فيما يستعد البرلمان العراقي لإقرار قانون لإنصاف الايزيديات العراقيات الناجيات من قبضة تنظيم داعش فقد أعلنت السلطات عن اطلاق منحتها المالية التي قررتها لهنّ والبالغة مليوني دينار عراقي لكل واحدة منهن وتأمين الحقوق الدينية والحياتية لعموم الايزيديين.&

وعلمت "إيلاف" الجمعة أن عدد الناجيات الايزيديات يبلغ 2076 فتاة وأمرأة من بين 3548 مختطفة من قبل تنظيم داعش.
وقال وزير الهجرة والمهجرين نوفل موسى إن السلطات قد أطلقت منحة الناجيات الإيزيديات والبالغة مليوني دينار (حوالي 1700دولار أميركي) لكل ناجية، موضحا ان المجموعة الاولى شملت 100 ناجية.&

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي أن "الإيزيديين هم أبناء أصلاء لهذا البلد وساهموا في بناء حضارته على مدى آلاف السنين وكانوا وما زالوا رمزا للسلام والمحبة والتلاحم مع جميع مكونات الشعب العراقي". وشدد على مساندة الوزارة الكاملة لجميع المطالب المشروعة للإيزيديين في تأمين حقوقهم الدينية والحياتية .

وسبق للحكومة العراقية ان قررت أواخر &يناير الماضي تخصيص هذا المبلغ من موازنة عام 2019 لكل أيزيدية ناجية من تنظيم داعش، موضحة ان "الإيزيديات تعرضن إلى مأساة".&

مختطفة ايزيدية تعود الى عائلتها بعد 3 سنوات من اختطاف داعش لها

وواجهت الإيزيديات على نطاق واسع وبشكل ممنهج للسبي والبيع كجوارٍ من قبل تنظيم داعش الذي اجتاح مناطق واسعة من العراق قبل أن تعلن الحكومة الانتصار عليه في أواخر عام2017. واقتاد التنظيم النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات.

مصنع سجاد لعمل الناجيات

وبهدف تأهيل الناجيات، فقد افتتح في مدينة دهوك شمالي العراق مؤخرا مصنع للسجاد كنافذة أمل أمام العشرات منهن. وأُنشئ المشروع في مخيم للاجئين الإيزيديين بالقرب من محافظة دهوك بتمويل ألماني وبمساعدة المنظمة الدولية للهجرة وحكومة محافظة دهوك.&

وشهد كثير من النساء العاملات في المصنع مقتل أزواجهن على أيدي عناصر داعش في عام 2014 واضطررن إلى العمل مقابل أجر ضئيل جدا لكسب قوت أطفالهن. ويمكن أن تتحصل المرأة على 300 دولار شهريا وهو راتب يعتبره الكثيرون زهيدا.

وبعد ان نزحت هذه الايزيديات من مدينة سنجار موطن الايزيديين إلى دهوك تم فتح هذا المصنع وغيره من الشركات وانضممن إلى دورة لمدة 3 أشهر تعلمن خلالها على حياكة السجاد ثم افتتح هذا المصنع ليعملن فيه.
&
البرلمان يعد لإقرار قانون لإنصاف الايزيديات&

وفي 16 من الشهر الحالي دعا الرئيس العراقي برهم صالح البرلمان لمناسبة رأس السنة الايزيدية الى الإسراع بإقرار مشروع قانون الناجيات الايزيديات لإنصافهن عما لحق بهن من أذى نفسي واضرار وتعويضهن مادياً ومعنوياً وتأهيلهنّ ورعايتهنّ وتأمين الحياة الكريمة لهنّ.

وقالت الرئاسة في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" لدى إرسالها مشروع القانون الى البرلمان في الخامس من الشهر الحالي إن "القانون يشمل النساء الايزيديات اللواتي اختطفن من قبل عصابات داعش الإرهابية بعد 10/6/2014 وتحررن بعد ذلك ويهدف إلى تعويض الناجيات مادياً ومعنوياً وتأهيلهنّ ورعايتهنّ وتأمين الحياة الكريمة لهنّ، اضافة الى اعتماد الوسائل الكفيلة لدمجهن في المجتمع و إعادة تأهيل البنى التحتية لمناطقهن".

كما ينص مشروع القانون على تأسيس مديرية عامة لرعاية شؤون الناجيات ترتبط بالأمانة العامة لمجلس الوزراء يكون مقرها في محافظة نينوى تتولى إحصاء واعداد بيانات الناجيات وتقديم الرعاية اللازمة و توفير الملاذ الامن والسكن الملائم لإيوائهن وايجاد فرص التحصيل العلمي للناجيات وابنائهن وتأمين فرص العمل والتشغيل لتمكينهنّ من تحقيق الرفاه الاقتصادي والاجتماعي وفتح مراكز وعيادات صحية لمعالجتهنّ وتأهيلهنّ من الناحية النفسية والاجتماعية والمهنية".. وستتولى المديرية معالجة الأوضاع القانونية للأطفال المولودين من الأمهات الناجيات وفقاً للقانون.&

ويمنح مشروع القانون للناجية المشمولة بأحكامه راتبا شهريا وقطعة ارض سكنية استثناءً من احكام القوانين والقرارات الرسمية او وحدة سكنية مجاناً . ويشير الى اعتبار الثالث من&أغسطس من كل عام يوماً وطنياً "للتعريف بما وقع على الايزيديين من جرائم" .

كما يشدد نص شروع القانون على "عدم شمول مرتكبي جريمة اختطاف وسبي الإيزيديات بأي عفو عام او خاص ولا تسقط عنهم العقوبة المقررة قانوناً وتلتزم الجهات القضائية والإدارية بمتابعة القبض على الفاعلين والشركاء في ارتكاب تلك الجرائم وتطبيق احكام القانون".. وعدّ "الجرائم التي تعرضت لها الناجيات جرائم إبادة جماعية للتعريف بها لدى المحافل والمنظمات الدولية المختصة وإقامة الدعوى الجنائية ضد مرتكبيها".

الامم المتحدة: ما تعرض له الايزيديون إبادة جماعية &

وقُتل أكثر من 3000 إيزيدي على أيدي مسلحي داعش في حملة وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية.&

وفرّ عشرات الآلاف من الإيزيديين من هجوم التنظيم وتوجهوا إلى جبل سنجار ومن بين الذين لم يتمكنوا من الوصول الى الجبل قتل 3100 شخص&أكثر من نصفهم بالرصاص أو بقطع الرأس أو الحرق أحياء، وخطفت النساء لاستغلالهن في الاستعباد الجنسي.

واحتل مسلحو تنظيم داعش مساحات شاسعة من الأراضي في غرب البلاد وشمالها إلى أن طردتهم القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في&ديسمبر عام 2017 عندما أعلنت الحكومة النصر النهائي عليه.
&