ثمة نساء يحملن على الرغم من تناولهن حبوب منع الحمل الهرمونية، وترد دراسة أميركية هذا إلى تحور جيني في أجسادهن يحبط عمل الهرمونات في موانع الحمل الهرمونية.

إيلاف من برلين: يعتبر منع الحمل الهرموني، باستخدام حبوب المنع، من أكثر طرائق تجنب الحمل فاعلية. فاحتمال الحمل، على الرغم من تعاطي الحبوب في هذه الحالة، لا يزيد على 1-9 بالألف من النساء، وهذا أفضل كثيرًا من المنع باستخدام الواقي المطاطي، لأن احتمالات الحمل رغم الواقي في هذه الحالة تقفز إلى 20-120 بالألف.

تحور جيني

على الرغم من استخدام حبوب المنع الهرمونية، يحمل بعض النساء. لكن الرجال والأطباء والمجتمع يتهمون المرأة بارتكاب خطأ عند تعاطي الحبوب، أو نسيان تعاطيها، أو تعمد ذلك لأسباب عائلية. وواضح في هذه الحالة أن حبوب منع الحمل تتحول إلى عامل اضطهاد جديد في عالم الاسرة.

تتهم دراسة أميركية جديدة تحورًا جينيًا معينًا في أجساد هذه النسبة الضئيلة من النساء هو الذي يحبط عمل الهرمونات في الحبوب. ويرجح العلماء في دراستهم أن يحبط هذا التغير الجيني عمل هرمونات المنع "جيستاجين" في جسم المرأة.

لا يحصل مثل هذا التغير الجيني إلا في أجسام قلة من النساء، لكنه يكفي لوقف عمل حبوب منع الحمل وحاويات هرمونات منع الحمل المزروعة تحت الجلد. ويعتقد أرون لازورتس، من جامعة كولورادو في أورورا، أن هذا&الاكتشاف بشأن الحمل الذي يحدث على الرغم من موانع الحمل الهرمونية يلغي فرضية الخطأ في تعاطي الحبوب عند حصول الحمل.

يضيف لازورتيس أن المرأة متهمة في قضية الحمل على الرغم من تناول الحبوب، وانه وفريق عمله أرادوا معرفة الحقيقة من خلال التجارب التي أجروها. ونشر الباحث نتائج تجاربه في مجلة "الأمراض النسائية والتوليد" المتخصصة.

عامل وراثي

بحث لازورتيس وفريق عمله في احتمال وجود عوامل أخرى تسبب هذا الحمل على الرغم من تعاطي المانع الهرموني، وركزوا في عملهم على العامل الوراثي. واختار فريق العمل 350 امرأة شابة في صحة جيدة ممن يستخدمن حاويات هرمونات منع الحمل المزروعة منذ 12-36 شهرًا.

قاس الباحثون معدلات هرمون إيتونوجيستريل (جيستاجين) في أجسام المتطوعات للتجارب، وهي نسبة مانع الحمل الهرموني الذي يوقف عملية الحمل لديهن. قارن لازاروتيس معدل هذا الهرمون بالعلاقة مع مؤشر الكتلة – الجسد (البدانة)، وبالعلاقة مع فترة استخدام حاويات المانع الهرموني، ثم تحول للبحث عن السبب الوراثي الذي يمكن أن يقف وراء هذه الحالة.

بالفعل، كشف تحليل التحورات في 14 جينًا من الجينات التي تتحكم في استقلاب هرمونات الحمل الجيستاجينية وجود عامل جيني في القضية. وظهر أن التحور في جين CYP3A7 له علاقة بإحباط عمل هرمون إيتونوجيستريل.

&يعمل في البلوغ

بحسب ما كتبه العلماء في مجلة "Obstetrics & Gynecology"، هذا الجين يكون فاعلًا في الأجنة فحسب، ويتوقف عمله قبل الولادة بوقت قصير.

كان هذا التحور الجيني، وهذا ما كشفه تحليل الحمض النووي، ناشطًا عند نسبة النساء الضئيلة ممن يحملن رغمًا عنهن رغم تعاطيهن مانعات الحمل الهرمونية. وكتب لازوريتس أن أجساد هذه النساء لا&تزال تفرز إنزيما جينيا&معينًا، ينشط الجين CYP3A7 ويحبط عمل الهرمونات المانعة للحمل.

ثبت ذلك من خلال قياس معدل إيتونوجيستريل في أجسام المشاركات في التجارب، وتبين أن مستوى هرمون منع الحمل المذكور منخفض بشكل ملحوظ في دماء 18 امرأة. بل إن مستواه في دماء 5 نساء منهن كان منخفضًا جدًا إلى حد عجزه عن منع الإباضة بشكل مستديم، على الرغم من استمرار تدفقه من الحاوية المزروعة.

التأني ضروري

أكد الباحث الأميركي أن النساء اللواتي يحملن تحورًا في جين CYP3A7 في أجسادهن أكثر عرضة للحمل من غيرهن على الرغم من المانع الهرموني. وقال إن هذه الدراسة هي أول دراسة تربط بين حالات الحمل على الرغم من المانع الهرموني والتحورات الوراثية.

رجح لازوريتس وزملاؤه ألا يقتصر عمل التحور في هذا الجين على إحباط عمل هرمون إيتونوجيستريل وحده، بل توقعوا أن تعمل البروتينات المرتبطة بهذا التحور على إحباط كامل عملية استقلاب كامل هرمونات الستيرويد.

لا ينصح الباحث النساء بالعجلة والبحث عن هذا الهرمون في أجسادهن كسبب لحالات الحمل غير المرغوب فيه. ودعا إلى التأني، لأن الأمر بحاجة إلى دراسات اخرى تؤكد النتائج، إلا أنه عبّر عن ثقته بأن نتائج الدراسة الحالية، بحسب تعبيره، كشفت أن الجينات تلهب دورًا مهمًا في الحمل على الرغم من المانع الهرموني.