&

يعبر مضيق هرمز 17 مليون برميل من النفط يوميًا، تصدر السعودية 88 بالمئة من انتاجها النفطي عبره، و99 في المئة من نفط الإمارات تمر فيه. فماذا لو نفذت إيران تهديداتها بإقفاله؟.

إيلاف من دبي: كلما دقّ كوز الولايات المتحدة بجرة إيران، تهدد طهران بإقفال مضيق هرمز. فما هي أهمية هذا المضيق، الذي يستخدمه الإيرانيون وسيلة تهديد، في كل مرة يشعرون فيها أنهم مهددون.

اليوم، بعدما ضيّق رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب الخناق على إيران، زادت من حدة تهديداتها القديمة والجديدة. لكن، سبق لإيران أن هددت بفرض قيود على المرور في المضيق إذا تعرضت للهجوم، وذلك في يونيو 2008.

هددت طهران مرة أخرى في يناير 2012 بإغلاق مضيق هرمز ردًا على عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت إيراداتها النفطية.

في يوليو 2018، لمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده قد تعطل مرور النفط عبر مضيق هرمز ردًا على دعوات أميركية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر.

جغرافيًا

مضيق هرمز من الممرات المائية الإستراتيجية في عالم تجارة النفط. يقع في الخليج العربي، ويفصل بين إيران وسلطنة عمان، اللتين تتقاسمان الرقابة عليه. عرضه 55 كيلومترًا وعمقه 60 مترًا.

يحمل المضيق اسم جزيرة هرمز الواقعة على مدخله. كانت هذه الجزيرة في القرن السادس عشر مملكة يحكمها عرب من عُمان. احتلها البرتغاليون في عام 1515، وطردهم البريطانيون والفرس منها في عام 1632. ومنذ ذلك الحين، تقع الجزيرة تحت الهيمنة الإيرانية.

في فم المضيق أيضًا جزر أخرى هي: جزر قشم ولاراك الإيرانية، وجزر طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى الإماراتية التي تحتلها إيران، وترفض التفاوض بشأنها مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

نفطيًا

تقول إحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن نحو 18.5 مليون برميل من النفط مرت في المضيق يوميا في خلال عام 2016.

وفي عام 2017، تراجع الرقم إلى نحو 17.2 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات يوميا، بحسب أرقام شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية.

في النصف الأول من عام 2018، مرّ عبر المضيق نحو 17.4 مليون برميل يوميًا. ومع بلوغ الاستهلاك النفطي العالمي نحو 100 مليون برميل يوميًا، تعني هذه الأرقام أن نحو خُمس التصدير النفطي يمر عبر مضيق هرمز.

فعلى سبيل المثال، تصدر السعودية 88 في المئة من إنتاجها النفطي عبر هذا المضيق، ويصدر العراق نحو 98 في المئة، والإمارات 99 في المئة. كما يعبر هذا المضيق كل صادرات إيران والكويت وقطر النفطية.

من خلال هذا المضيق، يذهب 80 في المئة من نفط الخليج العربي إلى الدول الآسيوية، كالصين والهند وكوريا واليابان، فيما يتم نقل الباقي إلى دول أوروبية وإلى أميركا الشمالية.

ماذا لو؟

تقول واشنطن بوست الأميركية إنه إذا تعذر استعمال مضيق هرمز في التجارة النفطية العالمية، ستنخفض إمدادات العالم من شحنات النفط المصدرة بنحو 30 في المئة، وفق الخبراء، فيما ستنخفض إمدادات النفط الإجمالية بنحو 20 في المئة، وفق تقديرات جمعت قبل سريان العقوبات الأميركية الأخيرة على صادرات النفط الإيراني.

وبحسب الصحيفة، ثمة احتمال تحويل مسار بعض شحنات النفط إلى خطوط أنابيب تمت توسعتها لتكون بديلًا في حال إغلاق إيران مضيق هرمز. لكن قدرات هذه الأنابيب الاستيعابية محدودة، وهي أكثر تكلفة من النقل البحري، لذا سترتفع أسعار النفط فورًا، وسيفقد مصدرو النفط العرب إمكانية الوصول إلى الأسواق العالمية.

بدائل ممكنة

يمثل استخدام ميناء الفجيرة الإماراتي لتصدير النفط خطة التفافية على مضيق هرمز. فقد بنت الإمارات خط أنابيب حبشان – الفجيرة بتكلفة قدرها 3.3 مليارات دولار، وتم تدشينه في 30 يونيو 2012. طوله 380 كيلومترًا ويقع ضمن الأراضي الإماراتية. ينقل هذا الانبوب نحو 800 ألف برميل في اليوم من النفط الخام، وهي كمية تعادل كل ما تنتجه بريطانيا من حقول بحر الشمال، لكن طاقته القصوى تصل إلى 1,5 مليون برميل في اليوم.

يبدأ خط الأنابيب من حقل حبشان النفطي في إمارة أبوظبي، ويصل الى ميناء الفجيرة، ويشتمل على محطات ضخ ومخزن رئيسي للنفط سعته القصوى 12 مليون برميل.

يمكن هذا الخط نقل 1.5 إلى 1.8 مليون برميل من النفط يوميًا، أي 75 في المئة من صادرات النفط الاماراتي يوميًا و10 في المئة من النفط الذي يعبر مضيق هرمز إلى الاسواق الدولية يوميًا.

إلى ذلك، التفكير جارٍ في بدائل أخرى ممكنة، تجنب النفط العربي نوبات غضب إيران. يتمثل أولها في استخدام المخزون الاستراتيجي لدولة خليجية ما في دولة أخرى، كأن تحتفظ الكويت مثلًا بمخزون نفطي خاص بها في اليابان؛ أو ضخ النفط الخليجي عبر خط أنابيب العراق – تركيا وصولاً إلى ميناء جيهان المتوسطي؛ أو الوصول إلى بحر العرب من خلال الأراضي اليمنية بعد إعادة الشرعية إلى اليمن.