إيلاف من لندن: عبر العاهل السعودي خلال اجتماعه في الرياض اليوم مع رئيس الوزراء العراقي عن أمله في رفع مستوى العلاقات بين البلدين، فيما أكد المسؤول العراقي تطلعه لفتح آفاق واسعة من العلاقات مع الرياض بما يحقق الأمن والاستقرار لعموم شعوب المنطقة.

&ورحب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي والوفد المرافق له "متمنيا للعراق وشعبه الاستقرار والازدهار والتقدم".. ومعربا عن ارتياحه للتطور والاستقرار الذي يشهده العراق وان تؤدي زيارة عبد المهدي الى تحقيق ما يصبو اليه البلدان من زيادة التعاون ورفع مستوى العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين العراقي والسعودي، كما نقل عنه بيان رسمي عراقي عقب الاجتماع تابعته "إيلاف".

&

الملك سلمان وعبد المهدي خلال لقائهما في الرياض

&

ومن جهته، أعرب عبد المهدي "عن بالغ سعادته لزيارة السعودية ولتطور العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين مقدما الشكر لحفاوة الاستقبال التي لقيها من الملك سلمان ومؤكدا ان زيارته للمملكة تجسد توجه الحكومة العراقية ورغبتها بتطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية في جميع المجالات وان تبادل الزيارات بهذا المستوى الكبير يفتح آفاقا واسعة ويحقق تطلعات الشعبين والأمن والاستقرار لعموم شعوب المنطقة".

وقبيل الاجتماع اجريت في قصر الديوان الملكي مراسم الاستقبال الرسمي لعبد المهدي والوفد المرافق له من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين.

ووصل عبد المهدي الاربعاء الى مدينة الرياض في مستهل زيارته الى المملكة العربية السعودية التي تستغرق يومين يرافقه وفد كبير ضم وزراء النفط والمالية والخارجية والتخطيط والتجارة والتعليم العالي والبحث العلمي والزراعة والشباب والرياضة والصناعة والمعادن والكهرباء والنقل.. اضافة الى عدد من المسؤولين الحكوميين والنواب والمحافظين والمستشارين ورؤساء الهيئات ورجال الاعمال والسفير العراقي لدى السعودية.

عبد المهدي: علاقاتنا مع السعودية تمر الآن بأحسن حالاتها

وكان عبد المهدي قد اكد قبيل توجهه الى الرياض أن علاقات بلاده مع السعودية تشهد تحولًا كبيرًا وهي تمر الان بأحسن حالاتها حيث سيبحث امكانية الغاء تأشيرات الدخول الى البلدين ويوقع على 13 اتفاقية لتعزيز علاقات البلدين في مختلف المجالات.

&

&

وأشار إلى أنه يزور المملكة العربية السعودية رفقة عدد كبير من رجال الاعمال.. مؤكدًا بالقول "أننا امام تحول كبير في علاقاتنا مع السعودية". واوضح أن زيارته الى السعودية ستكون ملفاتها مكشوفة امام الجميع منوها الى ان هناك اندفاعا كبيرا من قبل الجانبين للوصول الى اتفاقيات اقتصادية واستثمارية مهمة.

وأضاف أن علاقات العراق والسعودية تمر الان بأحسن حالاتها وستكون زيارته لها ممتازة في ضوء الترتيبات والوفد التنسيقي السعودي الذي حضر الى العراق مطلع الشهر الحالي ومذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها من قبل الجانبين، وكل شيء سيكون مفتوحا على الطاولة وستتم مناقشة كل القضايا المطروحة بين البلدين.

العراق يسعى ليكون نقطة لقاء كبيرة دوليًا

وأوضح عبد المهدي ان زيارته الى السعودية ستكون كالزيارات السابقة الى مصر وإيران والاردن وهي زيارات مهمة لبيان طريقة عمل العراق مع محيطه وجواره والعالم العربي والاسلامي"، مؤكداً ان "العراق يريد أن يكون نقطة لقاء كبيرة". وبين أن منفذ عرعر الحدودي مع السعودية أصبح اقرب الى الاستخدام وسيكون منفذا مهما وكبيراً.

ويترأس عبد المهدي خلال زيارته هذه الى السعودية بدعوة رسمية من عاهلها الملك سلمان بن عبد العزيز وفدًا يضم حوالي 150 عضوا بينهم 11 وزيراً و68 مسؤولاً حكومياً وأكثر من 70 رجل أعمال من القطاع الخاص، حيث سيتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون بين بغداد والرياض في مختلف المجالات، بالاضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة.

وسيبحث الجانبان العراقي والسعودي ملفات مهمة تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها والمستجدات في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبما يؤسس لعلاقات استراتيجية تخدم مصالح البلدين. كما ستعقد على هامش الزيارة اجتماعات اللجنة السياسية والأمنية والعسكرية التي يرأسها وزيرا خارجيتهما.&

وتهدف الزيارة التي تستمر يومين&الى فتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية والتجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية بهدف الارتقاء بالعلاقات الثنائية لآفاق جديدة ضمن خطة عمل محددة ومتفق عليها من الجانبين"، كما اشارت وكالة الانباء السعودية الرسمية في تقرير لها اطلعت عليه "إيلاف".

ومن المنتظر ان تتناول مباحثات عبد المهدي في الرياض ايضا بحث منح سمات الدخول للمواطنين العراقيين ورجال الأعمال وإمكانية إلغاء رسوم التأشيرة أو تخفيضها.

مباحثات مع الملك سلمان والامير محمد

وستحمل الزيارة ملفات مهمة لبحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها والمستجدات في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث ترتكز العلاقات السعودية العراقية على أسس تاريخية ودينية واجتماعية، بالإضافة إلى الرغبة السياسية في الرياض وبغداد لتعميق هذه العلاقات لتكون انطلاقة جديدة لمرحلة جديدة بين البلدين الشقيقين، وهو ما يؤسس لعلاقات استراتيجية تخدم مصالح البلدين.

وسيجري عبد المهدي اضافة الى مباحثاته التي تمت مع الملك سلمان لقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تتناول تطورات الاوضاع في المنطقة وتطوير علاقات البلدين وتوقيع 13 اتفاقية في مجالات الاقتصاد والطاقة والتعليم ومساهمة السعودية في عمليات اعادة اعمار المناطق العراقية المحررة من سيطرة تنظيم داعش.

وكانت الحكومة العراقية قد وافقت مطلع الشهر الحالي على مشروع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين حكومتي العراق والسعودية من شأنها المساعدة على تطور علاقات البلدين ومواصلة العمل لزيادة التبادل التجاري والاقتصادي بينهما.&

وتتعلق الاتفاقات بمجالات الطاقة في قطاعات النفط والغاز والكهرباء ومنح القطاع السعودي الخاص 186 فرصة استثمارية في جميع المجالات.

وكان وفد سعودي كبير قد اجرى في الثالث من الشهر الحالي مباحثات في بغداد اعلن في ختامها عن تخصيص السعودية مليار دولار لتنفيذ مشاريع في العراق وزيادة التبادل التجاري والتعاون الاستثماري والاقتصادي بين البلدين وافتتاح ثلاث قنصليات للسعودية في بغداد ومحافظات اخرى والتوقيع على العديد من مذكرات التفاهم التي تعزز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

كما اتفق العراق والسعودية على عقد مؤتمر سنوي لشركات ورجال وسيدات الأعمال بالتناوب بين البلدين، فيما وقعت الغرفة التجارية الصناعية في الرياض والغرفة التجارية الصناعية العراقية في بغداد على مذكرة تفاهم لزيادة التبادل التجاري والتعاون الاستثماري والاقتصادي استهدفت تقوية الروابط الاقتصادية بين البلدين وتسخيرها لخدمة المصالح المشتركة.&

ويرتبط البلدان منذ عام 2017 بمجلس تنسيقي مشترك يهدف إلى رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية والاستثمارية والثقافية بينهما وتنسيق الجهود الثنائية بما يخدم مصالحهما المشتركة وتشجيع تبادل الخبرات الفنية والتقنية بينهما.