واشنطن: أفاد مسؤولون أميركيون كبار الاربعاء ان سحب الدبلوماسيين الأميركيين غير الأساسيين من العراق سببه "تهديد وشيك" على "صلة مباشرة بايران".

وقال أحد هؤلاء المسؤولين في الخارجية الاميركية أن هذا التهديد "حقيقي"، تقف وراءه "ميليشيات عراقية بقيادة الحرس الثوري الايراني".&وأضاف أمام صحافيين في واشنطن "إنه تهديد وشيك يطاول طواقمنا".

وردا على سؤال عما اذا كانت طهران ضالعة في هذه التهديدات من وجهة نظر الادارة الاميركية، قال مسؤول آخر "الامر مرتبط مباشرة بايران، عدد كبير من التهديدات على صلة مباشرة بايران".

وتحدث المسؤولون عن معلومات استخباراتية جديدة افضت الى قرار سحب قسم من الدبلوماسيين في العراق، لكنهم رفضوا توضيح ما اذا كانت وشيكة اكثر مما كانت عليه حين تحدثت عنها واشنطن للمرة الاولى قبل عشرة أيام.

وطلبت الولايات المتحدة الأربعاء من جميع موظفيها غير الأساسيين مغادرة سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل نتيجة تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران جارة العراق، ما دفع العديد من البلدان الأخرى الى التعبير عن القلق.

وبعيد قرار واشنطن بشأن موظفيها، أعلن الجيشان الألماني والهولندي تعليق عمليات التدريب العسكري للجيش العراقي حتى إشعار آخر. وقالت برلين إن الجيش الألماني أوقف تدريبه متحدثا عن "زيادة اليقظة" في العراق، فيما أعلنت وزارة الدفاع الهولندية أنها أوقفت أيضا عمليات التدريب بسبب وجود "تهديدات".

وينتشر حاليا نحو 160 جندياً ألمانياً في العراق بينهم 60 في التاجي شمال بغداد و100 في اربيل في كردستان العراق.

كذلك، يتولى أكثر من 50 جنديا هولنديا تدريب قوات كردية في اربيل في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وزادت واشنطن الضغوط على طهران في الأيام الأخيرة واتهمت إيران بالتخطيط لهجمات "وشيكة" في المنطقة وعززت وجودها العسكري في الخليج.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الإغلاق الجزئي للسفارة في بغداد لأن مجموعات إرهابية ومتمردة عديدة تنشط في العراق بينها "فصائل مذهبية معادية للولايات المتحدة" قد "تهدد الرعايا الأميركيين والشركات الغربية في العراق".

وأضافت الخارجية الاميركية أنه "تم تعليق العمل في خدمات تأشيرات الدخول في الموقعين بشكل موقت".

وفي بيروت دعت السفارة الاميركية مواطنيها في لبنان الى "اليقظة" حيال "تزايد حدة التوتر في المنطقة".

وكان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أعلن الثلاثاء من موسكو ان الولايات المتحدة "لا تسعى الى الحرب مع ايران".

الا ان هذا التصريح لم يخفف من مخاوف الكرملين الذي اعرب الاربعاء عن قلقه ازاء "تفاقم التوتر الذي يتواصل" متهما واشنطن ب"استفزاز" طهران.

وفي طهران جاء الرد الاربعاء أيضا من وزير الدفاع الجنرال أمير حاتمي الذي أعلن أن إيران ستخرج "مرفوعة الرأس" من أي مواجهة محتملة مع الأميركيين والإسرائيليين، وستجعلهم "يذوقون مرارة الهزيمة".

إلا أن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي كان اعلن الثلاثاء أنه "لن تكون هناك حرب" مع الولايات المتحدة.