تبدأ قريبًا جولة جديدة من "أستانة" حول سوريا. هذه الجولة هي الـ12 لاجتماعات أستانة التي أعلنت الخارجية الكازاخية عن عقدها في 25 إبريل في العاصمة الكازاخية نور سلطان، و"ستُناقش ملفات أساسية، منها الوضع في محافظة إدلب وملف تشكيل اللجنة الدستورية التي من المفترض أن تضع مبادئ توافقية لشكل الدستور المطلوب لسوريا، وملف المعتقلين، وعودة اللاجئين".

إيلاف: تأتي هذه الجولة لمتابعة ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين حول سوريا في لقائهما الأخير في موسكو.

واعتبر القيادي في الجيش الحر فاتح حسون، وأحد أعضاء وفد المعارضة إلى اجتماعات أستانة، في تصريح لـ"إيلاف" أن "هذه المتابعة تتعلق بإجراءات عسكرية تخص منطقة إدلب والتفاهمات حولها، وإجراءات سياسية تتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية وتذليل الخلافات حولها".

روسيا وإنجاح الجولة&
قال حسون "يبدو أن روسيا تريد إنجاح هذه الجولة، من خلال دعوة غير بيدرسون المبعوث الأممي لسوريا إلى حضورها، وإعلانها وتحذيراتها حول وجود أطراف لا تريد إنجاح مباحثات أستانة".

فك عزلة ايران&
في الوقت نفسه أشار حسون الى أن "إيران تسعى من خلال هذه المباحثات إلى فك عزلتها التي بدأت تزداد يومًا بعد يوم، لا سيما بعد تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وهذا التصنيف ستكون له تداعياته الخطيرة عليها، وسيؤثر على طريقة التعاطي معها حتى في مباحثات أستانة".&

موافقة تركية&
في المحصلة اعتبر حسون أن "هذه المباحثات ما زالت تركيا تجدها مثمرة، ويمكن تحقيق مكاسب من خلالها لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهذا ما يجعل هذه القوى تشارك فيها، فالبدائل مفقودة، في ظل عجز مفاوضات جنيف عن المضي قدمًا بشكل فعلي في العملية السياسية".

اللجنة الدستورية&
من جانبه قال لـ"إيلاف" محمد سرميني، وهو الذي يشارك في جولات أستانة، أن "إدلب وعدم استمرار القصف والانتهاكات التي يقوم بها النظام السوري هو الملف الرئيس الذي ستجري مناقشته".

وأكد أن بيدرسون سيحضر الاجتماع، مما سيجعل لهذه الاجتماعات زخم خاص. وتوقع إعلان أسماء اللجنة الدستورية وإقرارها خلال هذه الاجتماعات.

دول مراقبة &
كما رجّح سرميني أن هناك دولًا أخرى ستحضر بصفة مراقب، إضافة إلى الدول الثلاث التي ُتعرف بالدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران.

وقال إنه ستتم مناقشة ملف المعتقلين في سجون النظام، وأوضح أنه "سابقًا كان هناك خروج للمعتقلين، وهو ما كان أشبه بتجربة أو جس نبض للثقة، وكان خروجهم برعاية الصليب الأحمر والأمم المتحدة، وهو أمر جيد، حيث إن استمرار ذلك يمنح آليات للكشف عن مصير المعتقلين، وكذلك سيتم الحديث عن موضوع عودة اللاجئين، إلا أن عودة اللاجئين ما زالت غير آمنة في ظل المخاوف وعدم وجود مقومات وبيئة آمنة للعودة".

المسار مستمر&
فِي كل الأحوال أكد سرميني منذ "نهاية العام الماضي لم نجتمع في أستانة"، لذلك رأى أن "هذا الاجتماع مهم، لأنه يعني أن المسار مستمر".

ولفت إلى أن "هناك ملفات عالقة، لا يجب أن يكون هناك فراغ، خاصة أنه لا توجد مسارات أخرى متاحة حاليًا يمكن العمل عليها بجدية أو البناء على جولاتها ولقاءاتها وقراراتها من أجل سوريا ".&

بيانات سابقة&
وكانت بيانات الجولات السابقة تنص على اتفاق الدول الضامنة على تشكيل مجموعتي عمل حول المعتقلين والمفقودين وتبادل الجثث وإزالة الألغام من المناطق التاريخية في سوريا وأن الدول الضامنة "تشير إلى أنهم يرون مستقبل الحوار كآلية مهمة تعطي دفعة لعملية التفاوض، برعاية أممية، وتساعد على إقرار اتفاقات سورية، تقوم على التفاهم المستقبلي".

وتشدد البيانات على أن "الحل يقوم وفق القرار الأممي 2254، وذلك من خلال إجراء عملية حرة ونزيهة وشفافة، وإصدار دستور يوافق عليه كل الشعب، وإجراء انتخابات بمشاركة كل أطياف الشعب".

وعادة ما تجدد الدول الضامنة "تمسكها القوي والمتواصل بسيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا، ويرحّبون بالتقدم الذي حصل في اتفاقية مناطق خفض التصعيد الموقع في 4 مايو المقبل". وتنطلق جولات أستانة باجتماعات ثنائية وتشاورية بين الوفود المشاركة.
&