إيلاف من القاهرة: تعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، يومي 24 و25 من شهر فبراير الجاري، "القمة العربية الأوروبية" الأولى. وتجري استعدادات مكثفة في المنتجع الهادىء لاستقبال القادة والزعماء العرب والأوروبيين.

وتزينت الفنادق الكبرى لاستضافة القادة والملوك والزعماء والوفود المرافقة لهم، كما أعلنت قوات الأمن حالة الاستنفار لتأمين الحدث الدولي، الذي يحظى باهتمام مختلف الدول.

وعقد محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، اجتماعًا مع المسؤولين التنفيذيين بالمحافظة، لمناقشة الاستعدادات لعقد القمة.

وقال المحافظ إنه يجري&الاستعداد لاستضافة مؤتمر القمة العربية الأوروبية الذي من المقرر أن ينعقد الأسبوع المقبل بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة 50 دولة في المؤتمر منهم 29 دولة أجنبية و21 دولة عربية وسوف يجرى استقبال عدد من رؤساء الدول والوفود في المؤتمر خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أنه تم وضع خطة أمنية محكمة لتأمين المؤتمر ليس علي مستوى مدينة شرم الشيخ فقط ولكن بداية من نفق الشهيد أحمد حمدي وحتى مدينة طابا وذلك بالتنسيق بين القوات المسلحة ومديرية أمن جنوب سيناء.

وقرر المحافظ إلغاء جميع الإجازات بالمديريات الخدمية ورفع حالة الطوارئ القصوى حتى انتهاء المؤتمر، كما شدد على&مديريات الصحة والتموين والاتصالات بإجراء حملات تفتيشية في شرم الشيخ لمتابعة كافة المنشآت الفندقية.

وعلمت "إيلاف" أن وزارة الخارجية المصرية، تراجع كافة الترتيبات لاستقبال الضيوف، وتراجع كافة البروتوكولات الدبلوماسية، وتنسق مع وزارات الخارجية المناظرة في دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، من أجل تحديد عدد الشخصيات المشاركة في القمة، والتمثيل.

وتجري وزارة الخارجية المصرية، مباحثات مع المشاركين ليكون التمثيل على أرفع المستويات، حتى تخرج القمة بالشكل اللائق بالدول العربية والأوروبية، بما يسهم في حل المشاكل والأزمات التي يعاني منها العالمان العربي والأوروبي.

وتعقد الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة مساء الأحد المقبل، تعقبها جلسة مفتوحة بين الزعماء المشاركين فيها، أو منصة حوارية للاتفاق على المسائل المهمة التي سيتم البدء بتنفيذها، ويعطي القادة المشاركون التوجيهات إلى المسؤولين والوزراء بالبدء في التنفيذ.

وتتواصل الجلسات في اليوم التالي الاثنين 25 فبراير الجاري، على أن يعقد مؤتمر صحافي مساء اليوم التالي، للرد على أسئلة الصحافيين.

وتعتبر الموضوعات الأمنية والاقتصادية، الأبرز في أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى، وقال السفير مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن المشاكل التي تؤرق الاتحاد الأوروبي نفسها التي يعاني منها العالم العربي، بحكم الموقع الجغرافي لقارة أوروبا ودول المنطقة العربية وشمال أفريقيا.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هناك ملفات مهمة للجانبين، تتمثل في مكافحة الإرهاب والتطرف، والهجرة غير الشرعية واللاجئين، بالإضافة إلى قضايا التنمية الاقتصادية، منوهًا بأن القضايا الأمنية تستحوذ على الاهتمام الأكبر للعرب والأوروبيين، وستكون هي الأكثر تداولا خلال أعمال القمة الأولى في شرم الشيخ.

ولفت إلى أن أوروبا تسعى إلى السيطرة على تدفق العناصر المتطرفة إلى أراضيها، وسيكون هناك تعاون وثيق بين الطرفين في ما يخص هذه الأزمة، وزيادة التعاون الأمني والاستخباراتي، بما يمنع تسرب العناصر الإرهابية ضمن اللاجئين إلى أوروبا.

وحسب السفير محمد عبد السلام، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، فإن هناك مصيرا مشتركا يربط أوروبا ودول المنطقة العربية وشمال أفريقيا بحكم التقارب الجغرافي، مشيرًا إلى أنه إلى جانب قضايا الأمن والاستقرار، فإن أجندة أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى تتضمن مناقشة أزمات سوريا واليمن وليبيا، بالإضافة إلى الملف الإيراني، وبحث كيفية الحد من نفوذ طهران وتهديدها للأمن والسلم في المنطقة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن القضية الأهم ضمن جدول أعمال القمة، هي القضية الفلسطينية، متوقعًا أن تمارس الدول العربية ضغوطًا على دول الاتحاد الأوروبي من أجل لعب دور فاعل في القضية، لاسيما أن الوسيط الأميركي لم يعد نزيهًا، وينحاز إلى جانب إسرائيل.

وأشار إلى أن القادة العرب سوف يؤكدون لنظرائهم الأوروبيين أن القضية الفلسطينية، وإقامة دول مستقلة للفلسطينيين هي القضية الأم والأهم بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية، وأن باقي الأزمات، ومنها التطرف والإرهاب وأزمة اللاجئين سوف تستمر ما لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة في هذه الأزمة بما يحفظ حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتقرير حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي أعلن خلال كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن، أن الجوار العربي الأوروبي تاريخي وأن العالم العربي يعد الشريك الأول لأوروبا، ما يتطلب مزيدا من الحوار ليس فقط في الجانب الاقتصادي وإنما أيضًا النواحي الأخرى.

وقال إن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، منذ عدة سنوات، أثرت بشكل سلبي على القارة الأوروبية، مشيرًا إلى أن هذه الحالة أدت إلى لجوء العديد إلى الهجرة غير الشرعية في اتجاه أوروبا، وهو ما أثر على استقرارها.

وطالب بضرورة تحقيق التعاون والتنسيق والحوار بين دول العالم؛ لإيجاد أرضية مشتركة لمعالجة التحديات المختلفة.

وأعلن عن عقد مصر للقمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، يومي 24 و25 فبراير الجاري، مشيرًا إلى أنها ستكون بمثابة خطوة أساسية في طريق تحقيق الأمن والاستقرار.

وأعلنت الحكومة الألمانية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ستشارك في أعمال القمة العربية الأوروبية.

ويشارك في أعمال القمة إلى جانب دونالد توسك وجون كلود يونكر، وفيدريكا موجرينى الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية والعديد من زعماء الدول الأوروبية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

أعلن الاتحاد الأوروبي أن القمة العربية - الأوروبية ستعقد يومي الأحد والاثنين المقبلين (24 و25 فبراير الجاري)، في شرم الشيخ برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.

وذكر بيان للاتحاد الأوروبي أن القمة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ستجمع "لأول مرة" رؤساء دول وحكومات من كلا الجانبين.

وأضاف أن دونالد توسك وجون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية سوف يمثلان رسميا الاتحاد الأوروبي خلال القمة.

وأكد الاتحاد الأوروبي أن القمة تهدف إلى تعزيز العلاقات العربية الأوروبية، حيث سيتم خلالها التركيز على عدد من القضايا والتحديات المشتركة ومن أهمها التعددية، التجارة والاستثمار، الهجرة، الأمن بالإضافة إلى الوضع في المنطقة.