يتباهى الإيرانيون بالإعلان عن إنجازاتهم العسكرية، التي يتبين لاحقًا للخبراء في الغرب أنها كاذبة. أيدت أغلبية قراء "إيلاف" هذا الرأي، ووجدت&أن الإعلانات الرسمية الإيرانية عن منجزات عسكرية كذب وخداع مفضوحان.

إيلاف من دبي: تكثر بين الحين والآخر الإعلانات الإيرانية عن تقدم الصناعة العسكرية في الجمهورية الإسلامية، بأسلوب يُظهر إيران قوة تصنيعية تضارع في تطورها الولايات المتحدة أو روسيا. لكن، تخرج دائمًا تقارير غربية تشكك في الإعلانات الإيرانية.

سألت "إيلاف" قراءها سؤال الاستفتاء الأسبوعي: "كيف ترى الإعلانات الرسمية الإيرانية عن منجزات عسكرية؟". شارك في الاستفتاء 666 قارئًا، قال 119 منهم إن هذه الإعلانات "صادقة"، بنسبة 18 في المئة، فيما قال 547 منهم إنها "كاذبة"، بنسبة 82 في المئة.

لمن يسأل من أين أتى هذا الفارق الكبير في الأصوات، ولِمَ مال الميزان لصالح المكذِّبين، ما عليه إلا متابعة إعلانات إيران عن إنجازاتها الصناعية العسكرية، وينتظر أيامًا ليسمع آراء الخبراء من مختلف أنحاء العالم. وما المثبت في هذا التقرير إلا عينات قليلة، لكن كافية، لتبرهن عن كذب هذه الإعلانات.

إنجازات إيرانية!

في سبتمبر الماضي، تم الكشف عن 3 منجزات جديدة في مجال طائرات درون بحضور قادة عسكريين، ومن ضمنها تصميم وتصنيع رادار (SAR) لاستخدامه في هذه الطائرات.

ذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن هذا الرادار يتمتع بإمكانيات من ضمنها التصوير على مدار الساعة وفي أجواء الغيوم والغبار والأتربة، مشيرة إلى أنه يتمتع أيضًا بإمكانية تصوير التحصينات والمنشآت العسكرية والكشف عن المنشآت والمعدات الخادعة "غير الحقيقية" وإكمال معلومات التصوير البصري وتحديد تغييرات النسيج الأرضي الناجمة عن وجود المعدات وإيجاد المنشآت العسكرية والكشف عن التغييرات الناجمة عن الحوادث الطبيعية والكشف عن التغييرات الحاصلة في أوضاع منشآت المنطقة.

وفي 27 أغسطس الماضي، تحدث وزير العلوم والبحوث والتقنيات الإيراني، منصور غلامي عن تصنيع المقاتلة الإيرانية "كوثر" وقدراتها العسكرية، موضحًا أن تصنيع هذه الطائرة دلل على أن الخبراء الإيرانيين يتحرون الدقة الفائقة في استخدام أفضل الخبرات والتقنيات الجديدة وفق المواصفات الدولية.

&... لكن!

قالت صحيفة "التايمز" البريطانية &إن "كوثر" هذه، التي يتكلم عنها الإيرانيون بصفتها فخر الصناعة الإيرانية، هي مقاتلة إيرانية معدلة من خمسينيات القرن الماضي. ونسبت الصحيفة إلى خبراء عسكريين قولهم إن المقاتلة الإيرانية الجديدة التي كشفت عنها طهران أخيرًا وأعلنت أنها أول طائرة منتجة محليًا بتقنيات فريدة من نوعها، ليست إلا مقاتلة أميركية من نوع "إف-5" اشترتها إيران من الولايات المتحدة في عهد الشاه، أي قبل الثورة الإيرانية في عام 1979، وأدخلت الجمهورية الإسلامية تعديلات طفيفة عليها وغيّرت لونها الخارجي.

لكن مقاتلة "كوثر" ليست الخدعة الوحيدة التي كذبها الإيرانيون على العالم، ثم صدقوها، كطائرة "قاهر 313" الشبحية التي أعلنت عنها إيران في عام 2003، وروجت لها بأنها مقاتلة تعجز ردارات العدو عن التقاطها، وتبين لخبراء الصناعات العسكرية في الغرب صدق الأنباء الإيرانية. فلا مجال أن تلتقطها أي رادارات، لأنها طائرة لا تطير.

&

الخداع مستمر

في عام 2016، &كشفت إيران عن إطلاق صواريخ "ذو الفقار" محلية الصنع على مواقع داعش في سوريا، لكنّ الإسرائيليين كشفوا أن صواريخ إيران سقطت في إيران، وبعضها سقط قرب الحدود مع سوريا، ولم تصل إلى أهدافها ولم تقتل مئات الدواعش كما تبجح الإعلام الإيراني في حينه.

&
من ناحية أخرى، برع الإيرانيون في إنتاج نسخ مقلدة من مروحيات وطائرات غربية، مدعين أنها "وطنية" الصنع، والأمثلة كثيرة: مروحية "توفان 2" هي نسخة إيرانية لمروحية "كوبرا" الأميركية، يضاف&إليها نظام مراقبة ضوئي&وتحديدا بأشعة لايزر أثبت فشله؛ ومروحية "شاهد 285‎" بنسخة لخفر السواحل وأخرى مضادة للطرادات، وهي نسخة محلية من مروحية "بيل 206" الكندية الصنع.

&
من الأمثلة أيضًا طائرة "أر كيو – 170" من دون طيار التي اعترفت إيران نفسها بأنها نسخة مقلدة من أنموذج أميركي من طائرة أسقطها الحرس الثوري على الأراضي الإيرانية في عام 2011، وزاد الخبراء طين هذه الطائرة بلة حين أكدوا أن هذه "الدرون" مجرد "لعبة" يمكن تسييرها عن بعد، لكنها ليست "درون" عسكرية، وعندما عرضت الطائرة في معرض الصناعات العسكرية التابع للقوات الجو-فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران في مايو 2014 تبين أنها مجرد هيكل من الفايبر الزجاجي الرخيص، صمم للدعاية العسكرية لا أكثر؛ وكذلك طائرة "شاهد 129"، وهي نسخة من طائرة "هيرمس 450" الإسرائيلية.