الرباط: أطلقت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة المغربية ، الإثنين، بالرباط، الحوار الوطني لإنجاز توجهات السياسة العامة لإعدادالتراب، وذلك بحضور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، وعدد من المسؤولين الحكوميين و المنتخبين والمجتمع المدني.

وأفاد العثماني في كلمة ألقاها في ندوة وطنية نظمت بالمناسبة، أن المغرب سيتمكن من كسب رهان تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، بمنظور مستقبلي مدمج للجهات و فاعل في الرقي نحو مغرب متضامن و قادر على التنافسية ليلتحق بركب الدول الصاعدة في القريب، في إطار هذا الورش الذي لن يكون له تأثيرفي السنة، أو السنتين المقبلتين، بل سيمتد على مدى عقدين منالزمن، وفق وثيقة استشرافية تعكس تصورا جديدا لإعداد التراب.
و قال العثماني إن المغرب يشهد ظرفية وطنية مهمة، من خلال إطلاق أدوات مؤسساتية و إصلاحية كبرى، منها انطلاق ورش الجهوية المتقدمة ، و مصادقة مجلس الحكومة على ميثاق اللاتمركز، فضلا عن إصلاح جذري للمراكز الجهوية للاستثمار، مما يهدف إلى تنظيم مجالات الحياة السياسية و الاقتصادية بمنطق جديد، لتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة لمختلف الفئات والمناطق.

من جهته، أوضح الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، أن الدستور فتح آفاقا واسعة لإقرار تقدم الجهات، بإعطائها مكانة الصدارة في إرساء التنمية، ومنح اختصاصات مهمة في مجال إعداد التراب و التنمية المستدامة.

و اعتبر بوطيب أن التحولات التي يعرفها المغرب رافقتها تباينات على مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي، مما يلزم بلورة وثيقة لإعداد التراب، من أجل ضمان الاستقرار.

وقال المسؤول الحكومي إن تنزيل توجهات الحوار الوطني سيغير جذريا معالم إعداد التراب الوطني في المغرب، سيرا على نهج الحوار الأول، الذي ساهم في ظهور أقطاب فلاحية وصناعية و أخرى خاصة بالطاقات المتجددة، وتأهيل المدن و تشييد موانئطنجة المتوسط و آسفي (جنوب) والناظور (شمال)مستقبلا.

من جهته، أفاد وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، عبد الأحد الفاسي الفهري، أن بلاده راكمت إنجازات كبرى في العشرين سنة الأخيرة، مقابل تسجيل تحديات، ترتبط بالنمو الديمغرافي بتضاعف أعداد الساكنة الإجمالية 3 مرات من سنة 1960 إلى 2014، إضافة إلى إكراهات مجالية في القرى وإشكاليات التوسعات العمرانية.

وقال الفاسي الفهري: "نسجل تحسين رتبة المغرب عالميا وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، لكن النتيجة غير كافية، بوجود نواقص حقيقية، منها غياب اندماج السياسة القطاعية وبروز تفاوتات كبرى قد تؤدي إلى أزمات اجتماعية حقيقية".

واعتبر أن الأمر يهم عرضا ترابيا جديدا يسمح بالانتقال من المغرب النافع إلى المغرب الواعد، في علاقة بتحسين الاستراتيجيات القطاعية بما يسمح بالانفتاح على البعد القاري والأفريقي مع الحرص على الالتزامات الدولية.

و أفاد رئيس جمعية الجهات بالمغرب، محند العنصر، أن ما تقوم به المملكة من إنجازات وتقدم له جانب آخر، يرتبط بالتباينات الكبيرة بين الجهات و داخل كل جهة، مما يؤدي إلى تعميق الفوارق في المجال الحضري والقروي.

و أوضح أن الوضع يتطلب تصحيح أوجه عدم المساواة فيما يخص عدم كفاية الموارد في المناطق الجبلية والصحراء وغيرها من المناطق التي تعاني من إكراهات طبيعية وجغرافية.

شهدت الندوة الوطنية حول توجهات السياسة العامة لإعداد التراب توقيع اتفاقية بين الوزارة الوصية وجمعية الجهات بالمغرب، على أن يشمل الحوار الوطني تنظيم ندوات على المستوى المركزي، في إطار تجديد منظور سياسة إعداد التراب.