إسماعيل دبارة من تونس: استجاب الآلاف من الجزائريين يوم الجمعة إلى دعوات نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحضّ على التظاهر ضدّ ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى ولاية خامسة.

وخرج آلاف الشبان الجزائريين إلى شوارع العاصمة ومدن أخرى، &للاحتجاج على سعي الرئيس بوتفليقة للفوز بفترة رئاسية خامسة وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، خاصة في العاصمة.

وأظهرت الصور والمقاطع المصورة التي نشرها نشطاء جزائريون على تويتر وفايسبوك، ورصدتها "إيلاف"، عددا من التجمعات الضخمة والصغيرة في عدة مدن. وبدت كبرى التظاهرات في مدينة عنابة، بحسب الصور الواردة.

وتحت شعار "لا تحطيم لا تكسير نحن نريد التغيير" تجمع المئات في "ساحة الثورة" في مدينة عنابة واطلقوا شعارات معادية للرئيس.

ورفع المتظاهرون الأعلام الجزائرية ولافتات، إضافة إلى رموز وايحاءات تسخر من وضع بوتفليقة الصحّي.

كما خرجت العديد من المسيرات السلمية في مناطق في الشرق الجزائري، على غرار برج منايل بولاية بومرداس، وبلدية مشدالة بمدينة البويرة وأخرى تم تسجيلها في منطقة تيارت، وأخرى في وهران وسطيف ومدن أخرى.

وفي العاصمة، مزق محتجون صورة ضخمة للرئيس بوتفليقة، في حيت تستمر المناوشات الى حد صياغة التقرير بين المحتجين الراغبين في بلوغ مقر الرئاسة والقوات الأمنية.

وردد المتظاهرون هتافات، أثناء مسيرتهم وسط العاصمة، تقول ”لا لبوتفليقة ولا لسعيد“ في إشارة إلى شقيقه الأصغر والمستشار الرئاسي، والذي يروّج على نطاق واسع أنه خليفة محتمل لشقيقه بوتفليقة.

وجاءت الاحتجاجات بعدما حذر خطباء المساجد المصلين أثناء أداءهم صلاة الجمعة من أن "التظاهر قد يثير العنف".

ويأتي سعي بوتفليقة لإعادة انتخابه بعدما اختاره حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم مرشحا له في الانتخابات الرئاسية. وأعلن عدد من الأحزاب السياسية والنقابات العمالية ومنظمات الأعمال دعمها للرئيس.

ومن المتوقع أن يفوز بوتفليقة بالرئاسة بسهولة في ظل ضعف وانقسام المعارضة.

لكن يشعر كثير من الشبان بأنهم منفصلون عن النخبة التي تتألف من محاربين قدماء خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962.

وسيوفر إعادة انتخابه استقرارا قصير الأجل للحزب الحاكم، والجيش، وكبار رجال الأعمال وسيؤجل عملية صعبة محتملة لانتقال السلطة.

ولا يزال بوتفليقة يحظى بشعبية كبيرة لدى الكثير من الجزائريين الذين ينسبون له الفضل في إنهاء أطول حرب أهلية بالبلاد من خلال عرض العفو عن مقاتلين إسلاميين سابقين.

والجزائر مورد رئيسي للغاز لأوروبا، وحليف الولايات المتحدة في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين بمنطقة الساحل وشمال أفريقيا.
&