ما بين زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للبنان وزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى موسكو يطرح السؤال الآتي: كيف يقتسم الروس والأميركيون النفوذ في المنطقة عمومًا وفي لبنان بصورة خاصة؟.

إيلاف من بيروت: ما بين زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو للبنان وزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على رأس وفدٍ مقتضب الى موسكو، مسافة زمنية قصيرة، ولكن وسط أحداث وتطورات إقليمية أساسية ومشحونة.

ويطرح السؤال مع تقاطع المصالح الأميركية الروسية في المنطقة، ما هو مصير لبنان من ضمن تقاطع تلك المصالح؟.

يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن السؤال يبقى محوريًا، ويختزل العناوين العريضة لواقع الأمور في لبنان.

يلفت مالك إلى أن لبنان يبقى دولة صغيرة، لكن لفترات زمنية غير قصيرة كان دولة بأبعاد إقليمية ودولية، لكنه في الآونة الأخيرة أصبح مستهدفًا من قبل العديد من الأطراف الإقليمية، ولبنان لم يعد تلك الأولوية المطلقة بالنسبة إلى الدول الكبيرة. لفترة معينة كان لبنان صاحب الدور الكبير بالنسبة إلى التقدم والتميّز بين دول المنطقة. اليوم تغيرت الأمور كثيرًا، ما يجعلنا نستنتج أنه عندما لا يكون لبنان ذا أهمية بارزة، يصبح دوره متخلفًا على الصعيد الإقليمي والدولي، ويتحوّل من وطن مبادر إلى وطن يتلقى الصدمات من هنا وهناك من دون تمكنه من لعب دور أكثر إيجابية وفاعلية.

يتابع: لبنان يبقى ورقة يستخدمها فريق إقليمي من دون أن يكون مؤثرًا أو فاعلًا، ويبقى لبنان في موضع المتلقي والمفعول به أكثر مما هو فاعل، كما كان دوره التاريخي.

ويضيف مالك: "لبنان لم تعد باستطاعته مواجهة الأحداث الإقليمية، وعليه أن يتنبه إلى خطورة الوضع القائم، إضافة إلى ما يسمى بنشوء أزمة الأنفاق بين لبنان وإسرائيل".

توسيع النفوذ
ويؤكد مالك أنه يجب أن نقول إن "إنهماك الروس في المنطقة يجعل روسيا في موقع متقدم بالنسبة إلى النفوذ الأميركي، الذي كان سائدًا في العديد من السنوات". ويلفت إلى أننا هنا نتحدث عن توسيع مناطق النفوذ في المنطقة بين الروس والأميركيين.

ومن المبكر الحديث عن أي فض نزاع أو اقتسام مناطق النفوذ بين روسيا وأميركا، لكن الوضع في لبنان لا يريده الرأي العام الدولي مسرحًا لعمليات أمنية تثير قلق المنطقة، لكن في الوقت عينه لم يعد لبنان يمثل تلك الأهمية الكبرى عندما كان التنافس في الشرق والغرب على الإمساك به، والوضع ليس مريحًا على الإطلاق، وهذا يوجب على اللبنانيين التنبه إلى مخاطر المرحلة.

بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، يضيف مالك، وفي عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لم يعد لأميركا ذلك الدور الريادي في المنطقة، فالصف الأول لروسيا بوتين، ولبنان خاضع لتجاذبات دولية، خاصة إذا علمنا أن الصراع القائم في المنطقة يتخطى الحدود اللبنانية، ونخشى أن يتحوّل لبنان "كمسيرة حية" يمكن أن تستنزف من قبل هيئة دولية، سواء الغرب الأميركي أو الشرق الروسي، الذي يسعى إلى تشديد قبضته وترسيخ أقدامه في المنطقة.

ويضيف مالك أنه عندما نشهد فصول الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو فهذا يضع لبنان في موقع المساومة عليه ولا يفيده.
&