لندن: حذر أكاديميون ومسؤولون أُمميون من أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على مزيد من الفوضى بسبب التغير المناخي مؤكدين أن أزمة الغذاء والماء ستزيد سيل النازحين متسببة في إندلاع حروب وتوفير فرص تستثمرها الجماعات الارهابية.&

وتوقع مسؤول في الأمم المتحدة ان تجبر هذه التطورات 7 إلى 10 ملايين شخص في الشرق الأوسط وشمال افريقيا على النزوح خلال العقد المقبل، كما افادت صحيفة الاندبندنت مشيرة إلى أنّ هذه الصورة القاتمة لآفاق المنطقة رُسمت خلال المؤتمر السنوي لمبادرة الأمن الكوكبي المنعقد في لاهاي.&
&
وأشار متحدثون آخرون في المؤتمر إلى نزاعات صغيرة وكبيرة شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية بما فيها تظاهرات الخبز في الاردن عام 2008 وبؤر توتر أخرى مرشحة للانفجار لاحقاً في المشرق العربي وشمال افريقيا.

وقال البروفيسور جمال صغير من جامعة ماكغيل الكندية في مونتريال ان انعدام الأمن الغذائي والطاقي يمكن ان يؤدي بسرعة إلى تململ مرجحاً حدوث مثل هذه الصدمات مرة أخرى.&

وأعلن البروفيسور صغير في المؤتمر "ان مثل هذه الأزمات يمكن ان تفجر أزمة عنيفة وتزيد التأييد لجماعات متطرفة تقدم بدائل قابلة للتنفيذ" لافتاً إلى أنّ جماعات ارهابية مثل تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" تستغل التغير المناخي لتجنيد اعضاء جدد بمن فيهم فلاحون دُمرت حقولهم واصابهم الفقر فيأتي ارهابيون لمدهم بالغذاء والدعم المالي مع منافع أخرى.&

وكانت مبادرة الأمن الكوكبي أُطلقت أول مرة في عام 2015 برعاية الحكومة الهولندية والعديد من المنظمات الدولية لمعالجة قضايا التغير المناخي وما يرتبط به من أزمات.&

وأشار البروفيسور نديم فرج الله المتخصص بقضايا التغير المناخي في الجامعة الاميركية في بيروت إلى أنّخفاض هطول الامطار والثلوج التي ترفد أنهار العراق قائلا ان كل المشاكل الناجمة عن التغير المناخي موجودة في الشرق الأوسط "وكل ما تحتاجه هو شرارة".&

وما يزيد الوضع تعقيداً ان منطقة الشرق الأوسط تستورد 65 في المئة من حاجتها إلى الحبوب وان هذه النسبة تتزايد كاشفة الحكومات والسكان إلى تقلبات السوق أو التغيرات المناخية حتى أكثر من ذي قبل. وقال يوهان شار من معهد ستوكهولم لأبحاث السلام "ان المنطقة تعتمد في أمنها الغذائي اعتماداً كاملا على الإدارة المستدامة للزراعة في مناطق أخرى من العالم".&

وتحدث المشاركون في المؤتمر عن الحاجة الملحة إلى توعية الحكومات والرأي العام بالضرورة الملحة لإدارة الماء وغيره من الموارد الطبيعية. وأطلقت منظمات دولية مبادرات في الاردن وقطاع غزة لايجاد مصادر ماء مستدامة للزراعة.&
&
وقالت تيسا تربسترا مبعوثة هولندا لشؤون الماء في الشرق الأوسط ان هناك ازمة ماء متزايدة في المنطقة بسبب التغير المناخي وان نزوح السكان من اراضيهم المتضررة أصبح هو الوضع الطبيعي الجديد.&

وبدأت بلدان بينها الاردن والمغرب وتونس التصدي لمشاكل التغير المناخي ولكن حكومات أخرى تتجاهل هذه المشاكل. وقال البروفيسور صغير ان السبب هو عدم توفر الإرادة السياسية.&

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الاندبندنت". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/middle-east-climate-change-war-food-water-refugees-jihadis-un-a8786911.html
&