قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن العراق واجه صعوبات بالغة، داعيًا المجتمع الدولي إلى وضع آلية فعالة لمواجهة انتقال المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى بعد دحر "داعش". وأضاف خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في القاهرة، أن العراق واجه صعوبات بالغة، مشددا على أهمية تضافر الجهود العربية والدولية لمكافحة الإرهاب.

إيلاف من القاهرة: وصل رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى القاهرة، أمس السبت، في أول زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية.

وعقد السيسي قمة ثنائية مع المهدي أمس، تلاها مؤتمر صحافي، وقال السيسي إن زيارة عبد المهدي لمصر ذات دلالة كبيرة باعتبارها أول زيارة رسمية له منذ توليه رئاسة الوزراء في بلاده وتعكس العلاقة القوية بين حكومتي وشعبي البلدين.

وأعرب السيسي عن تعازيه لرئيس وزراء العراق في ضحايا حادث غرق العبارة بالموصل، مؤكدا تضامن مصر حكومة وشعبا مع العراق لتجاوز ذلك الحادث الأليم.

وأضاف أن الزيارة تعد مناسبة للاحتفال بما تحقق في العراق من منجزات أمنية وتحرير أراضيه من الإرهاب، مشددا على أهمية تضافر الجهود العربية والدولية لمكافحة الإرهاب.

وأكد السيسي أن الأواصر التي تربط البلدين تستند في تميزها إلى حقائق التاريخ والجغرافيا بحكم انتماء الدولتين إلى الأمة العربية والمساندة المشتركة في الشدائد، مشيرا إلى أن الزيارة تؤكد الرغبة المشتركة في إرساء دعائم عهد جديد للتعاون الثنائي والبناء وتعزيز العلاقات الثنائية لتحقيق طموحات الشعبين في الرخاء والتنمية.

وقال الرئيس المصري إن العراق واجه صعوبات بالغة، داعيا المجتمع الدولي إلى وضع آلية فعالة لمواجهة انتقال المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى بعد دحر "داعش".

من جانبه أكد رئيس وزراء العراق أن بلاده تتطلع إلى تنفيذ عدد من المشاريع &مع &مصر في مختلف المجالات، وفي مقدمتها التعاون في مجال الإسكان والثقافة والتعليم والنقل، معربا عن أمله في تطور العلاقات بين البلدين إلى الأفضل دائما.

وقال عبد المهدي خلال المؤتمر الصحافي إن زيارته لمصر تعد الأولى له منذ توليه منصب رئاسة مجلس الوزراء العراقي، مشيرا إلى أن لها دلالاتها، التي تنم على أهمية مصر في قلب قيادة وشعب العراق.

وأبدى رئيس وزراء العراق سعادته لوجود رغبة وإرادة مشتركة لقيادتي وشعبي البلدين للمضي قدما في تعزيز العلاقات وتطويرها في كافة المجالات.

وأضاف عبد المهدي أن المباحثات مع الرئيس السيسي تناولت سبل تعزيز العلاقات في مختلف المجالات ونقلها إلى رحاب أوسع مع مصر ودول الجوار.

وقال عبد المهدي إن "العراق اليوم صديق لدول العالم ودول الجوار ولا يرغب في تكرار الصراعات &والمحاور السابقة"، مشيرا إلى أن العمل، وبذل الجهد هو أساس بقاء الشعوب والمحافظة على الأوطان.

وأوضح أن العراق واجه الإرهاب، مضيفا أن هذه الظاهرة هي فكر ممنهج وليس منظمة، ويجب القضاء عليه وتجفيف منابعه.

وقال رئيس وزراء العراق: "إننا نتطلع إلى لقاء القمة الثلاثية مع مصر والأردن من أجل تنظيم العلاقات وتعميقها ونقلها إلى رحاب أكبر.

وأكد عبد المهدي أن بلاده عازمة على مواصلة الدور الإيجابي لبناء علاقات قوية مع الدول العربية والإقليمية وفي مقدمتها مصر، مضيفا أن العراق لا يوجد لديه اليوم أعداء سوى الإرهاب والفقر والأمية والبطالة.

وتعد &مصر والعراق من أهم بلدان المنطقة العربية، وتبربطان بعلاقات راسخة تمتد لآلاف السنين. وخلال العصر الحديث، أقام البلدان علاقات دبلوماسية في منتصف أربعينيات القرن الماضي، ثم عقد البلدان العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مثل السوق العربية المشتركة والاتفاقيات العسكرية مثل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ومشروع الوحدة الثلاثية.

كما يشهد الوقت الراهن انفتاحًا مصريًا واضحًا باتجاه إقامة علاقات وتوقيع مذكرات واتفاقيات في مختلف أوجه العلاقات مع استعداد مصري في مساعدة ودعم العراق في ميادين شتى، والتأكيد على الموقف المصري الثابت والدائم الداعم لوحدة الأراضي العراقية وعدم التدخل في شئونه الداخلية وإجراء مصالحة وطنية شاملة ودعم شمول العملية السياسية في العراق لجميع الأطياف العراقية دون استثناء.

ومن المقرر أن تعقد في القاهرة اليوم الأحد قمة عربية ثلاثية، تضم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني، الملك عبد الله بن الحسين، ورئيس وزراء العراقي عادل عبد المهدي. وتهدف القمة إلي تعزيز العمل العربي المشترك والجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب بجانب تنسيق الرؤى قبل انعقاد القمة العربية نهاية مارس الجاري.
&