إذا سارت الأمور بشكل طبيعي بالنسبة إلى بول مانافورت، المدير السابق لحملة دونالد ترمب الانتخابية، ولم يطرأ أي تغيير في المستقبل القريب، فمن المتوقع أن يخرج من خلف القضبان في أواخر عام 2025.

إيلاف من نيويورك: مانافورت الذي تلقى حكمه الثاني في محكمة واشنطن، أثارت قضيته جدلًا كبيرًا بين ممتعض من الأخفاف المخففة الصادرة بحقه، نظرًا إلى الاتهامات الموجّهة إليه، وغاضب من دفع الرجل ثمن أعمال جنائية ارتكبها، لا علاقة لها بالتحقيقات الروسية، كما ظهر حتى الآن.

مرحلة جديدة
ومع انتهاء محاكمة الرجل، بعد أكثر من عام على توجيه المحقق الخاص روبرت مولر اتهامات بحقه تتعلق بالتآمر، والتزوير الضريبي والمصرفي والتهرب الضريبي، وعدم إبلاغ وزارة العدل بعمله لمصلحة سياسيين أجانب، بدأت مرحلة أخرى من حياته قد لا تقل إثارة عن مسلسل التحقيقات.

عفو ترمب وتحذيرات الديمقراطيين
ومع بلوغ مانافورت عامه السبعين في الأول من إبريل، تتجه الأنظار إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لمعرفة ما إذا كان الأخير عازم على إعطاء الرجل الشجاع، كما وصفه سابقًا، عفوًا يقيه البقاء لسنوات ست داخل سجن كامبرلند الفدرالي في ولاية ماريلاند.

الرئيس الأميركي لم يحسم خياره بعد، كما أكد مرات من قبل، لكن تحذيرات المسؤولين الديمقراطيين عالية اللهجة من إصدار ترمب عفوًا عن مانافورت، بدأت مباشرة عقب إصدار القاضية إيمي بيرمان جاكسون قرارها.

بركان متوقع
أخبر السناتور عن ولاية فرجينيا، تيم كاين، صحيفة "نيوزويك" الأميركية أن "منح الرئيس ترمب عفوًا لبول مانافورت سيؤدي إلى اندلاع بركان في الكونغرس"، متابعًا إن "المزيد من الاستخدام الأحادي للسلطة التنفيذية والظروف المشكوك فيها حقًا من شأنهما أن يحفزا فعلًا على رد فعل في الكونغرس".

عفو عن كل المجرمين
يتفق كاين مع نائب الدائرة الأولى في ولاية رود آيلاند ديفيد سيسيلين، على اعتبار العفو عن مانافورت محاولة للتدخل في تحقيق روبرت مولر، وصنّف النائب الديمقراطي العفو على أنه "مكافأة لمانافورت لدوره في عدم الخضوع لإنفاذ القانون". أضاف: "لا أقبل الفكرة. إنه ببساطة يمكنه العفو عن الجميع، لأنه يتمتع بسلطة العفو. فلنتخيّل ما إذا كان قد أصدر عفوًا عن كل من لديه أدلة على ارتكاب جريمة لها علاقة برئيس الولايات المتحدة بغرض إخفائها".

قضايا جديدة
لكن مصير مانافورت لن يكون متعلقًا بعفو ترمب، فمع إسدال الستار على قضاياه الفيدرالية، برزت مشكلة قانونية جديدة لديه فور صدور الحكم بحقه، إذ كشف سايروس فانس مدعي عام مقاطعة مانهاتن في نيويورك، عن 16 تهمة جنائية في الولاية ضد مانافورت تتعلق بالاحتيال وتزوير السجلات التجارية والتآمر، والتزوير للحصول على قروض مصرفية، وتصل مدة أحكامها إلى 25 عامًا. وقال فانس في بيان: "لا أحد فوق القانون في نيويورك".

في حال إدانته في نيويورك، فإن عفو ترمب لن يقدّم ولن يؤخّر، فالرئيس بإمكانه إصدار عفو عن الجرائم الفدرالية، ولا يتمتع بالسلطة نفسها حيال الجرائم على مستوى الولاية، غير أن هذه الإتهامات ستكون محور صراع قضائي يتمحور حول إمكانية محاكمة الشخص بجرم واحد في مكانين منفصلين من عدمها.