ينهي المصريون اليوم الاثنين الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تسمح للسيسي بالبقاء في السلطة حتى 2030. ومن المتوقع أن تبدأ عملية الفرز بعد التاسعة مساء، على أن تعلن النتائج بعد اكتمال الفرز من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات.

إيلاف من القاهرة: فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في اليوم الثالث والأخير في الساعة التاسعة صباحًا. وشهدت اللجان تواجدًا واضحًا من جانب الناخبين. بينما رصدت منظمة حقوقية بعض المخالفات التي شابت عملية التصويت، ومنها الحشد والدعاية المخالفة على مراكز الاقتراع.

تأهب طبي وأمني
جرت عملية الاستفتاء وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب قوات الجيش والشرطة. وقال العقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري للجيش المصري، إن "القوات المشاركة في تأمين الاستفتاء من الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة والهيئات والإدارات والتشكيلات التعبوية، بدأت بالانتشار والتواجد في كل المقار الانتخابية في جميع المحافظات المصرية منذ الخميس الماضي".

أضاف في تصريحات له، إن "عملية التأمين تشارك فيها قوات من الصاعقة والمظلات والتدخل السريع، والتي تعمل كاحتياطات قريبة للتدخل الفوري لمواجهة أي مواقف طارئة"، مشيرًا إلى وجود دوريات أمنية للشرطة العسكرية بالتعاون مع عناصر وزارة الداخلية.

وأشار المتحدث العسكري إلى أن مستشفيات القوات المسلحة وعربات الإسعاف والإسعاف الطائر ووسائل التأمين الطبي والإطفائي موجودة على كل المستويات في جميع اللجان بالتنسيق الكامل مع أجهزة الدولة كافة.

كشف الأرقام ممنوع
من المقرر أن تنتهي عملية الاقتراع في التاسعة من مساء اليوم، وتبدأ عملية الفرز مباشرة. وقال المستشار محمود الشريف نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إنّه بمجرد إغلاق اللجان مساء اليوم، يبدأ القضاة حصر الأوراق المسلمة إليه، وأوراق الذين أدلوا بأصواتهم، والأوراق التي لم تستعمل، وبعد ذلك يبدأ حصر الأصوات الصحيحة والباطلة، ويحرر محضر في ذلك، ثم يتجه بالأوراق إلى اللجنة العامة، على أن ترسل بعد ذلك إلى الهيئة الوطنية للانتخابات لإعلان النتائج الرسمية.

أضاف الشريف في تصريحات له أنّ وسائل الإعلام المختلفة من حقها أنّ تتواجد وتتابع عملية الفرز والحصر، لكن من غير مسموح أنّ تعلن وسائل الإعلام أرقامًا، كذلك فإن القضاة في اللجان الفرعية أو العامة غير مسموح لهم إعلان أي نتائج.

وتوقع نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات إعلان النتائج الرسمية بعد وصول آخر محاضر لعملية الاستفتاء في جميع اللجان على مستوى الجمهورية.

طرائف ... ومخالفات
شهدت لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية إقبالًا كثيفًا من المواطنين للإدلاء بأصواتهم منذ فتح اللجان. من المواقف الطريفة التي وقعت أثناء عملية الاستفتاء، ما حصل في لجنة اللواء حسن الحميلي في قرية أشمنت التابعة لمركز ناصر في محافظة بني سويف، اليوم الاثنين، حيث وضعت سيدة تُدعى أمل عبد المنعم مولودها داخل مركز الاقتراع أثناء الإدلاء بصوتها. وتم نقلها إلى مستشفى ناصر المركزي لاستكمال كل الفحوصات الطبية.

وفقًا لتقرير صادر من المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، فإن عملية الاستفتاء جرت وسط تواجد أمني مكثف في محيط اللجان الانتخابية، لتأمينها وتنظيم عملية الدخول، كما تمت مراعاة البعد الإنساني، خاصةً مع كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة.

وأضافت المنظمة في تقريرها التي حصلت "إيلاف" على نسخة منه أنها رصدت بعض المخالفات أثناء التصويت على الاستفتاء على التعديلات الدستورية. ففي محافظة القاهرة رصد متابع المنظمة أمام مدرسة الملك الصالح الثانوية بنين وجود أنصار أحد الأحزاب يرتدون تي شيرتات بيضاء كنوع من الدعاية للاستفتاء على الدستور.

وفي محافظة الإسكندرية، رصد متابع المنظمة قيام عدد من قيادات أحد الأحزاب بحمل لافتات ضخمة أمام بعض اللجان الانتخابية مثل مجمع مدارس سيدي بشر دائرة المنتزه تدعو الناخبين إلى التصويت بـ"نعم"، للتعديلات الدستورية.

قسائم للفوز بتلفزيون
أما في محافظة أسيوط، فرصد متابع المنظمة في محيط مدارس "النصر الإبتدائية الخاصة"، "القوصية الثانوية بنين"، "مهران خلاف الإعدادية بنات"، قيام أحد الجمعيات الأهلية بمشاركة أعضاء من مجلس النواب بتوزيع "كوبونات" على الناخبين يتم تدوين اسم الناخب ورقم تليفونه عليها، ويتم إدخالها في مسابقة للفوز بشاشة تلفزيونية، بعد الساعة التاسعة مساء حين انتهاء التصويت.

لاحظ متابع المنظمة في محافظة المنيا قيام المساجد في محيط مدينة أبو قرقاص باستخدام مكبرات صوتية تحث المواطنين على المشاركة في الإستفتاء على تعديل الدستور.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، ذكرت أن إجمالي عدد اللجان العامة للتصويت على الاستفتاء يبلغ 368 لجنة، وتضم 10878 مركزًا انتخابيًا، و13919 لجنة فرعية.

انطلق التصويت على استفتاء التعديلات الدستورية، منذ صباح أمس السبت، للمصريين في الداخل، لمدة 3 أيام تنتهي اليوم 22 أبريل الجاري، حسبما أعلن المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، في مؤتمر صحافي عقده، الخميس الماضي، في مقر الهيئة العامة للاستعلامات لإعلان الجدول الزمني للاقتراع.

وبدأ التصويت من التاسعة صباحًا، ويستمر حتى التاسعة مساء، في جميع أيام الاقتراع، تتخللها ساعة راحة، بما لا يخل بسلامة عملية الاستفتاء، فضلًا عن إجراء عملية الاقتراع والفرز في حضور ممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الصادر لها تصريح من الهيئة الوطنية للانتخابات.