إيلاف من نيويورك: منذ تعيينه كسفير للولايات المتحدة في المانيا، وضع ريتشارد غرينيل تجفيف العلاقات التجارية بين إيران وبرلين هدفا له، مستندا الى العقوبات التي فرضتها إدارة بلاده على طهران.

سياسة غرينيل الحاسمة ضد إيران، تسببت في انخفاض الصادارت الألمانية حوالي 9% خلال عام 2018، وبحسب أولريش نوسباوم، وزير الدولة للاقتصاد والطاقة، فإن الصادرات الألمانية انخفضت من 3.15 مليارات يورو في عام 2017 إلى 2.7 مليار يورو في عام 2018.

لا أموال إيرانية

وكتب بنجامين وينثال مراسل الشؤون الأوروبية في صحيفة جيروزاليم بوست، يقول "رفضت المؤسسات المالية الألمانية الكبرى بما في ذلك كومرتس بنك ودويتشه بنك القيام بأعمال تجارية مع إيران مخافة التعرض للعقوبات الأميركية"، ووفقًا لمقال نشر في صحيفة هامبورغر أبيندبلات اليومية الصادرة في هامبورغ "فإن هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا للشركات في ولاية ساكسونيا السفلى، ومنذ نوفمبر، لم يتم تحويل الأموال من إيران إلى البنوك المحلية".

إحباط تجاري

الشركات الألمانية المتوسطة المستوى عملت في الأعوام الماضية على تصدير المعدات الهندسية إلى إيران، وقال تيلمان برونر، خبير التجارة الخارجية لغرفة التجارة في هانوفر، عاصمة سكسونيا "يرغب العديد من الشركات في القيام بمزيد من الأعمال التجارية مع إيران، ولديهم عقود&لكنهم لم يتمكنوا من معالجة المدفوعات مما سبب الكثير من الإحباط التجاري".

هذه سياستنا

وقال وينثال "تراجع التجارة الألمانية الإيرانية تزامن مع وصول السفير الأميركي ريتشارد غرينيل إلى ألمانيا في مايو 2018، وأشار السفير بشكل صريح، "إلى ان سياسة بلاده هي أن الشركات الألمانية والأوروبية يجب أن تتوقف عن التعامل مع إيران".

تصريحات غرينيل دفعت بالعديد من الشركات الألمانية رفيعة المستوى كتيليكوم، وفولز فاغن، وبي ام دبليو، وKarcher و BASF و SMS Group، وMunich Re وIMS Deutschland، و Siemens و Daimler، الى الانسحاب من السوق الإيرانية.

منع الأموال ومعها ماهان

ونجح سفير ترمب في منع إدارة المستشارة أنغيلا ميركل من تحويل أكثر من 400 مليون دولار نقدًا للنظام الإيراني لتجنب العقوبات الأميركية، كما لعب دورًا حاسمًا في إجبار السلطات الألمانية على منع شركة طيران ماهان الإيراني من استخدام المطارات الألمانية بسبب دور الشركة في مساعدة النظام السوري في جرائم الحرب ضد المدنيين.

رد غرينيل على اطلاق دول أوروبية آلية مالية أُطلق عليها اسم (إنستكس) للتحايل على العقوبات الأميركية، كان حاسما، فقد حذر في تصريح له "من أن الالية هي عدم احترام لسياسات واشنطن ومسار غير ملائم للعمل"، وأضاف: "إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستخدم العقوبات لإجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات ومنعها من تطوير أسلحة نووية ومن تطوير برنامجها الصاروخي".