تشكل الاستقالات من الحزبين البريطانيين الكبيرين المحافظين (الحاكم) والعمال (المعارضة)، هزّة جديدة وضربة تؤكد عدم الثقة في السياسة البريطانية &وتصدع النظام السياسي بأكمله في مواجهة الأزمات.&
ومع ازدياد حدة وتيرة التوتر السياسي في البرلمان البريطاني مع اقتراب الموعد النهائي لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي في مارس القادم، وبعد انشقاق 7 نواب عن حزب العمال الإثنين الماضي، أعلنت ثلاث نائبات من حزب المحافظين الحاكم استقالتهن اليوم الأربعاء بسبب سياسات رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، تجاه (بريكست).
وتوقعت تقارير أن تضع التداعيات التي أطلقها أعضاء في البرلمان من "عصابة السبعة" السابقين في حزب العمال بتقديم استقالاتهم يوم الاثنين وما تلاه من استقالة النائبات المحافظات الثلاث يوم الأربعاء، وهو أكبر انقسام في السياسة البريطانية منذ عام 1981 أن يؤدي إلى إعادة تنظيم كامل لنظام الأحزاب في المملكة المتحدة، في ظل الإعلان عن مجموعة برلمانية جديدة تحمل اسم "المجموعة المستقلة".

رسالة النائبات

المجموعة المستقلة تحتل مقاعدها تحت قبة البرلمان

وذكرت النائبات المحافظات آنا سوبري وهايدي آلن وساره ولاستون في رسالة إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي نشرت على تويتر "يؤسفنا أن نعلن استقالتنا من عضويتنا من الحزب... لأننا لم نعد نشعر أن بإمكاننا أن نبقى في حزب يشارك في حكومة تكون سياساتها وأولوياتها تحت سيطرة" مجموعة الأبحاث الأوروبية، وهي فصيل من النواب المحافظين المؤيدين للبريكست، والحزب الديموقراطي الوحدوي الايرلندي الشمالي الموالي للحكومة البريطانية.
وأضافت النائبات "لقد حدث فشل ذريع في الوقوف في وجه الخط المتشدد لمجموعة الأبحاث الأوروبية التي تعمل بشكل صريح كحزب داخل حزب".
وأيدت النائبات الثلاث بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى عام 2016.
وأشارت النائبات إلى أن استقالتهن تأتي مع انسداد الأفق نحو "الجهود لتحديث" حزب المحافظين، موضحات إنهن يعتزمن الانضمام إلى النواب السبعة الذين انشقوا عن حزب العمال، الذين أعلنوا تشكيل "المجموعة المستقلة" الجديدة.

وقالت النائبات ان هناك عددا كبيرا من أعضاء البرلمان في أحزاب أخرى على شفا الإقلاع من احزابهم والانضمام للمجموعة المستقلة.

مجموعة المستقلة امام مجلس العموم

رد فعل ماي

وفي رد سريع على الاستقالات، قالت رئيسة الوزراء أنها "تشعر بالحزن" لقرارهن، وشكرتهن على "خدمتهن وإخلاصهن لحزبهن على مدى العديد من السنوات". وجددت ماي التأكيد على أنه لن يوقفها شيء عن تطبيق نتائج الاستفتاء.
وقالت "أنا مصممة على أن يقدم حزب المحافظين تحت قيادتي دائما سياسات محترمة ووسطية ووطنية يستحقها أبناء هذا البلد".

تعنت أوروبي

وتوجهت ماي مجددا إلى بروكسل يوم الأربعاء، سعيا لإجراء تعديلات على اتفاق بريكست المبرم مع الاتحاد الأوروبي لكنها ستصطدم مرة أخرى بتعنت الأوروبيين.
وقال رئيس المفوضية جان-كلود يونكر، على لقائه المرتقب مع ماي: "سنجري مباحثات ودية لكنني لا أتوقع تقدما" مستبعدا أي تفاؤل.
ولا يتوقع أن تجتمع ماي برئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بعد أن أثارت تصريحاته استياء في بريطانيا، وقال فيها إن مؤيدي بريكست الذين لم يفكروا مليا في عواقب هذه الخطوة ولم يضعوا خطة لهم "مكانهم الجحيم".

النساء المنشقات من الحزبين&

وقبل أقل من ستة أسابيع من الموعد الرسمي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تتزايد مخاوف بريكست من دون اتفاق بسبب غياب حل لمسألة "شبكة الأمان" الخاصة بحدود إيرلندا.
وتطالب ماي بـ"تغييرات ملزمة" لهذا الإجراء الذي يرفضه أنصار بريكست. وتأمل الحصول على الضوء الأخضر من البرلمانيين البريطانيين لاتفاق بريكست بعد الهزيمة التي منيت بها في يناير الماضي.&

منشقو حزب العمال&