فيما تنكوي طرابلس الغرب بنار الحرب الضارية، جدد وزير الخارجية البريطانية دعوته إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، وأكد أن خليفة حفتر لن يحقق انتصارًا عسكريًا، لكن يمكنه أن يكون جزءًا من الحكومة الليبية المستقبلية.

إيلاف من الرياض: نقلت صحيفة "غارديان" البريطانية عن جيريمي هنت، وزير الخارجية البريطاني، قوله إنه لا يزال بإمكان اللواء الليبي المتقاعد خليفة أن يكون جزءًا من الحكومة الليبية المستقبلية، مجددًا دعوته إلى وقف إطلاق النار في طرابلس، وإدانته ما وصفه بهجوم حفتر عليها، في وقت تستعد فيه بلاده لإستقبال فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، خلال الساعات المقبلة.

لا نوافق

أضاف هنت أن بلاده لا توافق على ما يفعله حفتر، "ولا نعتقد أنه يمكن أن يحقق انتصارًا عسكريًا، كما أنه لن يُعتبر شرعيًا في جميع المناطق الليبية، لذلك نريد تحقيق عملية سياسية في ليبيا".

وفيما تصف "غارديان" حفتر بـ "أمير حرب"، وتقول إنه في هجومه على طرابلس الغرب أسقط عنه الحق في أن يكون مؤثرًا في مستقبل ليبيا، قال هنت: "فلنكن حذرين في إصدار مثل هذه الأحكام. لم ننجح في سياستنا تجاه ليبيا. لو علمنا في عام 2011 بأننا سنكون في الوضع الذي نحن فيه الآن، كنا سنطرح على أنفسنا بعض الأسئلة العميقة. من الأفضل توخي الحذر عند الحكم على استبعاد الناس. الطريقة الصحيحة اليوم هي وقف إطلاق النار، ودخول حفتر في التسوية السياسية".

أجلت جهودها

بحسب الصحيفة البريطانية، ربما تكون بريطانيا قد أجلت جهودها الساعية إلى إصدار قرار أممي عن مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار فورًا في العاصمة الليبية، بما أن روسيا والولايات المتحدة وفرنسا تتعاطف&مع زعم حفتر أنه عازم على كبح الميليشيات التي أحاطت بحكومة السراج، المدعومة من الأمم المتحدة.

أضافت "غارديان" في تقريرها أن السراج، الذي يقوم بجولة على العواصم الأوروبية بدأها في العاصمة الإيطالية روما، كرر اتهامه حفتر بتدمير فرصة فريدة للتوصل إلى اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة يتضمن إنشاء حكومة موحدة، مع ضمان دور عسكري له، لكن تحت مظلة الحكم المدني، "لأن لا مصلحة له في أن تكون ليبيا دولة ديمقراطية".

وقف فوري لإطلاق النار

وفي إثر تجدد القتال بعنف بعد أكثر من شهر على الهجوم الذي أطلقه حفتر على العاصمة الليبية، دعت فرنسا وألمانيا وبلجيكا الجمعة إلى وقف فوري وغير مشروط للقتال في طرابلس الغرب، وذلك في تصريحات أدلى بها مندوبو هذه الدول الأوروبية لدى الأمم المتحدة قبيل بدء جلستين طارئتين لمجلس الأمن حول ليبيا وسوريا.

جدد فرانسوا ديلاتر، المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، دعم باريس حكومة الوفاق الوطني الليبي، داعيًا إلى وقف فوري غير مشروط لأعمال العنف، إذ لا حلّ عسكريًا للأزمة الليبية.
وفيما أصر مارك بيكستين، المندوب البلجيكي الدائم لدى الأمم المتحدة، على وقف القتال فورًا في العاصمة الليبية، عقّب كريستوف هويسغن، السفير الألماني لدى الأمم المتحدة، بقوله: "علينا جميعًا توجيه دعوة إلى الأطراف الليبية المتصارعة لوقف فوري لإطلاق النار، وكنا قد اتخذنا موقفًا مساندًا لمشروع قرار بريطاني حول ليبيا، عندما تولت بلادي في الشهر الماضي الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن، وأعتقد فعليًا أن على مجلس الأمن أن يتحرك".

يريد حكم ليبيا

قال جوناثن واينر، المبعوث الأميركي السابق إلى ليبيا، في مقابلة إذاعية إن حفتر يبحث عن السيطرة على كامل ليبيا، وضمنها العاصمة طرابلس التي يحكمها حاليًا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، "وظهر ذلك من خلال سيطرته على الشرق الليبي الذي يحوي معظم مكامن ومنشآت النفط والجنوب والجنوب الغربي".

أضاف واينر: "إن الدعم الذي يلقاه حفتر من روسيا وغيرها أضعف دور المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وتوقيته الهجوم على طرابلس قبل أيام من انعقاد الملتقى الوطني الجامع مؤشر واضح على عدم رغبته في نجاح هذا الملتقى".
وأكد واينر أن حفتر يؤمن بنظام الحكم العسكري، "ما يعني أنه سيواجه مقاومة من رافضي هذا النمط، والمؤمنين بتقاسم الثروات وحكم البلاد سياسيًا، لأنّ أي سيناريو آخر يعني تحطم الدولة إلى الأبد"، مبديًا خشيته من سيناريو ليبي مشابه للسيناريو السوري، من هنا تصميم المجتمع الدولي على حل النزاع الليبي سياسيًا.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.theguardian.com/world/2019/may/07/khalifa-haftar-can-still-be-part-future-libya-government-jeremy-hunt?CMP=Share_iOSApp_Other
&