أسامة مهدي: أبلغ العراق اليوم كلا من المانيا وفرنسا وبريطانيا تمسكه بعلاقات تعاون متوازنة مع واشنطن وطهران وبما يعزز الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة والعالم. مشددا على أهمية تبني الحوار الجاد والبناء لحل جميع المشاكل وتغليب المشتركات على الخلافات، والنأي عن سياسة المحاور.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيس العراقي برهم صالح في بغداد اليوم مع سفراء الدول الاوروبية المعنية بالملف النووي الايراني وهي بريطانيا والمانيا وفرنسا لدى بغداد حيث جرى خلال اللقاء استعراض تطور العلاقات بين العراق ودول الاتحاد الاوربي وسبل استمرار التعاون في جميع المجالات، الى جانب بحث تطورات الاوضاع في المنطقة في ظل التوتر الحالي بين الولايات المتحدة وإيران.

اجتماع الرئيس صالح مع سفراء المانيا وفرنسا وبريطانيا لدى بلاده

وقد اكد الرئيس صالح للسفراء الثلاثة "حرص العراق على اقامة علاقات تعاون متوازنة مع جيرانه واشقائه واصدقائه بما في ذلك الولايات المتحدة وايران وبما يعزز الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي في المنطقة والعالم"، موضحاً ان حواراتنا مع &دول الجوار والبلدان العربية والاقليمية والاوربية تصب في هذا الاتجاه، مشددا على أهمية تبني الحوار الجاد والبناء لحل جميع المشاكل وتغليب المشتركات على الخلافات، والنأي عن سياسة المحاور كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "إيلاف".

من جهتهم "أكد سفراء الدول الاوربية الثلاث ارتياحهم لتطور العلاقات مع العراق وسعي دولهم لترسيخ وزيادة التعاون، مشيدين بالسياسة الخارجية المتوازنة للعراق والدور الذي يلعبه في محيطه العربي والاقليمي، كما جددوا رغبة دولهم في المساهمة بإعمار العراق &واغتنام فرص الاستثمار امام الشركات الاوربية المتطلعة للعمل في البلاد، مشيرين الى تطابق وجهات النظر بين الجانبين حول الأزمة في المنطقة واهمية نزع فتيلها." بحسب الرئاسة العراقية.

يشار الى ان العراق يتخوف من ان تصبح اراضيه مسرحا لحرب اميركية ايرانية خاصة مع وجود فصائل شيعية مسلحة موالية لايران تهدد باستمرار باستهداف القوات الاميركية في البلاد التي يزيد عددها على الستة الاف عسكري.

ورفضت الدول الأوروبية المعنية بالملف النووي الإيراني أي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكذلك الاتحاد الأوروبي الثلاثاء الماضي المهلة التي حددتها إيران بستين يوما قبل تعليق التزامها ببنود أخرى في الاتفاق.

وقالت الدول الثلاث ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان مشترك "نرفض أي إنذار وسنعيد تقييم احترام إيران لالتزاماتها في المجال النووي".

وكانت طهران أمهلت الدول الثلاث شهرين لإخراج القطاعين المصرفي والنفطي الإيراني من عزلتهما الناجمة عن العقوبات الأميركية والا فانها ستعلق تعهدات أخرى واردة في الاتفاق النووي.

وعبر الاوروبيون أيضا عن "قلقهم الشديد" بعد قرار طهران تعليق اثنين من تعهداتها التي قطعها في اطار الاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة قبل سنة. واكدوا قائلين "لا نزال متمسكين بالكامل بالحفاظ على التطبيق الكامل للاتفاق حول الملف النووي، وهو أمر أساسي في البنية العالمية للحد من انتشار الاسلحة النووية ويصب في مصلحة أمن الجميع" ودعوا طهران الى "الامتناع عن أي تصعيد".

وشددت واشنطن الاربعاء الماضي بشكل اضافي عقوباتها الاقتصادية على ايران &واضافت عقوبات تستهدف كل من يشتري أو يتاجر بالحديد والصلب والالمنيوم والنحاس الإيراني.

وكان وزير الخارجية الاميركي بومبيو قد أبلغ الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبدالمهدي خلال زيارته الخاطفة لبغداد الاثنين الماضي بأن بلاده لن تتخذ خطوة الحرب الأولى ضد إيران لكنها لن تتردد في حماية أمن بعثتها وجنودها في العراق كما قدم لهما تصورا معززا بالأدلة &عن خطط إيرانية يمكن تطبيقها في أي لحظة لتصعيد التوتر في المنطقة وان مجموعات عراقية مسلحة على صلة بإيران تخطط لتنفيذ عملية عسكرية ضد مجمع يضم قوات أميركية شمال بغداد وآخر غربها”.

وعقب انتهاء مباحثاته مع صالح وعبدالمهدي أبلغ بومبيو الصحافيين الذين يرافقونه في طائرته، بأنه بحث مع المسؤولين العراقيين "أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأميركيين في بلدهم"، مشيراً إلى أنّ المسؤولين العراقيين "أظهروا أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم".