أسامة مهدي: قدم زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر اليوم صورة تشاؤمية للاوضاع الحالية في العراق مؤكدا انه غارق في الفساد والظلم والطائفية والصراعات السياسية معتبرا الشعب العراقي كسعفة في مهب الريح تتخطفه العقائد المنحرفة والأفكار الخاطئة والتصرفات الخائرة.

واضاف الصدر وهو زعيم تحالف سائرون الفائز في انتخابات 12 أيار مايو الماضي البرلمانية في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي بعنوان "همسات حزن" السبت وتابعتها "إيلاف" ان هناك "كلمات نرددها على ألسنتنا كثيرة تلك الكلمات وأمثالها لا يجب أن تفرغ من محتواها وينتزع جوهرها فتكون لقلقة لسان لا مصداقية فيها".

وقال "فلطالما سمعنا عبارة يرددها الجميع (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما) وكلمة (ليت) غالبا ما تستعمل لتمني المستحيل وكأنهم تناسوا أن كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء".&

انحراف الرغبة في الدولة الكريمة

واشار الى انه "لطالما سمعنا الكثير يدعو بدعاء (اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة) وكلمة (نرغب) بمعنى: نريد ونحرص عليه بشدة .. فبئس الرغبة التي لا يستتبعها فعل وإرادة حقيقية وخطى صادقة .. ويا ويلنا إن لم تكن همم الرجال تزيل الجبال فبأي الهمم نلوذ ! &كلمات انحرفت عن مسارها ومجراها وأبسط دليل أو قرينة على ذلك هو أن الأعم الأغلب لن يكون مع الإمام المهدي لكي يفوز فوزا عظيما ولن يتمنى دولة يحكمها إمام الإصلاح وسيده وسيكون جوابهم (لا حاجة لنا بك .. عد من حيث أتيت ) فأين التمني ( يا ليتنا ) وأين الرغبة ( نرغب إليك ) ؟ فهل يا ترى اختبرنا أنفسنا وهيأناها لمثل هذا اليوم؟ أم هل مهدنا لهذا اليوم لكي نكون جنودا للحق فنفوز فوزا عظيما ولكي نؤسس الدولة الكريمة؟ ولا سيما نحن أتباع أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين عموما وأتباع إمام الإصلاح الحجة المهدي (سلام الله علیه) خصوصا".

من هو المهدي المنتظر؟

والمهدي هو الامام الثاني عشر لدى المسلمين الشيعة الذين يعتقدون انه قد اختفى وسيظهر في آخر الزمان ليملآ الدنيا عدلا وقسطا بعد ان ملئت ظلما وجورا.

فيديو مسير الصدر من النجف الى كربلاء

كما يعتقد الشيعة بأن المهدي هو من أهل بيت رسول الله وهو الإمام محمد بن الحسن المولود عام 255 هـ وقد أعطاه الله طول العمر فهو حي منذ ذاك الحين لكنه مختفٍ عن الأنظار ولن يظهر إلا في آخر الزمان ليعلن دولته.

ويحيي ملايين الشيعة العراقيين مناسبة النصف من شعبان غدا الاحد وهي من المناسبات الدينية المهمة في مدينة كربلاء بزيارة العتبات الشيعية فيها تخليداً لذكرى ولادة الامام المهدي المنتظر وذلك بالمسير على الاقدام الى المدينة حيث توجه مقتدى الصدر الخميس الماضي ماشيا اليها من مدينة النجف للمشاركة في المناسبة قاطعا المسافة بينهما البالغة 75 كيلومترا بالمسير 15 ساعة.

رغبات لقلقة اللسان

وتساءل الصدر قائلا "وهل بالفعل حينما نقول (عجل الله تعالى فرجه الشريف) نحن راغبون بظهوره ومستعدون له؟ أم هي أيضا لقلقة لسان؟ فكيف بنا إذا ظهر ورأى (دولتنا الهزيلة) غارقة بالفساد والظلم والصراعات السياسية والطائفية وجمع الأموال..؟ وكيف بنا إذا ظهر ووجد (شعبه المختار) شعب العراق خاضعا ومنغمسا في الدنيا الدنية؟ أو رآه كسعفة في مهب الريح تتخطفهم العقائد المنحرفة والأفكار الخاطئة والتصرفات الخائرة والأفعال المشينة إلا ما ندر منهم؟ فكان كالغريب بينهم وها هو (النصف من شهر شعبان المعظم) يطل علينا وبدل أن نهنئ مراجعنا والأمة الإسلامية علينا أن ننوح إذ ضربت إرشادات المرجعية عرض الحائط وإذ الأمة الإسلامية في صراع وقتال وحروب وتشتت.. فالويل ثم الويل لنا أجمعين سواء في ذلك الحكومات باعتبارها ظالمة أو قاصرة أو الشعوب باعتبارها خاضعة أو ضعيفة أو راضية".

لو ظهر المهدي سيخذله كثيرون

واوضح الصدر ان "كل تلك التصرفات لا تدل على التمني ولا الرغبة بل هي قتل للإمام المهدي ولسان حال بأن لم يحن وقت ظهورك ولو ظهر لخذله الكثير إلا من أتى الله بقلب سليم. يا سيدي يا حجة الله وابن حججه، افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا .. وإن كل من يفعل فعلا أو يقول قولا يؤخر به ظهورك بل ويعجله بغير حق فليس مني في شيء على الإطلاق".

وقال الصدر في الختام مخاطبا الامام المهدي "لا تؤاخذني بما أُدعي عني أو أُسند لي ما ليس لي فإن كنت قلته فقد علمته فأنت تعلم ما في نفسي ولا أعلم والله فوقنا من الشاهدين العالمين . فإن شئت أقدم وستجدني خادما ومقاتلا بين يديك وإن شئت اعتزالنا فهذا استحقاقنا وتقصيرنا .. فسلام عليك يوم ولدت ويوم اعتزلت ويوم تظهر ويوم تملأ الأرض قسطا وعدلا ويوم شهادتك. والسلام على آبائك وأجدادك روحي لهم الفدى. اللهم فاشهد أني لا أريد تعجيل ما تريد تأجيله ولا تأجيل ما تريد تعجيله فلك الأمر وحدك".

وكان الصدر قد اعلن في 16 من الشهر الحالي عن اطلاقه حملة اصلاح بدون استخدام للسلاح لتخليص الشعب من "الافات المنتشرة بين صفوفه" بحسب قوله.

وأضاف الصدر في تغريدة له قائلا " إن فساد الساسة في عراقنا لهو الحق اليقين".. واشار الى ان ذلك لا يعني أن نُحمل المسؤولية كلها على الساسة ومن هم في أروقة الحكومة، فكما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: (كيفما تكونوا يول عليكم).

واضاف " لا يجب أن يتنصل الشعب من مسؤولياته ولا ينبغي أن ينكر أخطاءه بل وحتى مساندته للساسة الفاسدين .. فهناك هفوات عظيمة ليست على الصعيد الديني أو العقائدي فحسب بل تعم الصعيد الأخلاقي والثقافي والاجتماعي والقانوني والعلمي و(الوطني)".

وأضاف " إنني حاولت إصلاح من ينتمي لي حتى بعض المقربين مني ومن كنتم تعتبرونهم ثقاتي فأبعدتهم وشذبت الآخرين وحاولت هدايتهم .. ثم سارعت محاولا الإصلاح العام على الصعيد السياسي عبر التظاهرات والخطابات والاعتصامات والخيمة الخضراء وإسقاط كل الأسس السياسية الخاطئة حتى صارت عندكم منهجا".

وزاد الصدر قائلا "اليوم أعتزم أن أحاول إصلاحا جديدا، وهو إصلاح الآفات المنتشرة بين الشعب بدون استعمال السلاح وبدون الاستعانة بأحد من الخلق على الإطلاق .. لأني أخاف أن تكون نتيجة تدخل البعض مؤذية".

ولم يوضح الصدر الذي قاد تظاهرات واعتصامات شعبية للدعوة للاصلاح واتخاذ خطوات جدية للقضاء على الفساد واسترجاع اموال الشعب التي نهبها الفاسدون واحالتهم للمحاكم عن الخطوات العملية التي سيلجأ اليها لاصلاح الاوضاع العراقية.