسعة معلوماته التي جعلته يسبق عمره الزمني بأعوام، آملين بأن يحظى بالفرصة التي يستحقها كواحد من أبناء المغاربة المتفوقين.&


&