الرباط : إثر قرار عبد الرحيم العلام، الاثنين، التنحي عن رئاسة اتحاد كتاب المغرب، وتفعيلا للقانون الأساسي، اجتمع بقية أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد، الأربعاء، بالرباط، برئاسة ادريس الملياني، نائب الرئيس، "لدراسة الوضع الراهن وتبادل الرأي حول الخطوات العملية لتجاوز هذه الأزمة"، وذلك وفق ما جاء في بيان إلى "الرأي العام الثقافي"، صادر عن المكتب التنفيذي.

أمانة

وأوضح البيان أن قرار استقالة الرئيس "أوجب على أعضاء المكتب التنفيذي اتخاذ ما يناسب المرحلة"، بناء على "اقتناعهم وتقديراتهم الشخصية من قرارات مسؤولة ومواقف شجاعة"، تجاه "المستجدات التي بات يواجهها الاتحاد"، و"انسجاما مع قوانينه وأعرافه التنظيمية"، وكذا من "باب الحرص على الأمانة"، التي طوقهم بها أعضاء هذه المنظمة في المؤتمر الثامن عشر.&

حوار جماعي

وتضمن البيان، كما جاء على لسان أعضاء المكتب التنفيذي، بعد تشديدهم على أنه اختاروا تحمل مسؤوليتهم التاريخية، وأن يصطفوا "جميعا دون تردد"، في "أفق إنقاذ الاتحاد والحرص على استمراره منارة رمزية للثقافة الوطنية المغربية، بكل مكوناتها وأبعادها وتعددها، ورصيدا تاريخيا مشعا بوضعه الاعتباري الرمزي، مما لا ينبغي التفريط فيه أفرادا وجماعات بأي حال من الأحوال"، مبادرتهم إلى "دعوة أعضاء اللجنة التحضيرية، التي انبثقت عن المؤتمر التاسع عشر في طنجة (يوليوز 2018) إلى اجتماع تنظيمي عاجل"، يوم السبت المقبل، بمقر الاتحاد في الرباط، مع دعوة "رؤساء اتحاد كتاب المغرب السابقين، وكتاب الفروع"، إلى الاجتماع نفسه، في المكان والزمان المشار إليهما، وذلك "لتعزيز حوار جماعي ديمقراطي مسؤول حول الوضعية الراهنة" لهذه المنظمة الثقافية، و"العمل على توفير الشروط والأجواء الملائمة للانخراط الفعلي من أجل التحضير لعقد المؤتمر الاستثنائي، الذي كان موضوع التوصية الوحيدة الصادرة في أعقاب توقف أشغال المؤتمر التاسع عشر في طنجة",

دقة مرحلة

وانتهى البيان إلى أن أعضاء المكتب التنفيذي الحاضرون، "إذ يقدرون دقة هذه المرحلة، التي تجتازها منظمة الأدباء والمفكرين المغاربة، ليناشدون كافة المنتسبين لهذا الإطار التاريخي دون استثناء أو إقصاء، إلى الإسهام، بوعي وتدبر ومسؤولية، في توحيد الكلمة وبناء لحظة جديدة، مقرونة بآمال عريضة، من شأنها أن تصون الاتحاد وقيمه الكبرى، وتجمع جهود قادة الرأي والفكر في المغرب، وتوحد آفاقهم استنادا إلى ميثاق الشرف الذي ظل يجمعهم دائما تحت سقف هذا البيت العتيد".

استقالة الرئيس

وكان عبد الرحيم العلام، قد أكد، الاثنين، في بيان، أن قرار تنحيه عن رئاسة اتحاد كتاب المغرب، جاء "إثر تأمل عميق وتفكير جاد ومسؤول"، بما تستلزمه الظرفية الحالية من "حرص تام" على راهن هذه المنظمة الثقافية ومستقبلها، ومن "حفاظ على مكتسباتها وإشعاعها وتوهجها في المحافل الوطنية والدولية"، و"استحضارا" لمسؤوليته التاريخية والتنظيمية باعتباره رئيسا للاتحاد، وحتى لا تكون مسؤوليته التنظيمية الحالية "مطية للبعض لحشر" هذه المنظمة الثقافية في "أزمة تنظيمية دائمة قد تعصف بمستقبلها، وتدفع بها نحو التفكك والانهيار مثلما حصل لمنظمات وطنية عريقة"؛ مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن "البعض ما فتئوا يواصلون في حملاتهم المغرضة استهداف اتحاد كتاب المغرب، عبر تسخير جميع الوسائل وأساليب التواصل المتاحة لتحقيق ذلك".

وأوضح العلام أن قرار تنحيه اتخذ عن "اقتناع تام"، و"بكل مسؤولية وحرية"، وذلك "تغليبا لمصلحة الاتحاد على أي اعتبار آخر كيفما كان نوعه"، و"لأجل وضع كل طرف أمام مسؤولياته التاريخية والأخلاقية والتنظيمية"، وحرصا منه على أن تظل هذه المنظمة "شامخة معافاة".

ورأى العلام أن واقع الاتحاد يستلزم من الجميع "قطع الطريق" على "النزعات الذاتية والزعاماتية"، التي قال إنها تسعى، في "تنكر تام" لمبادئ الاتحاد، إلى "تصريف حساباتها الشخصية ضيقة الأفق على حساب الرهانات والتطلعات التي يواجهها".

وشدد العلام على أنه اتخذ قراره "دون سعي مسبق إلى أي تنسيق" مع أعضاء في المكتب التنفيذي وفي الهيئات الأخرى، وذلك "حتى يتسنى للجميع اتخاذ ما يناسبهم، بناء على اقتناعاتهم وتقديراتهم الشخصية، من قرارات ومواقف تجاه المستجدات التي بات يواجهها الاتحاد منذ إجهاض مؤتمره الأخير بطنجة.