يتابع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاستعدادات لعقد القمة العربية الأوروبية الأولى في مدينة شرم الشرم، وذلك يومي 24 و25 من فبراير الجاري.

إيلاف من القاهرة: يشارك قادة ورؤساء حكومات 50 دولة عربية وأوروبية في القمة العربية المزمع انعقادها في مدينة شرم الشيخ المصرية.&

طوارئ أمنية
وأعلنت حال الطوارئ في منتجع شرم الشيخ في جنوب سيناء، استعدادًا لاستقبال القادة والزعماء المشاركين في القمة، التي ستبحث مجموعة من الملفات المهمة، على رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وأزمة اللاجئين ومفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتنمية والتجارة والاستثمار، إضافة إلى قضية المناخ.

رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي عقد اجتماعًا أمس للإطلاع على الترتيبات النهائية لعقد القمة خلال الأسبوع المقبل، ورُفع تقرير بها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يحرص على متابعة الترتيبات لخروج القمة بشكل يليق باسم مصر وقادة الدول العربية والأوروبية.

بدوره، أعلن مجلس الوزراء المصري، في بيان له، أنه "من المقرر أن تحظى القمة بحضور رفيع المستوى من ملوك ورؤساء ومسؤولي الدول المختلفة، بما يعكس مكانة مصر في هذه الفترة"، منوهًا بأن "هذا الملتقى يمثل فرصة كبيرة لبحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولعل في مقدمها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وجهود تحقيق التنمية".

مشاركة مهمة في مؤتمر ميونخ
كما أكد رئيس الوزراء على أهمية البناء على ما تحقق خلال مشاركة الرئيس الناجحة في أعمال مؤتمر ميونخ للأمن أخيرًا، والتي شهدت كلمة للرئيس السيسي، هي الأولى لرئيس دولة غير أوروبية أمام هذا المؤتمر، وتضمنت إطلاق رسائل مهمة حول تحديات العصر الراهن، وضرورة التكاتف والتعاون الدولي لوضع وتنفيذ آليات قوية وفعالة لمكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن لجميع الشعوب، فضلًا عن أهمية تصويب الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتطرف. كذلك تضمنت الزيارة عقد لقاءات مع رؤساء عدد من الدول، ولقاء مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تناول بحث العلاقات الثنائية، وخاصة في ما يخص الاقتصاد وجذب المزيد من الاستثمارات الألمانية إلى مصر، كما شهدت الزيارة لقاء الرئيس مع عدد من مسؤولي كبريات الشركات والمستثمرين.

ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها "إيلاف"، فإن القمة ستعقد في مركز المؤتمرات الدولي في مدينة شرم الشيخ يومي الأحد والاثنين المقبلين، ويترأس أعمالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك. وشهد المركز أعمال تطوير وتحديث وصيانة خلال الأيام الماضية، قامت بها محافظة جنوب سيناء، على أن تتسلمه رئاسة الجمهورية، للتأمين ووضع اللمسات الأخيرة غدًا الجمعة.

وتعقد القمة تحت عنوان "الاستثمار في الاستقرار"، وتركز على تحديات المشتركة للعالمين العربي والأوروبي، وكيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب، واستئناف عملية السلام.

ماي ستحيّد بريكست
تشارك 50 دولة في القمة، من بينها 22 دولة عربية و28 أوروبية. ومن المقرر أن تشارك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، والمستشار النمساوي سيبستيان كورتس، ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، وجان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، وفيديريكا موغريني الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية، والرئيس اللبناني ميشال عون، والرئيس الموريتاني محمد ولد بن عبد العزيز، ووزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني جوزيب بوريل.

وأعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي سوف تشارك في أعمال القمة، لكنها لن تحاول أن تجعل بريكست محور محادثاتها. وأكد مسؤول بارز في الحكومة البريطانية أن ماي لن تحاول التحدث عن بريكست مع القادة الأوروبيين. ويتوقع أن يشارك أكثر من 20 من قادة الدول الأوروبية في القمة.

ملفات عربية وإقليمية
قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير محمود عفيفي، إن "الهدف من انعقاد القمة العربية الأوروبية هو جلوس القادة العرب والأوروبيين مع بعضهم البعض، لتبادل وجهات النظر في الموضوعات المشتركة بين الجانبين، وبحث سبل حلها".

أضاف في تصريحات له، إن "جدول أعمال القمة العربية الأوروبية ممتلئ بالموضوعات المهمة ذات الصلة بين الجانبين العربي والأوروبي، على رأسها العلاقات العربية الأوروبية من النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية. فضلًا عن بحث النزاعات المسلحة في المنطقة العربية، مثل الأزمة السورية واليمنية والليبية، وأيضًا بحث آخر تطورات القضية الفلسطينية، وموضوعات مكافحة الإرهاب والهجرة واللاجئين وتغير المناخ".

وقال سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، إيفان سوركوش، إن اجتماعات القمة العربية الأوروبية سوف تكون على مستوى رؤساء الدول أو الحكومات، ومن المتوقع أن يحضرها ممثلو الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك رؤساء المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.

3 نقاط رئيسة
أضاف في تصريحات له أن المناقشات سوف تركز في الأساس على 3 نقاط رئيسة، هي "التعاون الأوروبي العربي، في مجالات التجارة والاستثمار والتعليم والتنمية الاجتماعية والتكنولوجية".

ولفت إلى أن الموضوع الثاني للقمة سوف يتعلق بالتحديات العالمية، مثل التعددية والنظام القائم على القانون، وتغير المناخ، وأجندة 2030 للتنمية، والهجرة، ومكافحة الإرهاب، والتطرف وما إلى ذلك، وأخيرًا، ستركز القمة على القضايا الإقليمية، مثل سوريا واليمن وليبيا.

من جهتها، أكدت سفيرة فنلندا في القاهرة لاورا كانسيكاس ديبريس على أهمية قمة جامعة الدول العربية - الاتحاد الأوروبي، التي تعقد الأحد المقبل في مدينة شرم الشيخ، قائلة: "إنها القمة الأولى من نوعها بين الجانبين، وتعدّ فرصة جيدة للحوار السياسي بينهما والتعاون من أجل دعم المصالح المشتركة ومواجهة التحديات العالمية"، مضيفة إن رئيس وزراء بلادها يوها سيبيلا سيشارك في فعاليات القمة.

دعم استقرار ليبيا
أضافت، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، إن بلادها تولي اهتمامًا بمناقشة النزاعات الإقليمية، وكذلك مسألة تغير المناخ، التي أصبحت قضية عالمية، لا يمكن لدولة واحدة أن تعمل على حلها بمعزل عن الدول الأخرى.

وشددت على أهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية والأوروبية في مجالات التجارة والدفاع عن النظام الدولي وتعزيز التنمية المستدامة والهجرة ومكافحة الإرهاب، مؤكدة على أهمية أن تبدأ القمة مناقشات مفتوحة وجادة حول القضايا المشتركة التي تهمّ الجانبين.

ردًا على سؤال حول النزاع في ليبيا، قالت ديبريس: "إن فنلندا تدعم بقوة جهود الأمم المتحدة في ليبيا وجهود مبعوثها الخاص غسان سلامة التي تحرز تقدمًا"، مضيفة: "إن بلادها تثمّن الإجراءات التي تتبناها مصر لضمان أمنها ومنع الهجرة غير الشرعية وتهريب والاتجار بالبشر".

وتابعت: "إن مصر تعدّ أهم دولة في المنطقة، وهي عامل للاستقرار، في ظل عدم الاستقرار الذي تشهده بعض الدول المجاورة له"، معربة عن سعادتها بأن مصر تستعيد مكانتها على الساحة الدولية، قائلة إنها تلعب دورًا مهمًا في دعم جهود إحلال السلام في الدول المجاورة ومكافحة الإرهاب في الداخل والخارج.

عودة السوريين مبكرة
حول الملف السوري، قالت: "إن هلسنكي تؤيد مبادرة السلام، التي لا بد أن تشمل جميع الأطراف ودعم دور المرأة في العملية السياسية"، مشيرة إلى أنه لا يمكن البدء في عملية إعادة إعمار سوريا، قبل أن تشارك جميع الأطراف في العملية السياسية، مضيفة: "لا نرى الظروف تسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت الحالي، ويجب أن تكون هذه العودة آمنة وطواعية إذا قرر اللاجئون ذلك".

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قالت ديبريس إن بلادها تؤيّد الحل القائم على الدولتين، وإن على الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية العمل سويًا للدفاع عن هذا الحل، ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مشيرة إلى أن ملف القدس يعد جزءًا لا يتجزأ في المفاوضات، وكذلك قضيتي اللاجئين والحدود.

وأشادت بجهود الوساطة المصرية بين حماس وإسرائيل، التي نتج منها وقف إطلاق النار والمصالحة بين حركتي حماس وفتح.. مشددة على ضرورة أن يتوحد الفلسطينيون كشرط أساسي مسبق لعملية السلام، مؤكدة أن فنلندا لا تخطط لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

تعزيز للعلاقات
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي أعلن خلال كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن، عن عقد مصر للقمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ، يومي 24 و25 فبراير الجاري، مشيرًا إلى أنها ستكون بمثابة خطوة أساسية في طريق تحقيق الأمن والاستقرار.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن القمة العربية - الأوروبية بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي ستجمع "للمرة الأولى" رؤساء دول وحكومات من كلا الجانبين.

وأكد الاتحاد الأوروبي أن القمة تهدف إلى تعزيز العلاقات العربية الأوروبية، حيث سيتم خلالها التركيز على عدد من القضايا والتحديات المشتركة، ومن أهمها التعددية، التجارة والاستثمار، والهجرة، والأمن، إضافة إلى الوضع في المنطقة.