أنهى المصريون أمس المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تمنح السيسي الحق في البقاء في السلطة حتى 2030، وتستمر أعمال الفرز في اللجان حتى إعلان النتائج خلال خمسة أيام.

إيلاف من القاهرة: كشفت تقارير منظمات المجتمع المدني، التي راقبت عملية الاستفتاء، عن وقوع ملاحظات عدة، منها غياب سرية الاقتراع، وانتشار ظاهرة توزيع السلع الغذائية والتموينية، وظاهرة خرق الصمت الانتخابي، وحشد العمال والموظفين للمشاركة في التصويت.

سيارات تستقطب المواطنين
وفقًا لتقارير "البعثة الدولية لمتابعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية – مصر 2019"، فإن أهم الملاحظات التي رصدها وفد البعثة، تتمثل في: غياب سرية الاقتراع في بعض اللجان الانتخابية، حيث لاحظ الوفد دخول عدد من المواطنين بهواتفهم المحمولة، وقاموا بتصوير بطاقات الاقتراع بعد تصويتهم، ليقوموا لاحقًا بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.&

ورصدت البعثة بعض الحالات لوجود "ساتر معكوس" داخل اللجان، بما يحول دون توفير مبدأ سرية التصويت، ومنها على سبيل المثال، ما حدث في: "لجنة مدرسة المنار الإسلامية للغات في العجوزة، ولجنة مدرسة الثانوية الفندقية في الشيخ زايد".

أضافت البعثة أن هناك "انتشارًا لظاهرة خرق الصمت الانتخابي أمام بعض المقار الانتخابية في المحافظات"، مشيرة إلى أن وفدها لاحظ "انتشار السيارات التي تحمل مكبرات صوتية، والتي تجوب الشوارع لدعوة المواطنين إلى المشاركة في الاستفتاء، فضلًا عن تنظيم الاحتفالات الصاخبة أمام مقار الاقتراع، ما يُخشى منه أن يعوق عملية التصويت".

ضغوطات من معارضين
كما رصدت البعثة "حالات لمديري المصانع والشركات وموظفين حكوميين، يحشدون موظفيهم في مسيرات للتوجّه بشكل جماعي إلى لجان الاقتراع، إضافة إلى توفير أحزاب ورجال أعمال حافلات لنقل المواطنين إلى لجان الاقتراع بالمجان".&

وأشارت إلى أن حزبي "مستقبل وطن"، والنور، تصدرا المشهد في حث المواطنين على المشاركة. كما تم رصد مظاهر الاعتراض والدعوة إلى التصويت بـ"لا" أمام لجان عدة، وهي أمور تعد في مٌجملها خرقًا واضحًا للمعايير الدولية والقوانين الوطنية المنظمة للعملية الانتخابية"، على حد تعبير البعثة.

لفت انتباه البعثة "انتشار ظاهرة توزيع السلع الغذائية والتموينية على المواطنين بالقرب من مقار الانتخاب لحثهم على المشاركة والتصويت، وتم رصد بعض الوقائع، على سبيل المثال، تواجد عدد من الأشخاص أمام مدرسة الملك الصالح الثانوية بنين - في مصر القديمة محافظة القاهرة لتوزيع السلع الغذائية، شرط التصويت، وتواجد آثار الحبر الفوسفوري على أصابعهم، وتكرر الأمر في المقطم. وفي الأقصر قام حزب مستقبل وطن بتوزيع "كراتين" فيها سلع ومواد غذائية في مدينة إسنا، بما يؤثر على سلامة عملية التصويت والتأثير على خيارات الناخبين".

ضعف الثقافة الانتخابية
واجه بعض أعضاء البعثة صعوبات في محافظة الإسكندرية، تتمثل في رفض قوات التأمين دخولهم لجنة حي الجمرك أرقام 18-19، ومن ثم غادر الوفد من دون دخول اللجنة. وتم التواصل مع الهيئة وتقديم شكوى، والتي قام المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة بسرعة البت فيها، وتم التواصل مع الجهات المعنية، وتم تيسير سُبل وصولهم إلى مقار الاقتراع التي تم منعهم من دخولها.

أرجعت البعثة أسباب هذه الممارسات الخاطئة للعملية الانتخابية إلى ضعف الثقافة والتوعية الانتخابية. وفي هذا الإطار دعت البعثة الدولية، الهيئة الوطنية للانتخابات، إلى ضرورة تنفيذ وتكثيف الدورات والجلسات التدريبية لكلٍ من المواطنين والأحزاب السياسية والموظفين على حد سواء، بما يضمن إجراء الاستحقاقات الانتخابية وفقًا لأعلى معايير حرية ونزاهة وديمقراطية الانتخابات.

في ما يخص معدلات المشاركة، رصدت البعثة في محافظة القاهرة تضاعف معدلات المشاركة بشكل كبير مقارنة بأول يومين من أيام التصويت، حيث تم رصد طوابير من المواطنين أمام "لجنة مدرسة الشهيد إبراهيم صالح في المطرية"، وفي معظم مدارس حلمية الزيتون، كما لفت الانتباه خروج مسيرات جماعية للمشاركة في عملية التصويت في شوارع عدة في مدينة نصر، وكذلك في مدينة السلام، خاصة في لجنة "مدرسة السيدة سمية".

لافتات على أسوار جامعية
وفي الفيوم، ورغم ضعف الإقبال أول وثاني أيام الاقتراع، شهد اليوم الثالث ارتفاع معدلات المشاركة في مركزي أطسا، خاصة في قرية "الغرق"، التي شهدت انتشار "تكاتك" وسيارات تقلّ المواطنين بشكل مجاني إلى لجان الاقتراع. وفي مركز الفيوم ارتفعت أيضًا معدلات المشاركة بشكل ملحوظ في قرى المركز، وخاصة في لجان قرية "سنوفر"، كما ارتفعت المشاركة في مركز يوسف الصديق، وخاصة في لجان "مدرسة سيد الخضر".

في بورسعيد، شهد حي المناخ إقبالا كبيرا من الموظفين والعمال خلال ساعات الراحة لديهم، حيث توافدوا بشكل جماعي للجان الاقتراع.

ووفقًا لتقارير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، فإن أعضاءها رصدوا ملاحظات أخرى عدة تتمثل في انتشار الدعاية للتصويت بـ"نعم". ففي محافظة القاهرة لاحظ متابع المنظمة أمام لجان الجامعة العمالية في مدينة وجود خمس لافتات على أسوار الجامعة مدوّن عليها "الجامعة العمالية... نعم للتعديلات الدستورية"، كما لاحظ متابع المنظمة وجود أنصار أحد الأحزاب يرفعون لافتات مدوّن عليها "نعم للدستور".

توزيع وجبات
وفي محافظة الإسكندرية رصد متابع المنظمة حدوث تغييرات كثيرة في أماكن التصويت واللجان الانتخابية لعدد من الناخبين، مما أحدث ارتباكًا في أوساط الناخبين، وعزوف أعداد منهم عن التصويت، لبعد اللجان عن أماكن الإقامة أو العمل، مثل حالة محمود أحمد إبراهيم تم نقله إلى لجنة رقم 32 في مدرسة الألف مسكن في الورديان دائرة مينا البصل، وكانت لجنته في مدرسة القباري الإعدادية، وكذلك سماح محمد السيد 70 سنة من مدرسة محمد عبده مينا البصل إلى مدرسة كوم الشقافة.

كما رصد متابع المنظمة قيام أنصار أحد الأحزاب بحمل لافتات ضخمة أمام بعض اللجان الانتخابية، مثل مجمع مدارس سيدي بشر دائرة المنتزه أول تدعو الناخبين إلى التصويت بـ"نعم للتعديلات الدستورية".

وفي محافظة دمياط رصد متابع أمام لجان مدرسة النيل الإعدادية بنات في ميدان سرور مدينة دمياط، قيام أحد الأحزاب بتنظيم مسابقة للفوز بأجهزة كهربائية للذين أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء لعمل حشد جماهيري أمام اللجان.

أما في محافظة الفيوم فرصد متابع المنظمة قيام أحد الأحزاب بلجان مدرسة بني عتمان الإبتدائية بتوزيع وجبات على الناخبين.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، ذكرت أن إجمالي عدد اللجان العامة للتصويت على الاستفتاء بلغ 368 لجنة، وضمت 10878 مركزًا انتخابيًا، و13919 لجنة فرعية. واستمر التصويت على استفتاء التعديلات الدستورية لمدة ثلاثة أيام انتهت أمس الاثنين 22 أبريل الجاري.