الخرطوم: تجمع آلاف المحتجين السودانيين أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم للمشاركة في "مسيرة مليونية" الخميس تهدف الى تكثيف الضغط على المجلس العسكري الحاكم الذي استقال ثلاثة من أعضائه عقب محادثات مع قادة الاحتجاجات حول تسليم السلطة إلى إدارة مدنية.&

يأتي التجمع بعد اتفاق المجلس العسكري وقادة الاحتجاجات على تشكيل لجنة مشتركة لتحديد الخطوات المقبلة بعد أسبوعين من الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير.&

قال تحالف الحرية والتغيير الذي يقود الاحتجاجات في بيان أصدره الخميس "ندعو جميع جماهير شعبنا إلى الحضور والمشاركة في مليونية السلطة المدنية". &وأكد أن الاعتصام أمام مقرّ قيادة الجيش سيستمر "لحماية ثورتنا" وضمان تحقيق جميع المطالب.

وصل الى مكان الاعتصام موكب مئات من النساء يلوّحن بأعلام السودان ويصفقن. حمل متظاهرون لافتات كتب عليها "لا للحكام العسكريين"، بينما بدأ متظاهرون في أنحاء الخرطوم بالوصول إلى مقر قيادة الجيش من ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض.&

قال نور الدائم سراج الذي حمله متظاهرون على أكتافهم وهو يقود هتافهم، "كلهم يجب أن يذهبوا الى المحكمة الجنائية"، موضحًا "ليس أعضاء المجلس العسكري، ولكن المقربين من البشير". قالت وئام عبد العظيم إنها تأمل "الأفضل من المحادثات بين تجمع المهنيين والمجلس العسكري".

عقد في وقت متأخر الأربعاء اجتماع بين المجلس العسكري وقادة الاحتجاجات، ومن بينهم "تجمع المهنيين"، الذي أطلق الحراك قبل أربعة أشهر. وبعد انتهاء الاجتماع، قال المتحدث باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين كباشي لصحافيين "التقينا حول مختلف جوانب المذكرة التي قدمها تحالف الحرية والتغيير".

لم يقدم المتحدث إيضاحات حول المطلب الرئيس بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، لكنه قال "لم تكن هناك خلافات كبيرة". وأكدّ تجمع المهنيين أن الجانبين اتفقا على أهمية التعاون المشترك لتوجيه البلاد نحو السلام والاستقرار.&

تحدث التجمع على "تويتر" عن "الاتفاق على تكوين لجنة مشتركة من المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير لمناقشة القضايا الخلافية العالقة".

حل وسط
وقال الناشط أحمد نجدي إنه يتوقع "مجلسًا سياديًا عسكريًا مدنيًا مشتركًا، وهو برأيي الحل الوسط، وسيوافق عليه معظم المحتجين".&

وأعلن المجلس بعد وقت قصير من انتهاء الاجتماع أمس في بيان منفصل استقالة ثلاثة من أعضائه هم الفريق أول ركن عمر زين العابدين والفريق أول جلال الدين الشيخ والفريق أول شرطة الطيب بابكر.

جاءت تطورات ليل الأربعاء الخميس بعد إعلان أحد قادة الاحتجاجات صديق فاروق الشيخ التحضير "لإضراب شامل" في حال عدم موافقة المجلس العسكري على حكومة مدنية.&

ومنذ السادس من أبريل، يواصل آلاف المتظاهرين اعتصامهم قرب مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم. ومستندًا الى هذا الاعتصام، أطاح الجيش السوداني في 11 أبريل بالرئيس البشير وأعلن اعتقاله. وتمّ نقله في وقت لاحق إلى سجن في الخرطوم، بحسب ما قالت عائلته. إلا أن المحتجين واصلوا الاعتصام، مطالبين بنقل السلطة الى إدارة مدنية.

وللمرة الأولى، أعلن القضاة السودانيون أنهم سينضمون إلى الاعتصام الخميس، وذلك "دعما للتغيير ولسيادة حكم القانون ومن أجل استقلال القضاء".

الثوار يريدون حكمًا مدنيًا
انضم مئات المحتجين القادمين من مدينة مدني (وسط) الأربعاء الى المتظاهرين في العاصمة. وكان مئات غيرهم وصلوا الثلاثاء قادمين من عطبرة (وسط) الى الخرطوم للمشاركة في الاعتصام.

وذكر شهود وسط الخرطوم الخميس أن محتجين تجمعوا أمام القنصلية والسفارة المصريتين التي أحاطت بها شرطة مكافحة الشغب.&

حمل العديدون لافتات تدعو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى عدم التدخل في الشؤون السودانية. وهتف المتظاهرون "قول للسيسي دا (هذا) السودان، وأنت حدودك بس أسوان".

ترأس السيسي بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي الثلاثاء قمة جمعت عددا من قادة الدول الأفريقية في القاهرة، وطالبت القمة المجلس العسكري السوداني بتسليم السلطة للمدنيين خلال مهلة ثلاثة أشهر، تحت طائلة تعليق عضوية السودان في الاتحاد.

حصل المحتجون السودانيون على دعم واشنطن التي أيدت دعوتهم إلى الحكم المدني. وقالت المسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية ماكيلا جيمس المكلفة شؤون شرق أفريقيا خلال زيارة الى الخرطوم &الثلاثاء "لقد عبّر الشعب السوداني بشكل واضح عمّا يريده".

أضافت "نحن نؤيد المطلب الشرعي للشعب السوداني بحكومة يقودها مدنيون، نحن هنا لتشجيع الطرفين على العمل معا لدفع هذا المشروع قدما في أسرع وقت ممكن".
&