الأمم المتحدة: أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن الإثنين توصّل الحكومة اليمنية والحوثيين الى اتّفاق على خطة مفصّلة لانسحاب المقاتلين من مدينة الحديدة، من دون إعلان أي جدول زمني لذلك.

وكان الجانبان اتّفقا في ديسمبر الماضي على انسحاب المقاتلين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم توقيعه في السويد أحيا الآمال بالمضي نحو إنهاء حرب وضعت اليمن على شفير المجاعة.

وأبلغ المبعوث الدولي مارتن غريفيث مجلس الأمن أن "الجانبين قد وافقا على خطة مفصّلة لإعادة الانتشار" كمرحلة أولى للانسحاب من الحديدة.

وقال غريفيث إن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قدّم له خلال لقاء جمعهما في صنعاء الأسبوع الماضي ضمانات بأن قواته ستدعم اتفاق الحديدة، لكن المبعوث آثر عدم الإفراط في التفاؤل بعدما تأجل الانسحاب مرارا.

ومن العاصمة الأردنية عمان قال غريفيث في مؤتمر عبر الفيديو "لنكن واضحين بأنه عندما، وآمل أنه عندما وليس إذا، ستحدث إعادة الانتشار هذه ستكون أول عملية انسحاب طوعية لقوات في هذا النزاع الطويل الأمد".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت فبراير التوصّل لاتفاق ينص على انسحاب على مرحلتين من مدينة الحديدة وموانئها، لكن الاتفاق لم يطبّق ما أدخل مفاوضات السلام في حال من المراوحة.

ودعت الولايات المتحدة الحوثيين إلى كسر الجمود المسيطر على العملية وإلى بدء إعادة الانتشار التي تم الاتفاق بشأنها. وقال السفير الأميركي بالوكالة لدى الأمم المتحدة جوناثان كوهين إن "الحكومة اليمنية قد أبدت التزاما واضحا بالعملية التي تقودها الأمم المتحدة".

وتابع "لقد حان الوقت للحوثيين لكي يظهروا بدورهم للمجتمع الدولي أنهم أيضا جدّيون في ما يتعلّق بالعملية الأممية وبالاتفاقات التي أبرموها في ستوكهولم".

الولايات المتحدة تحذّر الحوثيين

واتّهمت الولايات المتحدة، الحوثيين بمنع الوصول إلى مستودعات تخزين الحبوب التي تحتوي على مخزونات تكفي 3,7 ملايين شخص على مدى شهر.

وقال كوهين إن مطاحن البحر الأحمر "مغلقة ومخزوناتها الغذائية قد تفسد"، مضيفا "في الوقت الراهن وحدهم الحوثيون يمنعون الوصول إلى المطاحن وهم وحدهم من سيتحمّلون المسؤولية إذا فسدت الأغذية".

وتدخل عبر ميناء الحديدة الواقعة على البحر الأحمر غالبية المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والسلع المستوردة لليمن.

وكان رئيس بعثة المراقبين الأمميّين في اليمن الضّابط الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد قد أجرى مفاوضات حول خطة الانسحاب.

وبعد الاتفاق على المرحلة الأولى منه، سيصب لوليسغارد اهتمامه على المرحلة الثانية وسيسعى لحل الخلافات بشأن نشر قوات محلية في المناطق التي يتم الانسحاب منها.

وقال غريفيث إنه يضع الأسس لمفاوضات جدية أشمل لإنهاء النزاع في اليمن، لكنّه أضاف "نحتاج جميعا لتحقيق تقدم ملموس في الحديدة قبل الانتقال للتركيز على الحل السياسي".