أعلن الرئيس السوداني الجمعة حال الطوارىء في كل أنحاء البلاد، بعد أكثر من شهرين من التظاهرات والتحرك الاحتجاجي ضد الحكومة المطالب بإسقاط النظام.

كما أعلن البشير "حل الحكومة على المستوى الاتحادي وحكومات الولايات". وبدأت التظاهرات في 19 كانون الأول/ديسمبر احتجاجا على رفع الحكومة سعر الرغيف ثلاثة أضعاف، وسرعان ما تحوّلت إلى &احتجاجات تخللتها مواجهات دامية ضد نظام البشير الذي يحكم البلاد منذ ثلاثة عقود.

وشدد على أن "وثيقة الحوار الوطني أساس متين للم شمل القوى السياسية في الداخل والخارج".

وطلب من البرلمان "تأجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه لإتاحة الفرصة للمزيد من الحوار". وجدد العهد على أن يكون "رئيسا على مسافة واحدة من الجميع من الموالاة والمعارضة".

وحث "قوى المعارضة التي لا تزال خارج الوفاق الوطني على الانخراط في الحوار".

وطالب الرئيس السوداني، حملة السلاح "بالتخلي عن العنف، والانخراط في العملية السياسية".

ودعا "القوى السياسية إلى استيعاب المتغير الجديد في المشهد السياسي والاجتماعي وهو الشباب".

وشدد البشير على "رفض لغة الإقصاء"، و"العمل على حلول تحفظ أمن البلاد واستقرارها."

وأوضح أن "الاختيارات الصفرية والعدمية لن تحل أزمة السودان"، مشيرا إلى "أهمية الحوار من منطق لا غالب ولا مغلوب".

وشدد البشير على أن "نظام الحكم اللامركزي هو الأفضل لقيادة بلاد متنوعة ومتعددة مثل السودان".

وأوضح أنه "لم يترك بابا للسلام والاستقرار إلا طرقه".

وقال إن السودان "يجتاز مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخه الوطني"، مؤكدا أن "البلاد ستخرج أقوى من هذه الأزمة، وستكون أكثر إصرارا على البناء".

وذكر أن البلاد شهدت مطالبات مشروعة بترقية الأوضاع العامة، موضحا أنه حرص على تمكين الأحزاب والافراد من ممارسة حرياتهم.

وجاءت كلمة البشير مساء الجمعة عقب انتهاء اجتماعه مع المكتب القيادي للحزب الحاكم.

وقال الرئيس السوداني أن البعض حاول القفز على المطالب وقيادة البلاد إلى مصير مجهول.

وأضاف "أننا لن نيأس من دعوة الرافضين إلى الجلوس تحت سقف الوطن بما يجنب البلاد النزاع"، مؤكدا على "الانحياز للشباب وتفهم أحلامهم المشروعة".

وحبس السودانيون انفاسهم ترقبا لخطاب للرئيس عمر البشير وصف بـ"المهم"، ويأتي الخطاب بعد أسابيع من احتجاجات حاشدة ضد حكمه القائم منذ ثلاثة عقود، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.

وتأخرت كلمة الرئيس السوداني أكثر من ساعة عن موعدها المحدد (19 غرينتش)، بسبب استمرار الاجتماع الاستثنائي للمكتب القيادي للحزب الحاكم.

فيما حظي الخطاب باهتمام كبير على هاشتاغات (يسقط_بس) و(مدن_السودان_تنتفض) و(ارحل_يازول).

وقال مدير المخابرات صلاح قوش، مساء الجمعة، إن الخطاب الرئاسي سيتضمّن "إعلان حالة الطوارئ لمدة عام، حل حكومة الحوار الوطني، حل حكومات الولايات، وتخلي البشير عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وتشكيل الحكومة بالتشاور مع الأحزاب".

ومنذ أيام، تداولت تقارير صحافية غربية وسودانية، أنباءً تفيد بأن زيارة المساعد الخاص للرئيس الأميركي الأخيرة، حملت عرضًا أميركيًا يقضي بتنحي البشير عن الحكم مقابل تجميد مذكرة الإدانة الصادرة بملاحقته من المحكمة الجنائية الدولية لمدة عام قابل للتجديد.

وكانت الاحتجاجات قد اندلعت في بادئ الأمر بسبب زيادات في الأسعار ونقص في السيولة، لكن سرعان ما تطورت إلى احتجاجات ضد حكم البشير.

وتشير الأرقام الرسمية إلى مقتل 32 شخصا في الاحتجاجات، منهم 3 من رجال الأمن.

وفي ردّ على الخطاب المرتقب، وجه تجمع المهنيين السودانين وهو تكتل، عمالي له دور بارز في الدعوة إلى الاحتجاجات وتنظيمها، إلى الشعب السوداني جاء فيه:

"ندعو الشعب السوداني الحر المنتصر وجموع الثوار للخروج الآن للتظاهر في كل المدن والأحياء والفرقان".

وقال التجمع على صفحته على تويتر: "ساعة النصر دنت والنظام في حالة انهيار".