من الواضح أن روحاني قد عاد إلى طهران مختتمًا زيارة إلى العراق، وقد نجح في إحداث ثقوب في جدار العقوبات والحصار الأميركي على بلاده، حيث أصبح العراق رئة إيران الاقتصادية ومركز صادراتها إلى العالم، وتم الاتفاق على التعامل تجاريًا بعملتي البلدين بدلًا من الدولار، وعلى إنشاء مدن صناعية مشتركة، وجعل تأشيرات الدخول إلى البلدين مجانية، بما يسبب خسارة مالية للعراق قدرها ربع مليار دولار سنويًا. &

إيلاف: خلال عودته إلى طهران الليلة الماضية قادمًا من النجف محطته الأخيرة من زيارته الرسمية إلى العراق التي استمرت ثلاثة أيام، فقد أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "الشعبين الشقيقين الإيراني والعراقي يرتبطان بأواصر متينة، ولا تستطيع أية قوة في العالم صنع هوة بينهما".

اعتبر روحاني أن العراق قد أصبح المحطة الرئيسة للصادرات الإيرانية إلى العالم.. وقال إن زيارته شهدت إجراء محادثات والتفاهم في عدد من الموضوعات والشؤون التجارية، مثل خفض أو إلغاء الرسوم على بعض السلع، وتأسيس مدن صناعية مشتركة بين البلدين، وفي مجال الطاقة وتسهيل منح التأشيرات التجارية.

روحاني زائرًا مرقد الإمام علي في النجف

وأشار إلى أن البلدين أجريا محادثات حول الشؤون المصرفية واعتماد العملتين الوطنيتين للبلدين في الكثير من عمليات التبادل التجاري وتسهيل العلاقات المصرفية، كما توصل البلدان إلى تفاهمات مهمة حيال القضايا الأمنية والإقليمية، حيث كانت وجهات نظرهما متقاربة حيال العديد من هذه القضايا.&

شدد على أن الأواصر المتينة التي تجمع الشعبين الإيراني والعراقي لن تستطيع أية قوة في العالم صنع هوة وتأجيج النزاع بينهما.
وأوضح الرئيس الإيراني في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، وتابعتها "إيلاف"، أنه أكد خلال زيارته للعراق على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية في المستقبل إلى ثلاثية ورباعية الأطراف ومناقشتها مع الدول الأخرى، والتي يمكن أن تلعب دورًا في هذه العلاقات.
&
العراق ليس ضمن العقوبات على إيران
خلال مباحثاته مع الرئيس العراقي برهم صالح فقد حصل روحاني منه على تأكيدات أن العراق لن يكون ضمن منظومة العقوبات على إيران.&

وقد أشاد الطرف الإيراني بقرار العراق "بأنه لن يكون جزءًا من منظومة العقوبات على إيران"، فيما عبّر الجانب الإيراني عن موقفه الثابت تجاه دعم العملية السياسية في العراق، والتي تمثل جميع أبناء البلاد، وسيادته الوطنية، ووحدة أراضيه وجميع الإجراءات التي يتخذها في مواجهة الإرهاب، كما قال بيان مشترك عراقي إيراني.

إلغاء التأشيرات
في ختام مباحثات روحاني مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، فقد تم الإعلان عن إلغاء البلدين تأشيرات الدخول إليهما في إجراء سيسبب خسائر للعراق تصل إلى 250 مليون دولار سنويًا وتوقيع خمس مذكرات تفاهم للتعاون المشترك تشمل: مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية ووزارة التجارة العراقية وأخرى لإنشاء مشروع سكك حديد البصرة &الشلامجة، وثالثة لتسهيل إصدار التأشيرة للمستثمرين والتجار ورجال الأعمال ومذكرة تفاهم للتعاون المشترك في المجالات المرتبطة بالصحة والسلامة، إضافة إلى خامسة للتعاون المشترك بين وزارة النفط الإيرانية ووزارة النفط العراقية.

من جهته، أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي أن العراق سدد القسط الأول من ديونه لإيران، والبالغة 200 مليون دولار. وأشار إلى أن البلدين اتفقا على تسهيل الشؤون المصرفية لمصدري السلع والخدمات الإيرانية وفتح فروع للمصارف الإيرانية في العراق، وتطوير العلاقات المصرفية بين البلدين، إلى جانب ضرورة القبول بضمانات المقاولين الإيرانيين بالدينار العراقي بدلًا من الدولار الأميركي.

وتبلغ قيمة صادرات إيران من الكهرباء والغاز إلى العراق أربعة مليارات دولار من إجمالي صادراتها إليه البالغة 12 مليار دولار. &
&
تخلي العراق عن نصف شط العرب لإيران
بالنسبة إلى شط العرب، الذي يشكل الحدود المائية العراقية مع إيران، فقد تخلى العراق عن مطالبه السابقة&بعودة شط العرب إلى سيادته الكاملة، مانحًا نصفه إلى إيران.

وأشار البيان المشترك بين البلدين إلى أنهما أكدا "عزمهما الجاد على تنفيذ اتفاقية الحدود وحسن الجوار بين العراق وإيران المؤرخة في 13&(يونيو) 1975 والبروتوكولات والاتفاقات الملحقة بها، بحسن نية وبدقة، ولذا قرر الطرفان البدء بعمليات مشتركة لتنظيف وكري شط العرب بهدف إعادة قناة الملاحة الرئيسة (التالوك) وفق اتفاقية 1975 المذكورة والبروتوكول المعني بذلك في أسرع وقت.

وأشار إلى أنه لذلك تبقى منصة العمية منصة عراقية كما كانت، من دون أن يؤثر ذلك على مباحثات الطرفين في تحديد الحدود البحرية بين البلدين.

وكان العراق طالب في وقت سابق بتعديل اتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين عام 1975، خاصة وأن الحدود بين البلدين ظلت إحدى القضايا التي تسببت في إثارة الكثير من النزاعات بينهما. &

وكان الجانب الإيراني قال عام 2007 إن التسوية الحدودية المتفق عليها بين إيران والعراق المعروفة باتفاقية الجزائر اتفاق رسمي ووثيقة دولية لا يمكن تغييرها. ووقعت اتفاقية الجزائر عام 1975 بين نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي وبإشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين.&

تعزيز العلاقات العراقية الإيرانية بلا تدخل في الشؤون الداخلية
واختتم روحاني زيارته إلى العراق بزيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب ولقاء المراجع الشيعية الأربعة الكبار، وعلى رأسهم المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، الذي أسمع روحاني كلامًا لم يسمع من القادة السياسيين العراقيين، حيث شدد على أن يكون تعزيز علاقات البلدين وفقًا لمصالح الطرفين وعلى أساس احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وأشار إلى أهم التحديات التي يواجهها العراق في هذه المرحلة، وهي مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وحصر السلاح بيد الدولة وأجهزتها الأمنية، معربًا عن أمله بأن تحقق الحكومة العراقية تقدمًا مقبولًا في هذه المجالات.

أكد السيستاني على ضرورة أن تتسم السياسات الإقليمية والدولية في هذه المنطقة الحساسة بالتوازن والاعتدال، لتجنيب شعوبها مزيدًاً من المآسي والأضرار.&

تحذير العراقيين من نتائج زيارة روحاني
وقبيل اختتام روحاني لزيارته إلى العراق بساعات أمس، فقد حذرت منظمة أوروبية العراقيين من نتائج هذه الزيارة لبلدهم، مؤكدة أنها ستجلب لهم المزيد من المشاكل، واتهمته بالمسؤولية عن إعدام 4 آلاف إيراني. وأشارت إلى أنه يبحث في بغداد عن موارد مالية وطريق عسكري لمواصلة حربه الإرهابية في المنطقة.&

وقالت المنظمة الأوروبية لحرية العراق برئاسة إستراون إستيفنسون عضو البرلمان الأوروبي سابقًا في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه إن زيارة روحاني إلى العراق يجب أن تدق ناقوس الخطر في الشرق الأوسط، لأن روحاني، الذي غالبًا ما يتم تصويره على أنه إصلاحي ومعتدل من قبل وسائل الإعلام الغربية "هو ذئب يرتدي ملابس الأغنام".

وكان الرئيس الإيراني قد بدأ الاثنين زيارته إلى العراق، حيث أجرى خلالها محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين، تمخضت عن التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وعلى إلغاء رسوم تأشيرات الدخول إلى البلدين وجعلها مجانية.


&