يبدو أن فضيحة اختراق الهاتف المحمول للرئيس السابق لهيئة الأركان الإسرائيلية بيني غانتس من قبل الاستخبارات الإيرانية قد تلعب دورًا مهمًا في الانتخابات المرتقبة في إبريل المقبل.

إيلاف: كان المحلل السياسي في القناة الثالثة عشر، أميت سيغال، كشف مساء الخميس عن قيام جهاز الشين بيت بإبلاغ زعيم تحالف كاحول لافان، بيني غانتز، بأن هاتفه الشخصي قد تم اختراقه.

استحوذت هذه الفضيحة على اهتمام الصحافة الإسرائيلية، فقالت صحيفة "هآرتس"، إنه "كان واضحًا أن هذه لحظة سوف تحدد الحملة الانتخابية".

محتوى الهاتف
فور الكشف عن الاختراق، سرت شائعات رهيبة تتناول محتوى هاتف غانتس، ولم تنجح حتى الصواريخ التي أطلقت على تل أبيب في حجب القصة.&

واضطر التحالف الذي يقوده غانتس لإصدار بيان يؤكد حدوث الاختراق، وينفي الشائعات التي تناولت محتوى الهاتف، كما عقد غانتس مؤتمرًا صحافيًا طارئًا مساء الجمعة، وهو توقيت تكون فيه البلاد عادة في حال إقفال قبل بدء يوم السبت، الأمر الذي دفع هآرتس إلى السؤال "هل حملة غانتس في ورطة؟".

أشياء غير إيجابية
إضافة إلى توقيت المؤتمر الصحافي، تحدث الصحيفة عن علامات سيئة أخرى: غانتس كان محاطًا على الدوام بشركائه الثلاثة الكبار، يائير لابيد، وغابي أشكنازي وموشيه يعلون، لكن غيابهم كان واضحًا عن المؤتمر الصحافي.&

وعلى الرغم من أن حملة تحالف كاحول ولافان تتميّز بانضباط جيد حتى الآن، إلا أن تناقضًا صارخًا ظهر بين بيان التحالف وما قاله غانتس بالفعل.

ففي حين قال البيان: "لم تكن هناك معلومات أمنية، ولا أشرطة فيديو محرجة على الهاتف الذي تم اختراقه، ولم يكن غانتس أبدًا هدفًا للابتزاز"، نفى رئيس الأركان السابق وجود معلومات أمنية على الهاتف فقط، رافضًا التطرق إلى أي تفاصيل شخصية أخرى.

دور الاستخبارات الإيرانية
عن الجهة التي تقف خلف الاختراق، قالت الصحيفة "أخبر الشين بيت، غانتس، أن الإيرانيين قاموا باختراق هاتفه، وهذا سيناريو معقول تمامًا، فقد تم استهداف عدد من الشخصيات البارزة السابقة في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية من قبل المتسللين الإيرانيين في السنوات الأخيرة".

وأشارت هآرتس إلى أن "اختراق هاتف غانتس الرجل الأمني يعدّ أمرًا محرجًا"، لكنها نوهت أيضًا بتعرّض هاتف كبير موظفي البيت الأبيض السابق، جون كيلي، للاختراق في عام 2017، مع فارق أن غانتس هو مواطن عادي، ولا يحمل أي مسؤولية رسمية منذ عام 2015.

دور نتنياهو
أين يقف رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو؟... تحالف كاحول لافان حمّل المقربون من نتنياهو مسؤولية الشائعات. أما غانتس فقال في مؤتمر إنه يقاتل من أجل الديمقراطية في إسرائيل، ويواجه أشخاصًا من ذوي الأخلاق المتدنية للغاية.&

وذهب شريكه يائير لابيد بعيدًا فأشار إلى أن "استخدام بيبي – نتنياهو - لمعلومات أمنية حسّاسة في محاولة لتشويه سمعة غانتس تدل على أنه خائف منه".&

وتساءلت الصحيفة "هل هناك دليل على تورط نتنياهو؟"، قبل أن تضيف "بطبيعة الحال يشعر المقربون من نتنياهو بالتطورات، وهذا أمر متوقع، ولكن لا يعني أن نتنياهو نظم التسريبات أو الشائعات".&

وقال مكتبه في بيان إن رئيس الشين بيت، نداف أرغامان، لم يبلغه بأن هاتف غانتس قد تم اختراقه، وعلى افتراض أن بيان رئيس الحكومة واقعي، غير أنه لم يتحدث عن عدم تلقي نتنياهو المعلومات من جهاز آخر، كالموساد. وأيًا يكن الطرف الذي يقف خلف التسريبات أو الشائعات فإن رئيس الحكومة يُعدّ المستفيد الرئيس.

توقعت الصحيفة اختفاء القصة في غضون الساعات المقبلة، ما لم يظهر أي شيء جديد خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكنها تحدثت عن إمكانية خروج شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من شأنها إلهاء وإحراج تحالف غانتس قبل موعد مواجهة حملة نتنياهو.