إيلاف من لندن: تواجه تيريزا ماي الاسبوع المقبل أخطر عصيان داخل حكومتها منذ تولت رئاسة الوزراء بعد أن ابدى 24 وزيراً من الأعضاء وغير الأعضاء في مجلس الوزراء استعدادهم للتصويت مع تأجيل بريكسيت ما لم تستبعد ماي الخروج من الاتحاد الاوروبي بلا اتفاق في خطوة تتحدى ماي ان تقيلهم.

وذكرت صحيفة الغارديان ان نواباً محافظين متمردين على الخط الرسمي يعتقدون ان هناك الآن ما يكفي من النواب على جانبي مجلس العموم لتمرير تعديل يفرض على ماي إرجاء تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة الخاصة بإنهاء العضوية في الاتحاد الاوروبي لمنع بريكسيت بلا اتفاق.

ويُعتقد ان اربعة على الأقل من اعضاء مجلس الوزراء ونحو 12 وزيراً غير اعضاء في المجلس وعدة مسؤولين ينتسبون الى حكومة ماي مستعدون لتأييد مشروع القرار الذي اقترحه النائب المحافظ السير اوليفر ليتوين والنائبة العمالية إيفيت كوبر لقطع الطريق على بريكسيت بلا اتفاق وسيناقشه مجلس العموم يوم الأربعاء المقبل.

ونقلت صحيفة الغارديان عن مصدر وصفته بالقريب من الذين يخططون للتمرد على ماي ان هؤلاء الوزراء لن يستقيلوا بإرادتهم وسيتعين على ماي ان تقيلهم.

ويأتي هذا التحرك في وقت تشجَّع معارضو بريكسيت من دون اتفاق بتشكيل الكتلة المستقلة من النواب الذي انشقوا عن حزبي العمال والمحافظين ويرى البعض انها توفر أداة ضغط لمواجهة المتشددين من دعاة بريكسيت الذين يسمون تكتلهم "مجموعة الأبحاث الاوروبية".

وقالت صحيفة الغارديان ان وزير العدل ديفيد غوك ووزيرة العمل والتقاعد امبر راد ووزير الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية غريغ كلارك ووزير شؤون اسكتلندا ديفيد مانديل ابلغوا رئيسة الوزراء في اجتماع خاص هذا الاسبوع ان عليها تأجيل بريكسيت إذا لم يحصل اتفاقها مع بروكسل على تأييد الأغلبية حين يجري التصويت عليه في 27 فبراير.

وأعلن مانديل من أدنبرة انه سيفعل كل ما بوسعه لمنع بريكسيت بلا اتفاق ورفض مراراً ان يستبعد الاستقالة من الحكومة إذا كان ذلك ضرورياً.

وكانت ماي خرجت سالمة من جولتي استقالات قدمها وزراؤها المؤيدون لبريكسيت ديفيد ديفيز وبوريس جونسون وايستر ماكفي ودومنيك راب ولكن إطلاق موجة إقالات سيوقع حكومتها في ازمة خلال فترة حرجة تمر بها مفاوضات بريكسيت.

واشار نواب من معسكر بريكسيت الى انهم لا يعرفون ما ستؤول اليه التحركات السياسية في الاسبوع المقبل ولكن إذا وصل الأمر الى التصويت في مجلس العموم سيتعين على ماي أن تقيل وزراءها المتمردين.

ونقلت صحيفة الغارديان عن مصدر في مجلس الوزراء قوله: "سيكون خطأ فادحاً إلا يُقال هؤلاء وسيكون ذلك بمثابة اعتراف بأننا فقدنا السيطرة على الحزب".

ولتفادي نشوء أزمة يعمل مقر رئيسة الوزراء في سباق مع الزمن لتمرير تعديلات على اتفاق ماي مع الاتحاد الاوروبي يُرضي المتشددين في معسكر بريكسيت والحزب الاتحادي الديمقراطي في ايرلندا الشمالية بما يتيح للبرلمان التصويت لصالح الاتفاق.

ويتمثل المطلب المركزي لهؤلاء باسقاط شبكة الأمان الخاصة بحدود ايرلندا الشمالية مع ايرلندا من نص الاتفاق لأنه يمكن ان يربط بريطانيا بإتحاد جمركي أجلا غير مسمى.

وقالت مصادر في مقر ماي انها تريد التصويت على اتفاقها في مطلع الاسبوع المقبل ولكن مصادر أخرى ترى ان الوقت لا يكفي لإتخاذ مثل هذه الخطوة وإنجاحها.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط:

https://www.theguardian.com/politics/2019/feb/21/theresa-may-faces-ministerial-revolt-over-no-deal-brexit