لم يكن الرجل في لوحة إدفارت مونك "الصرخة" يصرخ بل يستمع إلى الصراخ خائفًا. ربما هذا صحيح. نسخة بالأبيض والأسود من اللوحة المعروضة الآن في المتحف البريطاني لمن يريد التحديق فيها.

&إيلاف من دبي: حين رسم النرويجي إدفارت مونك (مونش) لوحته الشهيرة "الصرخة"، ما كان يعرف أنها ستتحول في لحظة رقمية إلى أيقونة للعويل بتحويلها "إيموجي" صغيرة&يستخدمها العامة في دردشاتهم على هواتفهم الذكية.

وبعد أكثر من 100 عام على رسمه هذه اللوحة، ينبغي ألا تكون العمل الفني الوحيد الذي يتذكره العالم عن مونك. لهذا، افتتح المتحف البريطاني في 11 أبريل الجاري معرض"إدفارت مونك: حب وخوف" (Edvard Munch: love and angst)، وهو الأكبر لرسومات الفنان الجذابة والآسرة التي شوهدت في بريطانيا منذ 45 عامًا.

نسخة لوحة "الصرخة العظيمة في الطبيعة" المعروضة في المتحف البريطاني مطبوعة باللونين الأبيض والأسود، وهي الصورة التي نشرت على نطاق واسع وذاع صيته من خلالها.

أسيء فهمها

الجدير بالذكر أنه كان يعتقد أن هذه اللوحة تصور رجلًا يصرخ، لكن وفقًا للمتحف البريطاني، مضمون اللوحة عكس ذلك تمامًا، إذ تصوّر رجلًا يسمع صراخًا ولا يصرخ. وبحسب تقارير صحفية، قالت جوليا بارتروم، القائمة على المتحف، إن الجمهور أساء تفسير مضمون هذا العمل الفني، "لكن لا نعرف إن كان الصراخ المسموع في اللوحة نفسيًا أم حقيقيًا".

لوحة الصرخة حققت شهرة واسعة

وفي نسخة من اللوحة بالمتحف، ثمة نقش مكتوب بالطباعة الحجرية أسفلها، يقول: "شعرت بالصراخ العظيم في الطبيعة"، وهذه إشارة واضحة إلى ما عناه مونك برسمه اللوحة بعدما رأى السماء مكسوة باللون الأحمر في أثناء نزهة له في أوسلو في عام 1892.

تقول بارتروم: "وضع مونك التعليق عمدًا على هذه النسخة النادرة بالأبيض والأسود من أجل إظهار كيف جاء إلهامه من القلق الذي شعر به فجأة في تلك اللحظة، وهو كان يحاول القبض على مشاعر معينة أو لحظة ما في الوقت الملائم".

تضيف: "يعتقد الناس أن هذا الشخص يصرخ، لكن هذا رجل يسمع شيئًا ما، سواء كان ذلك يدور في رأسه أم خارجه، إنه يشعر بإحساس الطبيعة يصرخ من حوله".

أعمال أخرى

إلى جانب هذه اللوحة 83 عملًا فنيًا، منها 50 نسخة من معرض مونك في أوسلو، وتشمل المعالم البارزة الأخرى لوحته "مادونا" الفاضحة التي تصور العذراء مريم لا يحيط بها بريق ذهبي ملائكي كما جرت العادة في الأيقونات والرسومات المسيحية إنها حدود حمراء غاضبة مع حيوانات منوية متلألئة تسبح باتجاه جنين يشبه الهيكل العظمي، و لوحته "رأسًا بعد رأس" وهي نقش خشبي يظهر رجلاً وامرأة يواجه أحدهما الآخر، الخد إلى الخد. اعتاد مونك أن يصف لوحاته بأنها "أولاده". والأمر يستحق أن نتعرف عليهم جميعًا. يستمر المعرض من 11 أبريل إلى 21 يوليو.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "إكونوميست".