إيلاف من القاهرة: أظهر مقطع فيديو نادر للملك الراحل فهد بن عبد العزيز، عندما كان وليًا للعهد، أن المملكة العربية السعودية لديها موقف ثابت وواضح من القضية الفلسطينية، وهو إقامة الدولة وعودة اللاجئين إلى أراضيهم. كما أن علاقاتها مع مصر تتمتع بالمتانة والثبات منذ أزمنة طويلة، ولا يمكن الإيقاع بين البلدين الشقيقين.

في تأكيد على موقف السعودية الثابت من القضية الفلسطينية، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، نشرت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، تقريرًا يتضمن مقطع فيديو نادرا للملك فهد بن عبد العزيز، عندما كان وليًا للعهد، أثناء زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس في العام 1977، أمام قصر الإليزيه.

ويظهر الفيديو الملك فهد بعد خروجه من قصر الإليزيه والتفاف الصحافيين حوله، وتوجيه الأسئلة إليه، حول نتائج مباحثاته مع الرئيس الفرنسي حينها، فاليري جيسكار ديستان.

وتولى الأمير سعود الفيصل، الذي كان شابا حينها ويشغل منصب وزير الخارجية السعودي، مهمة الترجمة بين الملك فهد والصحافيين، وقال إن لقاءه مع الرئيس الفرنسي اتسم بالود والمحبة.

ووجه الملك فهد الذي كان وليا للعهد وقتها، في المؤتمر الصحافي، رسالة وصفتها مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الصارمة"، حول حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه. وشدد على ضرورة المضي قدمًا في إيجاد سلام عادل لمنطقة الشرق الأوسط ككل، ويتصف بالعدل والمنطق لكل دول المنطقة.

واهتم الصحافيون في هذا المقطع النادر بسؤال ولي العهد السعودي حينها، إذا ما كانت المملكة تنوي تحريك أسعار النفط، بعد أزمة قطعها النفط عن أوروبا وأميركا خلال فترة حرب أكتوبر 1973، ورد بأن السعودية موقفها معروف، ولن تتخذ أي قرار بسرية.

أما عن تصريحات منسوبة لمسؤولين مصريين حينها عن نية الدول العربية استخدام "سلاح البترول" مجددا. فقد رد الملك فهد الراحل بقوة:

"لا أعتقد أن أحدا يمكنه التحدث نيابة عن المملكة العربية السعودية، ولا أعتقد أن وزير خارجية مصر أو غيره تحدث بمثل تلك التصريحات، أنا لست متأكدا من قوله مثل تلك التصريحات ولا أعتقد أنه ذكرها".

يذكر أن السعودية لديها موقف ثابت من القضية الفلسطينية، وهو ما أكد عليه الملك سلمان بن عبد العزيز، في كلمته خلال أعمال القمة العربية الأوروبية، في مدينة شرم الشيخ نهاية شهر فبراير الماضي، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، مشيرًا إلى أن موقف السعودية ثابت تجاه استعادة جميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، مثمنًا الجهود الأوروبية لإيجاد حل عادل لهذه القضية.

وشدد الملك سلمان على "ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، وتكاتف الجهود الدولية لدعم الشرعية اليمنية ضد المليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران".