يشتهر المجتمع الإماراتي بأنه أحد أكثر المجتمعات الخليجية تناغماً وتشابهاً مع مياه الخليج العربي الأقرب ما تكون إلى الهدوء الذي يبلغ حد السكون في كثير من الأوقات، فلا وجود معتاد للموج الهادر، وبالطريقة ذاتها يمكن القول إن الشعب الإماراتي يتمتع بالعلاقات الهادئة بين أفراده الذين لا يميلون عادة إلى المواجهات الساخنة، وهو ما ينطبق على المشاهير وغيرهم، مما جعل من المواجهة الساخنة بين إثنين من أشهر رجال المال والأعمال في الإمارات مثار دهشة وجاذبية لدى الملايين سواء من المواطنين أو المقيمين، وامتدت المعركة الكلامية المثيرة بين الرجلين إلى بقية المجتمعات الخليجية والعربية.

بداية المواجهة

محور ما حدث بين محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار وغيرها من الشركات في دبي وحول العالم، &وخلف الحبتور رجل الأعمال الإماراتي الشهير يدور حول أسس بناء الشركات وريادة الأعمال، والنصائح التي يمكن لكبار رجال الأعمال توجيهها للشباب الذي يرغب في بناء مستقبله في مجال الأعمال، بداية من المشروعات الصغيرة حتى الوصول إلى مصاف من يملكون الثروات، وكانت بداية المواجهة الساخنة من خلال فيديو انتشر للعبار يتحدث خلاله عن شركاته بشكل عام، والتسويق الإلكتروني بشكل خاص، وتحدث عن أهمية أن يكون رجل الأعمال "بخيلاً" على حد قوله لكي يحقق النجاح، كما جذب الأنظار بقوة بقوله إن إبنته نجحت في تكوين ثروة، وبلغ رصيدها مليون درهم إماراتي من خلال عملها من المنزل، مضيفاً أن الذين يعملون بالبيجاما من المنزل يمكنهم تحقيق ثروة في الوقت الراهن.

كيف صنعت ثروتك؟

الحبتور

جاء رد الحبتور على جميع الأفكار التي طرحها العبار، فقال :" أصحاب الثروات حول العالم نوعان، نوع ورث المال، ونوع آخر يشقى ويعمل بجد لصنع هذه الثروات، ودائماً ما يستوقفني القول أعطني&المال، أَبني&الكون، هذا صحيح، ولكنه لم يحدد التكلفة أو الوقت المطلوب، والكلام النظري&جميل، ولكن أين هو من أرض الواقع؟".

وبدا الحبتور غير مقتنع بعرض العبار لأفكاره أمام الشباب، وقال :"جميل أن يتم إلقاء الكلمات الحماسية التي&تحفز الشباب على العمل والنجاح، فكلنا اقتدينا في&مسيرتنا بشخصيات عظيمة وتأثرنا بكلمات موحية، لذا تقع على المتكلم مسؤولية إعطاء نصائح واقعية للشباب، وليس فقط الخطابات الحماسية التي&قد تحيدهم عن الطريق الصحيح".

حرب البيجاما

محمد العبار&

وأضاف الحبتور: "وصلني&اليوم فيديو لرجل الأعمال محمد العبار، وأردت أن أعلق على بعض النقاط من باب مسؤولية إعطاء الرسالة الصحيحة للشباب الذي&يسمع ويتأثر بكلام مختلف الشخصيات ورجال الأعمال، والنقطة الأولى هي&العمل من المنزل وبأسلوب مسترخٍ&والابتعاد عن شكليات المكتب، سواء كان العمل من المكتب أو من موقع آخر، فيجب الاستعداد واستباق المنافسة، ولتحقيق ذلك علينا أن نكون في&العقلية الصحيحة جاهزين لكسب العمل "لأن الخير في البكور، &وإن دعوة الشباب للبقاء بالبيجاما وأخذ الأمور باسترخاء سيؤدي&إلى التأخر عن المنافسة، وهذا أول بلاء شعوب دول العالم الثالث، فهل ندعو المحلات التجارية إذاً لإغلاق ابوابها والعمل من المنزل بالبيجاما؟".

البخل لماذا؟

أما عن ضرورة أن يكون التاجر بخيلاً، قال الحبتور تعليقاً على ما قاله العبار:"إنها المرة الأولى التي أسمع خلالها أن التجارة مرتبطة بالبخل، إذا لم تستثمر في&تجارتك لتنمو وتتوسع، كالزرع الذي&يحتاج للماء لينمو، فسوف تموت، أما المشروعات الصغيرة فإن المجال مفتوح أمام التجار الصغار، ويجب تشجيعهم، ولكن لا يمكن لكل الشباب أن يكونوا تجاراً صغاراً، وإلا فمن سيبني&الدولة والاقتصاد؟".

التمر والبترول

وفي أعلى درجات سخونة المواجهة غير المباشرة بين الرجلين، وتعليقاً على أن المجتمعات الخليجية تبيع التمر والبترول، ودعوته للإنغلاق، قال الحبتور :""يبدو من أسلوب محمد العبار، أنه يقلل من أهمية المنتجات التي&نصدرها كالتمر والبترول، والواقع هو أن كل بلد في&العالم يعتمد على الموارد الطبيعية ويحاول تنمية موارد أخرى إضافية".

وتابع: "إن كنا سنتبع سياسة الانغلاق فيجب أن نتوقع المبادلة بالمثل، فكيف تستمر شركاتنا العملاقة كطيران الإمارات وطيران الاتحاد، &وغيرها الكثير &في المنافسة عالمياً؟، أولاً لأن سوقها التنافسية&عالمية&وليست محلية&فقط، وثانيًا لأنها تعتمد على منتج أجنبي&لتقديم خدماتها، وإلا فكيف تستمر؟، أما بالنسبة للسيطرة التي&يتكلم عنها والمنافسة في&السوق المحلية&بين شركته وإحدى الشركات العالمية، فهذا تنافس مشروع لكل الشركات وستستمر الشركة الأفضل".