أحصى علماء البيئة 300 مليون طن من غاز ثاني أوكسيد الكربون، سترتفع إلى 770 مليون طن في عام 2050، نجمت من استخدام الكيروسين في حركة الطيران على المستوى العالمي. العلماء الصينيون يتحدثون عن إنتاج كيروسين بيئي من فضلات النباتات سيحدث ثورة في عالم الطيران.&

إيلاف من برلين: تفتخر صناعة الطائرات الألمانية بأنها قللت استهلاك الكيروسين بنسبة 43 في المئة منذ عام 1990، لكن الطائرة تبقى من أكثر ملوثات البيئة بالوقود وغاز ثاني أوكسيد الكربون إلى جانب السيارة، إذ إن احتراق الكيروسين يطلق كمية كبيرة من الغازات، يشكل ثاني أوكسيد الكربون ثلاثة أرباعها، ويشكل بخار الماء وأول أوكسيد الكربون وأوكسيد النتريك والهيدروجين وذرات السخام والكربون الربع المتبقي.

يستهلك النقل الجوي 13 في المئة من الوقود المستهلك على المستوى العالمي. استهلكت المطارات الألمانية في عام 2015 نحو 900 مليون طن (420 مليون طن في عام 1992)، ينتظر أن يرتفع إلى 1.7 مليار طن في عام 2050، ما لم تجد صناعة الطيران بديلًا بيئيًا للكيروسين، الذي هو سائل هيدروكربوني، مشتق من النفط، قابل للاشتعال وذو رائحة مميزة، يستخدم وقودًا في المحركات النفاثة للطائرات، كما يستخدم بعض أنواعه الأقل نقاء في أفران الخبز ووقودًا للتدفئة في البلدان الفقيرة.

طاقة أكبر
كتب الباحثون الصينيون في مجلة "جول" (Joule) أنهم أنتجوا بديلًا للكيروسين من الفضلات النباتية. وتوصلوا إلى طريقة جديدة تحول السيليلوز في بقايا النباتات إلى وقود يشبه الكيروسين ويصلح للطائرات.

استخدم نينغ لي، من معهد داليان للفيزياء الكيماوية في الصين، القش ونشارة الخشب وأغصان الأشجار المتيبسة وسنابل الحنطة لإنتاج وقود بيئي جديد للطائرات. تحوّلت هذه المواد، بعد إضافات أخرى في مرجل، إلى مزيج كربوني يعمل عمل الكيروسين.&
في خطوة أولى، فصل العلماء مادة السيليلوز عن المواد الأخرى في بقايا الخشب، ثم عاملوها مع دايكلورميثان (Dichlormethan) لتحويلها إلى 5-Hexanedion. أنتجت المادة الأخيرة، وهي عبارة عن مزيج من مركبات كربونية، تحت ظروف حرارية وضغط اعتياديين، وتشكل الهيدروكربونات نسبة 70 في المئة منها.

جرى بعدها معاملة مزيج 5-Hexanedion بمزيد من المركبات الكربونية باستخدام عوامل مساعدة متعددة، فتحولت إلى كيروسين بيئي، اسمه بولي كولالكين (Polycycloalkane)، يحتوي على 12 و18 ذرة كربون.

يؤكد الباحث أن الكيروسين النباتي يمنح الطائرة طاقة أكبر من الطاقة التي يمنحها الكيروسين العادي، وذلك يعد بتقليل استهلاك الوقود على المستوى العالمي، ويعني خفض أسعار الطيران.&

ثاني أوكسيد كربون أقل
يمكن هذا الوقود البيئي أن يصبح بديلًا من الكيروسين، بانتظار أن تغزو الطائرات الكهربائية العالم في يوم ما، لأنه لا ينتظر أن تنتصر الطائرة الكهربائية على طائرة الكيروسين، قبل أن تفعل ذلك السيارة الكهربائية على الأرض.

يعد الوقود البيئي من معهد داليان أيضًا بتحسين سمعة الطائرة من ناحية إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون. فالكيروسين المنتج من النباتات لا يطلق الكثير من الغاز الضار بالجو. وأشار نينغ لي إلى أن كلفة إنتاج الكيروسين النباتي أقل بكثير من كلفة إنتاج الكيروسين النفطي، وأكثر اقتصادية بالنسبة إلى شركات الطيران.

كثافة الكيروسين النباتي الكبيرة، وقدر الطاقة التي&يمنحها، يعنيان تقليل استهلاك الوقود، وتقليص حجم خزان الوقود في الطائرة لمصلحة مكان أكبر للركاب، وضجيج أقل ومقاومة هواء أقل.

سبق للمهندسين الألمان في إيرباص A320 أن نجحوا في تقليل المساحة السطحية للطائرة بغية تقليل الضجيج، من طريق "إخفاء" خزان الوقود داخل هيكل الطائرة بدلًا من بنائه قرب السطح الخارجي. إلا أن الهواء تسرب لاحقًا إلى المنطقة المحيطة بخزان الوقود ليصدر صوتًا مزعجًا كالعويل. واضطر المهندسون أخيرًا إلى حماية هذه المنطقة بوساطة صفيحة المونيوم قوية تقي خزان الوقود من احتكاك مجرى الهواء بها.

كي يصبح بولي كولالكين وقودًا بيئيًا للطائرات، يقع على نينغ لي وفريقه، بحسب تقريرهم، أن يجدوا بديلًا من دايكلورميثان في التفاعل، لأن هذه المادة ضارة بالبيئة أيضًا. وعبّر الباحث عن ثقته في التوصل إلى مادة طبيعية أخرى تفي بغرض تحويل السيليلوز إلى بولي كولالكين.