إيلاف من أبوظبي: حدثان متناقضان في توقيت واحد سيطرا على المشهد العالمي في الساعات الماضية، والفاصل المكاني بينهم 14 ألف و 270 كم، الأول في أبوظبي يجسد قمة التسامح والتعايش مع افتتاح مبهر للأولمبياد العالمي الخاص "أبوظبي 2019"، أما الثاني فقد حدث في نيوزيلندا على إثر قتل 49 شخصاً، وجرح 20 على الأقل في هجومين استهدفا مصلين في مسجدين في مدينة كرايست شيرش في نيوزيلندا، وبالنظر إلى التناقض الكبير بينهما، فقد تعززت رسائل الإمارات الداعية إلى التسامح والتعايش، والتي بدأت بجعل 2019 عاماً للتسامح، ثم زيارة بابا الفاتيكان للعاصمة أبوظبي، واحتضان دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص بمشاركة 7500 لاعب ولاعبة من المعاقين ذهنياً يمثلون 200 دولة حول العالم.

بينس في مسجد زايد

تترأس كارين بينس زوجة نائب الرئيس الأميركي مايك بينس وفداً رئاسياً لبلادها في الأولمبياد الخاص في أبوظبي، وقد حرصت سيدة أميركا الثانية على زيارة مسجد الشيخ زايد والذي يعد رمزاً للتسامح بين الديانات كافة في السنوات الأخيرة، وظهرت بينس وهي ترتدي الحجاب، احتراماً للمسجد والقيم الدينية الإسلامية، وهي إشارة تسامح وتعايش تجاوباً مع مبادرات الإمارات.

كما أشارت بينس إلى أن الإمارات نجحت في جذب العالم من خلال مبادراتها، وبتنظيم الأولمبياد الخاص العالمي، كما أشادت بدور أم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك في العمل الإنساني، ودعم أصحاب الهمم من المعاقين، و كذلك دورها في قضايا المرأة والأسرة على المستويين الإماراتي والعربي.

شرايفر يقرأ القرآن

الإشارة الثانية للتسامح والتعايش والتي حدثت على أرض أبوظبي، جاءت على لسان تيم شرايفر رئيس الأولمبياد الخاص العالمي، وحفيد عائلة كينيدي الأميركية الشهيرة، فالأم هي يونيس شرايفر كينيدي شقيقة الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي، وهي التي يعود لها الفضل في تأسيس الأولمبياد الخاص، والإهتمام بالمعاقين ذهنياً منذ أكثر من 50 عاماً.

شرايفر ذكر آيات قرآنية تدعو للتسامح والتعايش وعدم التفرقة، وتحديداً الآيات التي تقول :"قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم "استمعوا إلى هذه الكلمات: " لا نفرق بين أحد منهم "، مضيفاً :"إنها رسالة خالدة من تلك الأزمنة الماضية لكنها أيضاً رسالة للأزمنة القادمة، وقد جاء رياضيو الأولمبياد الخاص إلى هنا اليوم ليقولوا للعالم إنهم رسل عدم التفرقة، &لا يوجد في قاموسنا " هم و نحن "، بل نحن جميعاً نتمتع بالحرية وننتمي إلى شجرة الحياة العظيمة".