يعود مهرجان أفلام الرسوم المتحركة في مكناس في دورته الـ18، خلال الفترة من 22 إلى 27 مارس الحالي، بباقة من 53 فيلمًا قصيرًا جرى انتقاؤها من بين 300 فيلم من 16 دولة، وبرنامج حافل بالأنشطة التكوينية والمسابقات واللقاءات الحوارية مع كبار منتجي ومخرجي أفلام التحريك عبر العالم ومعارض وندوات.&

إيلاف من الرباط: يقول مردوشي دافيكو، رئيس مؤسسة عائشة التي تنظم المهرجان، "كما جرت العادة في كل عام لن يقتصر المهرجان على مدينة مكناس، بل سيشمل 10 مدن مغربية، عبر جولة تستغرق 20 يومًا، نعرض خلالها في كل محطة أفضل ما في المهرجان".

وأشار مردوشي خلال لقاء صحافي، نظم أمس في الدار البيضاء، إلى أن هدف المهرجان هو وضع مدينة مكناس، ومن خلالها المغرب، كوجهة لهذا الفن العالمي. أضاف "نسعى إلى أن نربط مكناس بهذا الفن بشكل أكبر، بحيث يصبح رافدًا من روافد اقتصادها المحلي، كما هو الشأن بالنسبة إلى هوليوود أو بالنسبة إلى مدينة أنغوليم الفرنسية التي ارتبط اسمها بالسينما".

لفت إلى أن مؤسسة عائشة تعمل من أجل إنشاء معهد لفنون سينما التحريك في مكناس، إضافة إلى مقاربة مستثمرين مهتمين من أجل بناء إستيديو للإنتاج السينمائي في مكناس.

من جهتها، أشارت وداد الشرايبي، مديرة المهرجان، إلى أن دورة السنة الحالية ستتميز بالاحتفاء بسينما التحريك الإسبانية، التي اختيرت ضيف شرف للمهرجان، وذلك من خلال حضور مجموعة من رموز سينما الرسوم المتحركة الإسبانية، بينهم ألبيرتو فاسكيز، الذي ارتبط اسمه بالفيلم الطويل بسيكونوتاس، وكارولينا لوبيز مديرة المهرجان الدولي لسينما التحريك في كاتالونيا، والمخرج والمنتج إميليو دي لا روزا.

كما ستشهد هذه الدورة مشاركة ضيوف استثنائيين، من قبيل الفرنسي ديديي برونير، منتج "كيريكو والساحرة" و"المرأة العجوز والحمام" و"بريندان وسركيلس" و"إيرنست وسلستين" الفائز بدائزة سيزار في 2012. وسيشارك أيضًا في هذه الدورة الرسام الأميركي بيتر دو سيف، مصمم العديد من أغلفة "دو نيويوركر"، والذي اشتهر برسمه لشخصيات "العصر الجليدي". وسيعرض دو سيف نحو 40 من أعماله خلال المهرجان، إضافة إلى تنشيط دروس وندوات ودورات تدريبية لفائدة الشباب.

من الضيوف الاستثنائيين أيضًا للمهرجان المخرج الهولندي مايكل ديدوك دو وايت، صاحب فيلم "الراهب والسمكة" الحاصل على سيزار، وفيلم "أب وابنته"، الحاصل على جائزة أوسكار، وفيلم "السلحفاة الحمراء"، الذي فاز بالجائزة الخاصة "نظرة معينة" بمهرجان كان سنة 2016.&

وأضافت الشرايبي أن هذه الشخصيات الاستثنائية ستلتقي خلال المهرجان مع الطلبة والشباب والمهنيين والجمهور من خلال اللقاءات المفتوحة المبرمجة ولقاءات "الشاي بالنعناع مع" وورشات "دروس في السينما" وكذا العروض السينمائية والنقاشات التي تعقبها، والتي ستشكل فرصًا لمشاركتهم تجربتهم المهنية وشغفهم بسينما التحريك".

سيتميز الافتتاح هذه السنة بالعرض الأول لفيلم فونان من إخراج دينيس دو، وإنتاج سيباستيان أونومو. وسيعرض الفيلم الذي يعرض قصة عائلة فرّقها نظام الخمير الحمر في الكامبودج خلال السبعينات، بحضور المخرج. كما سيعرض أيضًا خلال الافتتاح شريط أنتجه شباب مغاربة بدعم من المهرجان.

وأشار محمد بيوض، المدير الفني للمهرجان، إلى أن مؤسسة عائشة بتعاون مع المعهد الفرنسي في مكناس والإقامة الفرانكوفونية اختارت هذه السنة ثلاثة مشاريع شبابية من المغرب والسنغال والكاميرون، والتي ستدعمها وتواكبها لغاية إنجاز عملها الفني. وقال "ننتقي من بين المشاريع الشبابية التي تطرح عليها مجموعة من الأعمال التي ندعمها بشكل كامل، بما في ذلك إعطاء منح للمشاركين بهدف مساعدتهم على التحرر من الإكراهات المادية والتفرغ لإتمام عملهم الفني".

وأضاف بيوض "في هذه السنة لدينا 53 فيلمًا قصيرًا، إضافة إلى 16 فيلمًا طويلًا، والتي يناقش بعضها قضايا بالغة الأهمية. فأفلام الرسوم المتحركة ليست موجّهة فقط إلى الأطفال، بل تتوجّه أيضًا إلى الكبار".

لفت بياض إلى أن 53 شريطًا تتبارى على الجوائز الثلاث للمهرجان، جرى انتقاؤها من طرف لجنة تكونت من الصحافية والناقدة السينمائية المغربية جيهان بوكرين، والمدير السابق لمهرجان آنسي في فرنسا باتريك إيفنو، إضافة إلى المنتج والمخرج الإسباني إيميليو دي لا روزا.
&
وسيتم اختيار الأفلام الفائزة في المهرجان من طرف لجنة تحكيم يترأسها المخرج الهولندي مايكل دودوك دي ويت، وتتألف من سامية أقريو، الممثلة وكاتبة السيناريو المغربية، ومارك دو بونتافيس، رئيس شركة كسيليم أنيمايشن.
&