أجمع أدباء وأكاديميون مغاربة على تفرد المسار الثقافي والإبداعي للكاتب والأديب المغربي الراحل عبد المجيد بن جلون، الذي يرجع إليه الفضل في نشر القصة العربية، إضافة إلى كونه الأغزر عطاء وتجربة في الرعيل الأدبي لجيله.

إيلاف من الرباط: أشاد المشاركون بمناسبة تقديم كتاب "عبد المجيد بن جلون: الكاتب الوطني"، في"لقاء الوفاء" الخاص بالأديب المغربي في الذكرى المئوية لميلاده، بالوطنية التي تحلى بها بدفاعه عن مصالح بلاده في مواجهة الاستعمار والتأكيد على وحدة ترابه.

لقاء الوفاء حول عبد المجيد بن جلون

وأفاد الأديب والناقد المغربي، أحمد المديني، أن اللقاء الذي احتضنته المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، في الرباط، يعد عرسًا أدبيًا وطنيًا، تجدد فيه صلة الرحم الروحية الأدبية مع علم تاريخي ورائد من الجيل الوطني الأول، في أفق القطع مع آفة الجحود والنسيان المتفشية.

اعتبر المديني، الذي أعدّ الكتاب برفقة أدباء وباحثين جامعيين مغاربة، أنه يشكل بداية لتسليط الضوء على كثير من الأعلام الذين غمرهم النسيان، خاصة لدى الأجيال الصاعدة.

وأوضح الكاتب أحمد زيادي أن الأمر يتعلق بدراسة تحليلية اجتماعية وتاريخية وأدبية لما أبدعه بن جلون من قصص وطنية متميزة.

من جهته، قال الأستاذ الجامعي عبد الله العلوي المدغري أن بن جلون يعد الوحيد الذي طبق قواعد السيرة الذاتية، في بعد روائي لا يخلو من خصوصية كلاسيكية، من خلال روايته "في الطفولة"، التي يتناول فيها جوانب من حياته، تهم ولادته وحكاية سفره إلى بريطانيا ومصر، قبل العودة إلى بلاده بعد الاستقلال.

عبد الله العلوي المدغري وسعيد يقطين

وأفاد الروائي المغربي عبد القادر الشاوي أن المعلومات التي توفرها محركات البحث تشكل صورة نمطية بفعل التكرار الحاصل، وبالتالي انعدام وجود الفهم السليم، لأن المعطيات الموجودة معتلة.

أضاف الشاوي: "يجب تناول وضعية الكاتب في المغرب انطلاقًا من ثلاثة جوانب، تشمل الجانب التاريخي والوصفي والثقافي، من دون إغفال الجانب الإيجابي للظاهرة التكنولوجية التي تساهم في بقائه على قيد الحياة بطريقة افتراضية".

واعتبر الناقد والباحث سعيد يقطين أن الاحتفاء بإنجازات بن جلون وغيره من الأدباء المغاربة يدخل في إطار "ثقافة الواجب" والتعرف إلى الذات، وهو ما تنبغي مداومته، عن طريق مؤسسات، كوزارة الثقافة والمكتبة الوطنية والجامعات.

&جانب من الحضور

وقال يقطين: "للأسف لا يوجد كرسي للأدب في المغرب، ذاتنا ممحاة، مما يفرض علينا بذل مجهودات حقيقية في هذا الإطار، أدبنا لا نعرف عنه شيئًا، أتساءل ماذا يمكن أن نقول للأجيال الجديدة، خاصة أن تاريخنا لا يخلو من عراقة وإنجازات".

مشارك في تقديم الكتاب

أكد نجل الأديب الراحل، وائل بن جلون، حرص والده على مقاومة الاحتلال والنضال من أجل حصول بلاده على الاستقلال، فضلًا عن مسيرته الفكرية المتفردة، التي شهد له بها العديد من الأدباء المرموقين، منهم عبد الجبار السحيمي وعبد الكريم غلاب.
&

عبد القادر الشاوي وأحمد زيادي

&