صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر صرح بأن ترامب سيعلن عن صفقة القرن بعد شهر رمضان.
Reuters
ترامب وصهره جاريد كوشنر

دعت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية إلى تحرك عربي فلسطيني واسع لإجهاض صفقة القرن التي يروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وجاء ذلك عقب تصريح صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر بأن ترامب سيعلن عن صفقة القرن بعد شهر رمضان.

تمرير الصفقة "لن يكون سهلاً"

يقول محمد المدهون في فلسطين أونلاين: "لن يستطيع أي طرف أو قوة فرض صفقة ترامب على الفلسطينيين، وطالما لا يوجد طرف فلسطيني يقبل ذلك فلن تمرّ الصفقة. ويؤكد ذلك بعض الأكاديميين الإسرائيليين الذين حذروا أميركا وإسرائيل والأطراف العربية المساهمة في الصفقة، بأنهم سيكونون أمام الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، كما حدث حينما رفض عرفات في كامب ديفيد عرضًا أكثر تقدمًا من صفقة ترامب، فرفضها الفلسطينيون وفجّروا انتفاضة الأقصى".

ويضيف المدهون: "لن يكون سهلاً على أطراف التآمر تمرير أي صفقة مشبوهة تنقص من الحق الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني وعبر مسيرات العودة يمكن أن يحبط أفعال هذه الصفقات ويقبرها إلى غير رجعة".

وفي القدس الفلسطينية، كتب ماهر العلمي مقالاً يقول فيه: "نلعن ما يسمى صفقة القرن، ونتناسى أن حجرها الأساس ممتد من كامب ديفيد وحتى اتفاق أوسلو الذي يعتبر الوالد الحقيقي لها، ومربيها مزودها بكل أسباب الحياة".

ويضيف العلمي: "يجهزون لنا الكوارث التي تنزل على رؤوسنا المكشوفة، ثم يتباكون ويسبون .. ويلطمون الخدود، ويندبون بمهنية عالية، ويردحون على الطريقة المصرية، وتنطلق من حناجرهم القوية استنكارات نارية، وغيرة وطنية، وشعارات أثرية، واحتجاجات صاروخية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى تغطي سماء الملعونين وتحيل حياتهم إلى جحيم من الفقاعات الصابونية، وتنشر البهجة والسرور بينهم".

كما نشرت الصحيفة ذاتها رسما كاريكاتيريا بعنوان صفقة القرن، يظهر فيه ثور عظيم القرنين مقبل على رجل خائف ومرتعد يرتدي ثيابا عربية يرمز للشرق الأوسط ، في إشارة إلى أن الصفقة القادمة قد تفتك بالشرق الأوسط.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وصف الصفقة بأنها "صفعة القرن"
Reuters

حراك فلسطيني عربي

وفي مقالٍ بعنوان "حراك فلسطيني عربي لإسقاط صفقة القرن"، كتب كمال زكارنة في الدستور الأردنية يقول: "الموقف الأوروبي الرافض لصفقة القرن وقرارات ترامب بشأن القدس والجولان، وتشكيل لوبي أوروبي من وزراء ومسؤولين سابقين للعمل على إفشال المشروع الأمريكي التصفوي للقضية الفلسطينية والحقوق العربية المسمى بـ 'صفقة القرن'، يمكن أن يشكل أساسا لانطلاق تسونامي سياسي ودبلوماسي فلسطيني عربي ممنهج ومنسق، يجتاح كل أوروبا ودول العالم أجمع لحشد التأييد للحقوق الفلسطينية والعربية، وخلق جبهة عالمية عريضة رافضة ومعارضة لصفقة ترامب التصفوية وإفشالها وهي في مهدها".

ويضيف زكارنة "التحرك العربي الجماعي الذي يعبر عن موقف موحد، سوف يلقى تجاوبا واسعا على المستوى العالمي، كما سيحقق نجاحا كبيرا في مسعاه، ويوجه ضربة قاضية عربية عالمية مشتركة للصفقة المشؤومة".

وفي الغد الأردنية، يقول موسى شتيوي إن صفقة القرن "قد تولد ميتة، إنْ رأت النور. وبالرغم من أن التفاصيل النهائية غير معروفة بعد، وبالرغم من التسريبات العديدة حولها، إلا أنها بدأت تثير الرعب لدى أصدقاء الولايات المتحدة، وأصبح ينظر إليها وكأنها كابوس سوف يحل على الناس في أحد الأيام".

ويضيف الكاتب "إن تنامي المعارضة للصفقة قبل الإعلان عنها تطور مهم وإيجابي، ومن المتوقع في المرحلة المقبلة أن تشهد زيادة لأطراف المعارضة للصفقة التي ستضع أعباء كبيرة على أصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة، الذين عليهم استثمار هذه المعارضة العالمية للصفقة، وإعادة التوازن لعملية سلمية لتحقيق طموحات الشعبين الفلسطيني والعربي".

وفي الأخبار اللبنانية، يقول هاني إبراهيم "يبدو أن وصول محمود عباس إلى قناعة بأن الولايات المتحدة تنوي تمرير صفقة القرن، بغضّ النظر عمّا يمكن أن يفعله، دفعه إلى إعادة خطوط التواصل مع حماس عبر بوابة القاهرة، ليحصل على حدّ أدنى هو ضمان ألا تخرج غزة من بين يديه. غاية يبدو أن حماس تدركها جيداً، من دون أن تمنعها من مواصلة إجراءاتها الأخيرة".

وفي رأي اليوم اللندنية، يقول بسام روبين "سيحتاج رفض هذه الصفقة لسلسلة من الإجراءات تشمل توحيد الجبهة الداخلية ورصّ الصفوف والاستعداد لمقاومة الظروف الاقتصادية القاسية والتعايش معها وهذا يتطلب وجود حكومة وطنية لها قدرة على المصارعة السياسية ولديها إلمام بالاقتصاد وإدارة الأزمات وتتقن فنون استخدام أوراق القوه الموجودة بيدها".

ويضيف الكاتب "لا شك أن المنطقة برمتها مقبلة على حدث خطير جرى الإعداد والتحضير له على مدار سنوات بعدما تمكن المحتل من إبرام اتفاقات سرية منحته السيادة العسكرية والاقتصادية في المنطقة وحولته من عدو إلى صديق حميم للبعض ونجح أيضا في تحويل بوصلة الكراهية لإيران المسلمة وبات العلم الإسرائيلي يرفرف في عواصم عربية بينما هي دولة محتلة اغتصبت الأرض والمقدسات العربية والإسلامية".