بهية مارديني: راهن الكثيرون على الموت السريري للمعارضة السورية وانتهاء الائتلاف الوطني السوري المعارض في ظل حالة الجمود التي تعيشها الحالة السورية والاستعصاء الذي يعصف بها اقليميا ودوليا خلال محاولة تفعيل الملف السياسي.

لكن عبد الرحمن مصطفى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بدى متفائلاً أثناء حديثه مع "إيلاف"، مع افتتاح مقر الإئتلاف السوري في الداخل السوري، أو فيما يعرف بالمناطق المحررة، وتحديدا في شمال حلب وهو ما وعد مصطفى به السوريين أثناء انتخابه كرئيس للائتلاف وقام بتحقيقه، حيث سيفتتح الائتلاف الأسبوع القادم مكتبه داخل سوريا.

وقال مصطفى اننا أمام تحد جديد لتنظيم صفوفنا في المعارضة وتوحيد الداخل بمعنى ان نعيد الاستقرار والامان لمناطقنا وننظم المحاكم والقضاء والشرطة المدنية والمجالس المحلية والجيش الوطني الحر.

وأشار الى أن كل ذلك يبدو "ممكنا وقادماً، ونحن نجتمع في الهيئة السياسية كل أسبوع ونناقش المستجدات الداخلية ونقدم رؤيتنا واستراتيجيتنا وأمامنا في الفترة القادمة استحقاقات مهمة لتكليف رئيس جديد للحكومة المؤقتة وانتخاب رئاسة الائتلاف وهيئاته للدورة القادمة".

تحقيق الوعود

عبد الرحمن مصطفى ابن مدينة جرابلس الذي أنهى دراسة الاقتصاد في حلب، ليدخل ميدان الأعمال والإدارة المالية على مدى 24 عاماً، والذي يتقن اللغة التركية، هو كما يرى نفسه "ابن سوريا" لذلك كان من الصعب عليه ان ينهي فترته في رئاسة الائتلاف الى رئيس جديد منتخب دون أن يحقق وعوده الانتخابية التي قادته الى رئاسة الائتلاف.

يقول: "كان هاجسي الاول قوة الداخل وتمثيل الائتلاف لأغلب شرائح السوريين وتعزيز عمل الائتلاف عبر مقره في الداخل وأن يكون اعضاء الائتلاف متواجدين فيه وفِي خدمة السوريين".

وأضاف: "عندما قررنا ان نكون في العمل العام فيجب أن نقدم للسوريين كل الدعم ما استطعنا وان نتفانى في ذلك".

واعتبر أن النظام السوري "فشل منذ لحظة عدم اصغائه لنبض الشعب واستمر باستبداده وتفشى فساده فكانت الثورة أمرا حتمياً".

وشدد بالقول: "اننا كسوريين نقوم بواجبنا وهاجسنا هو الهاجس الوطني وتحقيق امال شعبنا واهداف الثورة، وسنبذل أقصى مالدينا للوصول الى ذلك وهذا يبدو أمامنا ليس ببعيد".

مرحلة النضج&

لفت رئيس الائتلاف الى ان مرحلة العمل السياسي من الداخل هي مرحلة النضج السياسي، وتجاوز الاخطاء بتصحيحها وتبلور الهدف وتنفيذه.

وأضاف: "اننا نعمل ما نستطيع وهناك خطط سيناقشها الائتلاف خلال الفترة القادمة لتصادق عليها هيئته العامة ومن ثم تبدأ الحكومة المؤقتة مرحلة جديدة كذراع تنفيذي وخدمي له وبالتنسيق معه. في المرحلة القادمة نحتاج للتنسيق الكامل بين كافة مؤسسات الثورة ومنظماتها وهيئاتها والعمل مع منظمات المجتمع المدني وكل ابناء شعبنا، فلكل طرف منهم عمل هام وواجب يقدمه لوطننا الغالي وشعبنا العظيم".

محاسبة الأسد&

طالب مصطفى المجتمع الدولي باتخاذ الخطوات اللازمة لوقف جرائم الأسد الذي يواصل ارتكابها بحق المدنيين الآمنين في محافظة إدلب وريفي حلب وحماةً وغيرها وهو ما نشهده على نحو متواصل.

كما اكد على "أهمية محاسبة النظام على ارتكابه الجرائم" ، معتبراً ذلك أنه جزءاً أساسياً من العملية السياسية المبنية على القرارات الدولية وفي مقدمتها بيان جنيف والقرار 2254"، داعيا إلى "فرض المزيد من الضغوط على النظام من أجل التقيد باتفاق إدلب لوقف إطلاق النار ومتابعة العملية السياسية".
&